يضع "حزب الله" كل ثقله في دائرة جزين- صيدا، لإنجاح حلفائه، وإذا كان الرئيس نبيه بري يريد تسجيل هدف في مرمى "التيار الوطني الحرّ" بخرق المرشح ابراهيم عازار في جزين أحد المقاعد الموارنة، فان للحزب حسابات كثيرة في صيدا.
حسم تيار "المستقبل" خياراته السياسيّة باكراً، معلناً عدم تحالفه مع "حزب الله" الذي يسعى جاهداً لخرق البيئة السنيّة والفوز بعدد من المقاعد السنية التي تدور في فلكه.
ويتكل "حزب الله" على حلفائه السنّة لتحقيق هذا الخرق، ولم يعد خافياً على احد أن رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق أسامة سعد يدور في فلك الحزب، ويعمل ضمن خطه الإستراتيجي، وفي حال فاز في النيابة، فان ذلك سيعتبر فوزاً لـ"حزب الله" في مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
خاض سعد إنتخابات عام 2009 متكلاً على الصوت الشيعي، وبعض جماعته التي تربّت على أسس العروبة والناصرية. وتظهر أرقام إنتخابات 2009 حصول النائب بهية الحريري 25460 صوتاً، والرئيس فؤاد السنيورة على 23041 صوتا، بينما جصل أسامة سعد على 13512 صوتا في نظام إنتخابي أكثري، في حين أن النظام النسبي سيجعل كل تيار أو حزب سياسي أو تجمّع عائلي يصوّت لمرشحه من دون التشطيب، أو وضع إسم من اللائحة المقابلة.
ويتوقّع بعض المتابعين للشأن الإنتخابي الصيداوي أن ينخفض مستوى التأييد لسعد الى ما دون العشرة آلاف صوت، لأنه سيكون لتيار "المستقبل" مرشحان سيقسّم عليهما الصوت التفضيلي، إضافة الى مرشّح لآل البزري وآخر لـ"الجماعة الإسلامية"، مما سيحجب قسماً من الأصوات عنه.
ويبلغ عدد الناخبين في قضاء صيدا نحو 62 ألف ناخب، وهناك 52 ألف ناخب سني، ونحو 6 آلاف ناخب شيعي، و4 آلاف ناخب مسيحي، وبالتالي فان سعد سيخسر أيضاً عدد من الناخبين المسيحيين الذين يدورون في فلك "التيار الوطني الحرّ" لأنهم سيصوتون للائحة "التيار" محاولين رفع الحاصل الإنتخابي، في وقت سيحاول الثنائي الشيعي رفع نسبة التصويت. ويردّد البعض أن حركة "امل" لن تمنح كل أصواتها التفضيلية لسعد لأنها تريد إنجاح مرشحها ابراهيم عازار في جزين، بل ستكتفي بالتصويت للائحة وذلك في حال أيقنت ان اللائحة لن تحصد اكثر من مقعد واحد.
وبلغ عدد المقترعين نحو 34 ألف ناخب في صيدا في انتخابات 2009، ونحو 29 ألف في جزين، وقد يصل عدد المقترعين في هذه الإنتخابات الى اكثر من 65 ألف مقترع، عندها يصبح الحاصل الانتخابي 13 الف صوت، ما يعني ان سعد سيكون عاجزا عن تأمينه.
وأمام هذا الواقع، فان تيار المستقبل الذي رشّح حسن شمس الدين الى جانب بهية الحريري، هو أمام إختبار جدّي وكبير من أجل منع الخرق، خصوصاً إذا شكّل لائحة بمفرده من دون التحالف مع "القوات" أو "التيار الوطني الحرّ" في جزين.
وتؤكّد مصادر في "المستقبل" أن الإحتفاظ بمقعدي صيدا ليس صعباً، والتيار يعمل من أجل ذلك، خصوصاً ان الماكينة الإنتخابية التي شكّلها في هذه الدائرة هي الاكثر تنظيما في لبنان، وتخبئ مفاجآت لليوم الإنتخابي".
ويعمل "المستقبل" على تأليف لائحته الخاصة، في حين ان تحالف سعد- عازار بات أمرا واقعا ولا رجوع عنه، كما ان كلّ من "القوات" و"التيار الوطني الحرّ" يعملان على تأليف لوائح كل بمفرده، وذلك قبل ٢٦ اذار.
ويحاول كل فريق شدّ العصب والحفاظ على نقاط قوته، خصوصاً أن كل مرشح يطمح لحصد أكبر نسبة من الاصوات التفضيلية، وبالتالي هناك سؤال كبير يسأل: هل سيستطيع تيار "المستقبل" تقسيم أصواته على الحريري وشمس الدين، ويمنع أسامة سعد من الخرق؟