الأحد 18 آذار 2018 11:41 ص |
أحمد سعدت يكتب "نعم لعقد مجلس وطني توحيدي" |
خص الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات هذا المقال و الذي يتحدث فيه حول انعقاد جلسة المجلس الوطني في دورةٍ غير عادية، وذلك في ظل الظروف السياسية التي تمرّ فيه القضيّة الفلسطينية. وعليه، فإن الاستجابة لاستحقاقات الرد الوطني والقومي على صفقة القرن وإغلاق الطريق أمامها، يتصدرها ضرورة إنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، فأولى استهدافات هذه المؤامرة هي تقويض (م.ت.ف) وتحويلها إلى مجرد أداة لتمرير باقي حلقاتها؛ فالمنظمة كعنوان لوحدتنا تقع اليوم في منتصف عدسة منظار بندقية التحالف الأمريكي الصهيوني الرجعي، وهذا يعني كما علمتنا التجارب بأن كل من يعارض أو يرفض هذه الصفقة هو أيضاً هدفاً للرماية لقتله مادياً أو معنوياً كما كان الرئيس القائد الشهيد ياسر عرفات هدفاً لبندقية رؤية بوش الابن في وقت سابق. ما دام هناك إجماع فلسطيني عام على حماية المنظمة، وفق ما هو موثق في اتفاق القاهرة (آذار عام 2005) وفي الاتفاقات التي بُنيت عليه لاحقاً، وأيضاً على ضرورات عقد المجلس الوطني التوحيدي فليس هناك أي مبرر لانفراد قيادة فصيل أو تحالف ضيق بالدعوة لمجلس وطني يستثني حضور وتمثيل كل قوى شعبنا السياسية والاجتماعية، بل أن هذه الدعوة إن تُرجمت لا يمكن وضعها سوى في إطار التهرب من استحقاقات عملية المصالحة، وبناء الوحدة الوطنية وتعزيز مكانة (م.ت.ف)، هذا إن لم تكن رسالة موجهة للإدارة الأمريكية للبحث عن قواسم مشتركة معها، وقذف قرارات المجلس المركزي مهما كانت متواضعة إلى سلة المهملات. فإعادة بناء (م.ت.ف) كعنوان جامع لكل ممكّنات شعبنا هي التتويج الخلاق لتحقيق المصالحة الوطنية وبناء وحدتنا الوطنية، وهذا ما تؤكده نصوص اتفاقات المصالحة كافة، أما ما صدر على لسان الأخ عزام الأحمد وغيره من تصريحات بأن دعوة كل من حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما مرتبط بإنهاء الانقسام، فهي لا تعكس إلا عدم احترام كل ما وقُع من اتفاقات وطنية بل وتطرح أكثر من علامة سؤال لا يرغب أحد ولا يأمل بتناولها اليوم وغداً. وهدف هذه المقالة هو البحث عن قواسم مشتركة وليس زوايا الخلاف التي يمكن لعقد المجلس الوطني التوحيدي أن ينهيها. وتأسيساً على ما سبق، فإن دعوة اللجنة التنفيذية لعقد جلسة للمجلس الوطني تتجاوز قرارات الإجماع الوطني، وتحت حراب الاحتلال لا يمكن قراءتها سوى في الإطار التالي: 1. التعامل مع المنظمة كشركة خاصة لبعض الأفراد أو قيادة فصيل بعينه بما يعني الإمعان في التفرد باتخاذ القرارات المصيرية بعيداً عن الإجماع الوطني، وهذا يخالف بشكل صريح القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وطابعها ومضمونها الوطني. 2. تجاوز وانتهاك كل التوافقات الوطنية بشأن المصالحة والوحدة والمنظمة وفي مقدمتها اتفاق القاهرة الموقع في آذار 2005، وبالتالي قطع سياق المصالحة الجارية وتأبيد الانقسام. 3. إدارة الظهر لمطالبة قطاعات شعبنا وأمتنا الواسعة، الرافعة الموثوقة للمواجهة الجدية لصفقة القرن. 4. وأخيراً، - وهذا ما لا نتمناه - توسيع الانقسام ليشمل منظمة التحرير الفلسطينية، وبالتالي تقزيم شرعيتها التمثيلية والشعبية والدستورية؛ فالمواجهة الجدية للعربدة الأمريكية الصهيونية ومواجهة مشاريعهم التصفوية تتطلب حشد الكل الفلسطيني في معركة الدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية والتأسيس لحشد قوى شعوب أمتنا في هذا الاتجاه. إن النجاح في تحشيد عناصر قوتنا الوطنية يشكّل المقدمة الضرورية لرص صفوف الأمة في معركة إفشال وهزيمة صفقة القرن، وهذا يتطلب الدعوة دون إبطاء لعقد اللجنة التحضيرية التي اجتمعت في بيروت في وقت سابق للتحضير لعقد دورة المجلس الوطني أو على الأقل دعوة الإطار القيادي المؤقت للمنظمة لاجتماع في القاهرة أو بيروت للتشاور بشأن عقد المجلس الوطني، إن كان لابد من صيغة انتقالية تمليها الضرورة إلى حين إجراء انتخابات للمجلس الوطني بالانتخاب المباشر من جماهير شعبنا حيثما أمكن ذلك، والتوافق على العضوية حيث يتعذر إجراء الانتخابات تنفيذاً لاتفاقات الإجماع الوطني، وتحقيق طموحات شعبنا، وتفويتاً لكل المحاولات المشبوهة لاغتيال عملية المصالحة الوطنية بدءاً من التلكؤ في تنفيذ ما اتفق عليه واستمرار العقوبات بحق أهلنا مروراً بمحاولة اغتيال القائد المجاهد توفيق أبو نعيم وصولاً إلى استهداف موكب الأخ رامي الحمدالله رئيس حكومة التوافق الوطني. وختاماً، فإن المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ شعبنا وأمتنا التحلي بالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على أية مصالح فئوية ضيقة، وإعادة الأمل لشعبنا حصان الرهان المجرب في أي مواجهة وطنية أو قومية، كما هو مطلوب من كل قوى شعبنا التي تجاهر صباح مساء بالدعوة لتحقيق المشاركة السياسية الوطنية الديمقراطية في إطار (م.ت.ف) أن تتخذ موقفاً شجاعاً برفض أي دعوة لعقد المجلس الوطني لتكريس الانقسام، والدفع نحو الالتزام باحترام قرارات واتفاقات الاجماع الوطني بما يؤسس لعقده تحت مظلة فلسطينية جامعة تترجم اتفاق القاهرة وتستجيب لاستحقاق المرحلة الوطنية الراهنة. المصدر :الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات |