كما هي العادة في الحروب يتم تجهيز الاحتياط اذا ما حصل طارىء يتم فيه استدعاء الاحتياط الى المعركة، هكذا فعلت احزاب كثيرة سمت مرشحين لها "احتياط" الانتخابات لا يمكن معرفة متى يتم الاستعانة اوالاستغناء عن خدماتهم... القوات والمستقبل والتيار لديهم جميعا فائض مرشحين تمت غربلة اسمائهم ليستقر على المعلن منهم على ان يلتحق آخرون بسرب المغادرين في الساعات القليلة الباقية لاقفال اللوائح.
واذا كان آخر المعلنين عن الترشيحات هو التيار الوطني الحر الذي يستتبع ترشيحاته واعلان اصدقائه والمتحالفين معهم في احتفال مركزي للتيار في 24 آذار فان اللافت ان لائحة مرشحي التيار التي أعلن عنها قد تشهد خروجا لبعض هؤلاء المرشحين من السباق قبل موعد 24 الامر الذي طرح تساؤلات عن سبب عودة التيار الى جمع كل هؤلاء المرشحين ورغم ان بعضهم كان قد تم ابلاغهم بضرورة الانسحاب من الانتخابات عند ساعة الجد اذا ضاقت فرص التعاون معهم بفعل التحالفات، ولكن القيادة البرتقالية تركت لهم حرية البقاء ان ارادوا اقتناص الفرصة واذا حصلت عملية خلط اوراق مفاجئة. فترشيحات التيار جمعت تقريبا الجميع سواء من حجزت مقاعدهم مسبقا او من لا تزال دوائرهم لم تحسم بعد، فقد ورد في بيان التيار تسمية خمسة مرشحين عن دائرة اي لائحة شبه مكتملة (مقعد سني في صيدا ومرشحان عن المقعد الكاثوليكي والنائبان الحاليان عن المقعدين المارونيين) في ظاهرة لم تألفها ماكينات الاحزاب سابقا اي مرشحين اثنين عن مقعد واحد في الوقت الذي يمكن فيه العودة الى التحالف مع المستقبل في هذه الدائرة ايضا مما يطيح باكثر من مرشح.
وبجولة على مرشحي التيار يتبين ان التيار لم يترك احدا يعتب عليه من المرشحين الراغبين بخوض الانتخابات فالمرشح جيمي جبور عن المقعد الماروني في عكار والذي كان تم بلاغه بقرار التحالف مع المستقبل على مستوى هذه الدائرة حيث يطرح المستقبل مرشحه هادي جبيش ورد اسمه في القائمة العونية الطويلة للمرشحين شأنه شأن جاد صوايا الكاثوليكي الذي كان اول من تلقى طلب التيار بالتراجع عن خوض الانتخابات وكان احد المعلنين ضمن لائحة التيار.
"خبيصة" المرشحين تطول ولا يمكن تعدادها جميعا الا بعض الترشيحات الفاقعة كمثل مرشحين عن مقعد الاقليات في بيروت، او تسمية نواة لوائح مكتملة في دوائر يحكى ان التيار ينوي خوض الانتخابات فيها الى جانب تيار المستقبل، مما يدل على ان التيار كان يضع كل احتمالات التحالفات في الحسبان حتى الافتراق عن التحالف في المتن الشمالي عن الطاشناق تم احتسابه واستدعاء مرشحة عن الارمن الارثوذكس اذا لزم الامر وقرر الطاشناق ان يعود الى حضن "ابو الياس" "لا سمح الله" بحسب العونيين.
لم يترك التيار نائبه عن المقعد الدرزي فادي الأعور في بعبدا ودفشه الى الترشح رغم ان ما كتب قد كتب مع الثنائية الشيعية ووقع الاختيار على سهيل الأعور، في بعلبك الهرمل دائرة النزاع القواتي مع حزب الله "جهز" التيار مرشحين شيعين ومرشح كاثوليكي وترك المقعد الماروني بدون ترشيح، في حال سار التحالف بين القوات والمستقبل واضطر التيار ان يخوض المعركة ضد حزب الله، اما في كسروان فتعقيدات المشهد الانتخابي جعلت التيار يجلب شرف ابو شرف بمذكرة احضار في حال خرج منصور البون ولم يعد، وفي عكار ينتظر "جبور او اسعد درغام" ما سيقرره المستقبل بشأن التحالفات فالتحالف مع المستقبل يطيح بجبور ويزكي درغام والانفصال عنه يريح المرشح الماروني العوني... ترشيحات التيار "غب الطلب" وما تطلبه تجده على اللوائح "شيعة وسنة ومسيحيون واقليات" باشكال والوان وكميات ("اكثر من مرشح)... ثمة من يقول انه فعل القانون الهجين والغريب العجيب الذي يجيز "سفاح القربى" بين المتحالفين واغتصاب المقاعد، وان تعدد الترشيحات هي لزوم المعركة حيث يمكن الاستعانة بجيش المرشحين من الاحتياط في اي وقت وان كان هذا الوقت لن يتعدى اصابع اليد الواحدة.
وثمة من يرى في جيش المرشحين انه في اطار خطة ذكية واستيعابية لاي حركة اعتراضية في اي وقت خصوصا وان الكثير من الاعتراضات سيقت في مرحلة سابقة حيال البت في بعض الترشيحات ولا تزال اصداؤها تتردد في الكواليس، بحيث سيتم اختصار الموجة الاعتراضية في الوقت الضيق المتبقي بعنوان فرط واعادة صياغة تحالفات جديدة تلزم السير بخيارات صعبة.