وتحققت نبوءة الشهيد فيصل الحسيني

كثيرون من يظنون أنّ مسيرات العودة والتحركات على الحدود عبث ولا فائدة ترجى من كل ذلك .. بل وصفها البعض بإلقاء النفس في التهلكةٌ وأنها ضربٌ من المغامرة والانتحار.
اليهود اليوم في حالة هلع واستنفار بل أن رموز اعلام دولة الاحتلال مثل أدرعي والمنسق وحتى ليبرمان وغيرهم كثّفوا من مخاطبة الفلسطينين بكل اللغات وعلى كل وسائل السوشيال ميديا لثنيهم عمّا عزموا عليه.
ونحن يخرج من بيننا من يثبط عزيمة الثائرين ويبث الاحباط وروح الاستسلام فيهم !

لفت نظري أنْ أوردت صحيفة ( إسرائيل اليوم )مقالاً للسياسي الإسرائيلي يوسي بيلين و هو نائب سابق في وزارة الخارجية حيث قال بيلين في مقاله : 
أنّ مسيرات العودة التي يشهدها قطاع غزة اليوم ، تنبّأ بها القيادي الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني عام 1995م ، عندما أبلغ الإسرائيليين قائلاً : يوماً ما ستشهدون توافد الآلاف إلى السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة و دولة كيانكم ، و دخولهم لإسرائيل بدون سلاح ، و سوف يقتل جيشكم المتقدمين في الصفوف الأولى ، و سيبقى المجتمع الدولي صامتاً في طليعة الأمر ، و لكنْ مع تزايد أعداد الشهداء سيتدخل أحرار العالم و لن يبقوا صامتين ..ولن تجد اسرائيل من يقف معها !

و أضاف بيلين في مقاله أنّ مسيرات العودة هي سلاح الفلسطينيين السرّي الذي كنا نخشاه ، لأنهم سوف يضحّون بالمئات كي يجبروا العالم على التدخل ، و اليوم و بعد مرور ربع قرن تتحقق نبوءة فيصل الحسيني ، لذلك لابد من الاستنفار .

كما عبّر بيلين في مقاله عن خشيته من تناقل وسائل الإعلام لحقيقة ما يجري على الحدود مع قطاع غزة ، لأنّ كاميرات التلفزة العالمية سوف تبث المواجهات على الهواء مباشرة ، و سوف يرى الناس ما يجري و بالتالي لن تجد إسرائيل من يتضامن معها ..

يا ترى مالذي دفع يوسي بيلين إلى نبش نبوءة فيصل الحسيني في هذا الظرف العصيب ؟ 
كل ذلك يؤشر على أنّ إسرائيل ليست بخير و أنّ مسيرات العودة تدبُّ الرعب في قلب دولتهم .. أنّ دماء وأرواح شهداء العودة وكل الشهداء تنهض لتقاتل من جديد وأنّ المشهد الآن كالبعث في يوم القيامة .