مفاجآت "الوطنيّ الحرّ" لا تغيب يوماً عن وسائل الاعلام المرئيّة والمسموعة والصحف والمواقع الإلكترونيّة، لتندمج أخباره بين عزوف بعض المُرشّحين واستقالة عدد من القيادييّن الحزبيّين، وتغيّر خارطة التحالفات ومضمون اللوائح، بانتظار الكلمة الفصل في حفل إطلاق الحملة الانتخابية لـ"التيّار القويّ" يوم السبت في الرابع والعشرين من آذار عند السّاعة الثالثة والنصف من بعد الظهر في "الفوروم دو بيروت".
وعلى الرغم من اعلان نائب رئيس "التيّار" للشؤون الاداريّة رومل صابر اسماء المرشحين الملتزمين للانتخابات النيابيّة، على ان يتمّ الاعلان النهائي عن اللوائح غداً السبت، أعلن النائب نبيل نقولا "الملتزم" عزوفه عن الترشّح قبل تاريخ الاحتفال المنتظر، ليخرج "نظيف الكفّ لا عمالة ولا عمولة، تاركاً المجال أمام الطامحين لهذا المنصب، ومتمنّياً التوفيق للجميع".
قرار النائب العونيّ شكّل صدمة لمناصري التيّار بعد ثمانية وعشرين عاماً من النضال الحزبيّ وثلاثة عشر عاماً في الندوة البرلمانيّة، لتكرّ سبحة المفاجآت مع انضمام رجل الأعمال سركيس سركيس الى لائحة "الوطنيّ الحرّ" في المتن الشمالي، واستقالة مسؤول العلاقات مع الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة في التيّار بسام الهاشم بسبب "التجاوزات الحاصلة والممارسات غير المشروعة التي تواكبت منذ تسلّم وزير الخارجية جبران باسيل رئاسة التيّار والانحرافات الخطيرة في الخطاب السياسيّ"، على حدّ قوله.
هذه القرارات الجريئة سيتبعها بحسب أوساط عونيّة "معارضة" انسحابات اخرى نتيجة الوقائع الانتخابية المستجدّة، التي اخرجت التيّار عن مساره ودفعته الى خوض الاستحقاق مع أشخاص بعيدين كلّ البعد عن المبادئ والثوابت التي آمن بها المناضلون ولبّوا النداء على أساسها الا انهم يشعرون اليوم بأنهم مغبونون ومطعونون في الظهر والصميم الحزبيّ.
وأشارت الأوساط الى أنّ "التيّار للأسف يخسر أهمّ قيادييه ورموزه المثقفين والكفؤين الواحد تلو الآخر، ما يستوجب دقّ جرس الإنذار لإعادة المشروع الاصلاحي والتغييري الى السّكة الصحيحة".
عضو المجلس السياسيّ في "الوطني الحرّ" الدكتور ناجي حايك أكّد أنّ "الأحزاب تُعبّر عن حالة ديناميّة قابلة دائماً للتغيير وهذا الأمر لا يقتصر فقط على التيّار بل يطاول الاحزاب اللبنانيّة والمنتشرة في كلّ دول العالم. فالحياة السياسيّة تختلف على مرّ العصور، وهناك اسباب كثيرة تدفع القيادييّن والمُنتسبين الى الخروج من البيت الحزبيّ وتقديم كتاب الاستقالة سواء لأسباب لها علاقة بأمور تنظيميّة، أو شخصيّة، أو انتخابيّة وعوامل اخرى تصبح بمثابة مخاض عادةً ما تمرّ به مختلف الأحزاب".
وحول وضع "الوطنيّ الحرّ" اليوم ومدى تأثّره سلباً بهذه المستجدّات الحزبيّة والداخليّة قبيل موعد الاستحقاق، لفت حايك الى أنّ "ما يحصل يترك بالطبع تأثيرات كبيرة على التيّار من الناحية المعنويّة والعاطفيّة، لخسارة رفاق في النضال تشاركنا معهم أصعب الاوقات والظروف ومشينا الدرب معاً، بيد أنّ تأثيرها على الأرض لن يكون كبيراً بمعنى تغيير مجرى نتائج الانتخابات النيابيّة".
وقال حايك إنّ "ظروف المعركة الحاليّة والقانون الانتخابيّ الجديد بشكل خاصّ فرضا السّير بتحالفات غير سياسيّة ومع اشخاص مختلفي التوجّه، لنيل الحاصل الانتخابي المحدّد نسبة الى كلّ دائرة. وأنا على الصعيد الشخصي لم أحبّذ هذا القانون للأسباب السّابق ذكرها. لكن في الوقت نفسه ان هذا الوضع لا يقتصر فقط على التيّار بل يشمل كلّ الأحزاب والقوى السياسيّة التي تعقد تحالفات الاضداد، من هنا فإنّ التصويب فقط على التيّار هو في غير مكانه".