لم يأت بيان وزارة الخارجية الروسية بجديد بشـأن اللقاء الذي جمع اليوم الاثنين رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل ونائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة الأخير قطر، حيث جاء البيان عاماً، وإن كان أكثر تحديداً فيما يتعلق بالمواضيع التي طرحت.
وقال البيان إن "الطرفين (بوغدانوف ومشعل) ركّزا في محادثاتهما على عملية التسوية الشرق أوسطية والوضع في الأراضي الفلسطينية، إذ جدّد بوغدانوف ومشعل التأكيد على أهمية استعادة وحدة الصف الفلسطيني في أقرب وقت، باعتبارها من المقدّمات الرئيسية لتحقيق التطلعات الحقيقية للشعب الفلسطيني، لإقامة دولة مستقلة خاصة به".
وحسب البيان، فإن "الطرفين تبادلا الآراء حول مواضيع أخرى مدرجة على جدول الأعمال، مع التركيز على عملية تسوية الأزمة السورية".
من جهتها، قالت حركة "حماس"، في بيان لها، إن مشعل، عقد ووفدا من قيادة الحركة، لقاءً في الدوحة مع بوغدانوف، وتناول الحديث تطورات الوضع في الساحة الفلسطينية، خصوصاً في ظل ما يجري في القدس والضفة الغربية المحتلة واستمرار عمليات الاستيطان".
"
لم تصل العلاقة بين الطرفين، في السنوات الماضية، إلى مرحلة التطبيع الكامل
"
كما تطرق الطرفان، وفق بيان حماس، لـ"معاناة قطاع غزة المتواصلة تحت الحصار وتطورات المصالحة الفلسطينية، إضافة إلى هموم المنطقة عموماً".
وفي حين، لم يأت بيان "حماس" على الأزمة السورية، ذكر بيان الخارجية الروسية أنه جرى "التركيز على عملية تسوية هذه الأزمة".
ويعد لقاء مشعل – بوغدانوف، الأول بين مسؤولين روس وقياديين في حركة "حماس"، منذ شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، حينما التقى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في الدوحة خالد مشعل، ووجه له الدعوة لزيارة موسكو التي قبلتها الحركة، لكنها لم تتم حتى الآن.
وفضل مسؤول في "حماس" اتصل به "العربي الجديد" عدم التعليق على اللقاء، مكتفياً بالبيان الذي أصدرته الحركة، فيما رأى مراقبون أن اللقاء يعد وصلاً لعلاقة قائمة بين الطرفين، شهدت على مدى السنوات الماضية، مدّا وجزراً، بسبب الانقسام الفلسطيني والحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأسر الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام) جنودا إسرائيليين.
وفتح مكتب تمثيلي لحركة حماس في موسكو، حيث تسعى الحركة إلى الحصول على دعم سياسي واقتصادي من روسيا، ودفعها إلى لعب دور في رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وتعود آخر زيارة لقيادة "حماس" إلى موسكو إلى عام 2010، وكان أول لقاء رسمي، حين فازت الحركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، حيث أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه سيدعو مسؤولين في "حماس" لزيارة موسكو، لإجراء مباحثات بشأن مستقبل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال آنذاك إن "قطاعات مهمة من الشعب الفلسطيني هي من اختارت حركة حماس، وليست روسيا من قام بذلك".
يذكر أن قطر هي المحطة الأولى في جولة شرق أوسطية لبوغدانوف، يزور خلالها أيضا الكويت ومصر، وتستمر حتى الثامن من أبريل/ نيسان الجاري.