بدأت «حرارة» لهجة خطابات التحضيرات للانتخابات النيابية تأخذ طابعاً حاداً ونارياً وتستعمل لهجة عنيفة لكنها لم ترق الى خطابات ولهجات انتخابات العام 2005 و2009 التي استحضرت كل انواع «القصف» الكلامي وابجدية الشتائم من وزن «تبعية» وسيادة ووصاية وصعوداً الى «البترودولار» والـ«وان واي تيكت» وغيرها. هذا اعلامياً وفي سياق الاجواء الشعبية، اما في دوائر القرار والمطابخ السياسية والانتخابية ثمة لهجة هادئة اكثر وعقلانية اكثر في مقاربة الحسابات والارقام والحواصل الانتخابية وفق ما تؤكد اوساط سياسية في تيار المستقبل. وتقول الاوساط ان السجال بين القوات والمستقبل محدود وفي امر محدد وطبيعي في سياق الشدّ والجذب الانتخابيين وهو امر تقول عنه الاوساط انه ليس محصوراً بالمستقبل والتيار والقوات فانظروا الى خطابات حزب الله وامينه العام واستمعوا الى قوى 8 آذار في طرابلس وعكار وبيروت وصيدا.
وتؤكد الاوساط ان المشاورات بدأت تأخذ طابعاً حاداً وخصوصاً اننا نقترب من نهايات المهل الاولى وهي مهلة الانسحاب من الترشح بعد يومين وضرورة اعلان اللوائح والتحالفات نهاية الاسبوع المقبل. ولا تتحفظ الاوساط في الاشارة الى ان تشدد المستقبل مشابه لخوفه من خسارة المقاعد في اكثر من دائرة فمن جهة سيربح مقاعد كما سيخسر مثيلاتها. وتكشف الاوساط الى ان رئيس الحكومة ورئيس تيارالمستقبل سعد الحريري وخلال لقاء منذ ايام بماكينة المستقبل الانتخابية وكوادر مناطقية ومن العاصمة دعا الى حث الناخبين وجمهور المستقبل على التصويت بكثافة والذهاب الى اقلام الاقتراع مبكراً وعدم الاستماع الى الشائعات التي بدأ يروجها اخصام التيار. واعلن الحريري امام الفاعليات التي يلتقيها وفق الاوساط ان المستقبل ليس ضعيفاً وليس مكسر عصا لاحد ولن يتساهل في حقه الانتخابي والنيابي مع الحلفاء ولن يعطيهم من كيسه. فإذا كنا نتحاور مع القوات والتيار الوطني فهذا لا يعني ان نعطيهم مقاعدنا ونخسرها طالما نحن قادرون على حسمها بـ»قوتنا الذاتية».
وتشير الاوساط الى ان رغم الاجواء الغير ايجابية التي تسود الاعلام عن لقاءات الرئيس الحريري بالقوات والوزير ملحم رياشي لا نزال نتحدث على انجاز تحالفات في بعض الامكنة دائرة او اثنتان. والامر نفسه مع التيار الوطني الحر مع امكانية ان يتعدى التحالف اكثر من دائرتين. وفي حين تؤكد الاوساط الى ان الوقت صار داهماً لكن الحوار والنقاش سيبقى حتى آخر لحظة وقبل انتهاء المهل وليس هناك من امور نهائية اليوم او غداً يمكن ان تأخذ النقاشات بعض الوقت ربما حتى نهاية هذا الاسبوع، تشير الاوساط بالمقابل الى ان المستقبل لن يتهاون في مقاعده التي يملك القدرة على حسمها ولن يقدم هدايا مجانية لاحد لا للتيار ولا للقوات كما هما لن يعطيا احد من كيسهما ولو صوتاً واحداً!
في المقلب الآخر تؤكد الاوساط ان المعركة الانتخابية لها رمزية ودلالات سياسية مع حزب الله وما يمثله من امتداد لايران وسوريا في لبنان. وهذه المعركة مرتبطة برمزيتها في كسب كل طرف مقاعد يعتبرها كل منهما انها «مضمونة» له. وتقول الاوساط ان المستقبل لا يدعي انه «مسترخ» ومرتاح «على وضعه» لكنه سيخوض معركته بكل ابعادها مع حزب الله وحيث يمكن ان نربح سنربح. وتقول ان حزب الله رشح في صيدا وجزين والبقاع الغربي وفي بيروت الثانية وفي طرابلس وعكار ويحاول جمع السنة من حلفائه في طرابلس وعكار في لائحة واحدة في كل منطقة منهما لكي يطوق المستقبل ويأخذ من حصته. ونحن من حقنا ان نرفع من مستوى التحدي والخطاب ونرشح من نشاء في بعلبك - الهرمل. وحزب الله هو من رفع خطاب التحدي تجاهنا وتجاه الناس في المنطقة والتي لم يخدمها واهملها. وتشير الاوساط الى ان حلفاء حزب الله ايضاً كالتيار الوطني وسنة 8 آذار والعلويين والوزير فيصل كرامي وممن يفاخرون بعلاقتهم بحزب الله وبتأييد الرئيس السوري يتوجهون بخطابات ملتبسة الى قواعدهم الشعبية في طرابلس وعكار لانهم ليسوا مرتاحين ولن يوفروا اي طريقة خلال خوض المواجهة الانتخابية ضدنا.