الأحد 11 آذار 2018 09:28 ص

الحريري يعلن مرشحيه اليوم وخطابه يتفيّأ.. التسوية السياسية


دَخَلَ لبنان في فترة الـ 15 يوماً الفاصلة عن آخر مهلة لتسجيل اللوائح التي ستخاض من ضمنها حصراً الانتخابات النيابية المقرَّرة في 6 مايو المقبل، والتي ستكرّس تحالفاتٍ ما زال قسم كبير منها يُطبخ «على نار» موعد منتصف ليل 26 - 27 الجاري، إيذاناً بإطلاق محركات المعركة الانتخابية على مداها.

وفي الطريق إلى حسْم التحالفات وتشكيل اللوائح، يعلن رئيس الحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري اليوم في احتفالٍ حاشد يقام في «البيال» أسماء مرشحيه «العابرين للطوائف» في مختلف الدوائر، كاشفاً البرنامج الانتخابي الذي سيخوض على أساسه استحقاق 6 مايو، كما شعار حملاتِ استنهاضِ القواعد الشعبية التي سيباشر الحريري جولات ميدانية في مختلف المناطق لاستقطابها.

وعلم أن سقف كلمة زعيم «المستقبل» بعد ظهر اليوم سيجمع بين رسْم سقف المعركة الانتخابية ومقتضياتها «التحفيزية» وفق ثوابت تياره بإزاء الواقع الداخلي وامتداداته الخارجية وبين موجبات التسوية السياسية التي ستبقى حجر الزاوية في مرحلة ما بعد الانتخابات باعتبارها من مرتكزات الاستقرار على صعده المختلفة، أشارت تقارير الى انه بعد كلمة رئيس الحكومة ثم تقديم المرشّحين سيصار إلى تلاوة «الإعلان الانتخابي» المقسّم إلى 4 أبواب: سياسي، واقتصادي، واجتماعي، وخدماتي.

ويسبق مهرجان «المستقبل» الاحتفال الذي يقيمه حزب «القوات اللبنانية» يوم الأربعاء المقبل لإعلان مرشحيه، وسط ترقُّب أن يحمل اليوم أجوبةً حاسمة تحدّد وجهة التحالف الممكن بين هذين الطرفين في عدد من الدوائر بعدما حُسم خوضهما المعركة «يداً بيد» مع «الحزب التقدمي الاشتراكي» (النائب وليد جنبلاط) في دائرتيْ الشوف - عاليه وبعبدا، علماً أن الرهان يقوم على ان يتمدّد هذا التحالف الثلاثي الى البقاع الغربي وان يكون ثنائياً (المستقبل - القوات مع أطراف آخرين) في بعلبك - الهرمل وعكار وزحلة.

وإذا كان التحالف بين «المستقبل» و«القوات» في أكثر من دائرة، عكَس انتهاء «أزمة الثقة» التي طبعت علاقتهما إبان أزمة استقالة الرئيس الحريري الذي بات حصول اللقاء بينه وبين رئيس «القوات» الدكتور سمير جعجع «مسألة وقت»، فقد بات من الواضح ان التحالف بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحرّ» (حزب الرئيس ميشال عون) سيقتصر على عدد من الدوائر بعكس ما كان أشيع عن أن رئيس الحكومة يتّجه الى إرساء أوسع تحالف انتخابي مع هذا التيار، وذلك بما يعكس حرص الحريري على المواءمة بين تَمَسُّكه بشراكةٍ مع رئيس الجمهورية (وفريقه) يعتبرها أساسية في لعبة إدارة السلطة وبين الحاجة إلى ترميم علاقته مع أبرز حلفائه الذين جمعتْهم تجربة «14 آذار» سابقاً، وتحديداً «القوات» في سياق الحفاظ على مقوّمات التوازن السياسي ببُعده الإقليمي.

وفيما بات مؤكّداً أن تحالفاً سيربط «التيار الحر» بـ «حزب الله» وحلفائه في عدد من الدوائر، فإن علامات استفهام تُطرح حول كيفية الحؤول دون تأثير «المعركة المفتوحة» بين رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل وقيادة حركة «أمل» (يترأسها رئيس البرلمان نبيه بري)، شريكة الحزب في الثنائية الشيعية ولوائحها، على «الأرض الانتخابية المشتركة»، وخصوصاً ان طبيعة القانون الذي سيجري على أساسه استحقاق 6 مايو تنطوي على «ألغام» لا تنقصها «قلوب مليانة» يمكن أن تصيب شظاياها مسار المنازلات الصعبة ومرشحي «الصف الواحد».

وكان بارزاً أمس تمدُّد التراشق بين فريق بري و«التيار الحر» الى ما وراء البحار وتحديداً الى أستراليا التي أطلق منها وزير الخارجية مواقف ذات صلة بملفات إشكالية مثل أزمة الكهرباء والفساد وتعيين قناصل، ما عاود إشعال «الحرب» الكلامية التي كانت انفجرت منذ أن سُرب شريط لباسيل يصف فيه الرئيس بري بـ «البلطجي».

وقد ردّ وزير المال علي حسن خليل على تكرار باسيل اتهامه بعرقلة مشاريع كهربائية أساسية، واصفاً إياه بأنه «أعجوبة البلد» وانه «لا يكتفي بتسميم عقول اللبنانيين في الداخل، بل يوسع مساحة أكاذيبه الممجوجة لبلاد الاغتراب علّه يحصد ما يعوض فشله المستمر، وآخره في أفريقيا»، مضيفاً: «خفف من كهربتك واسمع مجدداً أنني أفتخر بتوقيف صفقاتك المفتوحة التي ستنهي صدقية العهد».
ولم يتأخر رئيس «التيار الحر» في الردّ من أستراليا قائلاً «الانتشار تسمم لانهم أدخلوا السياسة عليه وقسّموه، الانتشار مسمم ونحنا عم نعملّو detox»، سائلاً: «كيف يمكن أن يفاخر أحد بأنه خرّب مؤتمراً للاغتراب؟».
أما وزير الزراعة غازي زعتير فهاجم باسيل على خلفية إعلانه «أخجل أن أقول للمغتربين ان البعض في لبنان يعرقل توقيع مراسيم تعيين قناصل»، فقال: «ليخجل باسيل من نفسه. القناصل لا يعرقلهم أحد إنما هو من يعينهم. وعندما يعلن ذلك من أجل كسب بعض اصوات المغتربين فهذا معيب».

وفيما كان «حزب الله» يدعو بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الناس الى «أوسع مشاركة بالانتخابات النيابية كاستفتاء على شعبيتنا وليس نجاح عدد من النواب بل نريد أن نقدم أمام العالم أعداداً وأرقاماً تحمل قوة الموقف وتؤكد على مشروع المقاومة في مواجهة التحديات»، تلقّفت بيروت باهتمام بالغ ما صدر في البيان المشترك السعودي - البريطاني في ختام محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في لندن وتحديداً تعبير البلدين «عن دعمهما الحكومة اللبنانية وأهمّيةِ تمكينِها من بسطِ سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية ونزعِ سلاح ميليشيا (حزب الله)، والتصدّي لدورها المزعزع للاستقرار»، وإعلان انهما «اتّفقا على أنّ أيَّ حلٍّ سياسي (في اليمن) يجب أن يؤدّي لإنهاء التهديدات الأمنية للمملكة العربية السعودية، والدول الإقليمية الأخرى، وشحنات البحر الأحمر، بالإضافة إلى إنهاء الدعمِ الإيراني للميليشيات وانسحاب العناصر الإيرانية و (حزب الله) من اليمن».

المصدر :الراي الكويتية