في لقاء اتسم بكثير من المصارحة والوضوح كان حرص النائب الحريري على لقاء الإعلاميين نابعاً من حرصها على اشراكهم – كقطاع اساسي ومؤثر في المدينة – في مقاربة الإستحقاق الانتخابي من مختلف جوانبه – كما تفعل مع باقي القطاعات منذ اكثر من شهر ونصف الشهر .
من موقع المتابع باهتمام لما يكتبوه ويقاربوه من معطيات ومعلومات وما يواكبونه من حراك انتخابي في المدينة ، ومن موقع المثني على دورهم والمقدر لمهنيتهم وحسهم العالي بالمسؤولية تجاه قضايا المدينة ، خاطبت النائب الحريري الإعلاميين بكثير من الارتياح والعفوية يشاركها هذا الشعور المرشح المحامي حسن شمس الدين الذي حضر اللقاء وشارك في الحوار معهم .
"ليس لدي جديد أقوله فجميعكم يواكب ويتابع ، ومعظمكم يعرف التفاصيل ويعرف ما تعرضنا له حتى اللحظة الأخيرة قبل تسجيل لائحتنا وكثير منكم كتب ويكتب .. لكني حاضرة لأجيب على اي سؤال بهذا الخصوص ". استهلت الحريري كلامها امام الإعلاميين ..الذين ابدوا ميلاً لسماع تفاصيل ما جرى ، مرة جديدة وهذه المرة مباشرة منها.
استعرضت الحريري وشمس الدين – وكأنهما يقرآن من كتاب واحد لكن كل منهما على طريقته وبمفرداته كل المسار الذي سلكته الأمور بدءاً بحسم الرئيس بري وحزب الله باكراً دعم لائحة " الدكتور اسامة سعد – المحامي ابراهيم عازار" ، مروراً بالمفاوضات التي جرت بين المستقبل والتيار الوطني الحر وانتهاء بتحالف الأخير مع الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعة الاسلامية متوقفة عند "الضغوطات" التي سبقت ورافقت تشكيل لائحتها مع المستقلين ، وما تم اعلانه من مواقف وتناقله من تسريبات كانت كفيلة بجلاء الصورة اكثر .
لا بأس ، فكل " يعمل " مصلحته – قالت الحريري - وهذا استحقاق ديمقراطي حضاري ، رغم استشعارنا منذ البداية بأكثر من محاولة وبأكثر من شكل لقطع الطريق على تشكيل لائحتنا ، فأدركنا ان ثمة حصارا ومحاولة لإقصائنا نتعرض لها ، وان المستهدف هو مشروع رفيق الحريري في صيدا ممثلا ببهية الحريري .
لا تستبعد الحريري ان تواجه ولائحتها المزيد من هذه المحاولات ، فلا زال هناك اكثر من عشرين يوماً حتى موعد الانتخابات ، وتقول : قلقون نعم ، حذرون أكيد ، ولدينا الكثير من الأمور التي لم تكشف بعد، لست مطمئنة ، لكني لست خائفة من المعركة التي اجبروني عليها فأنا لا احب الإستكانة بل احب التحدي لأني مقتنعة بما اقوم به وبالمشروع الذي امثله في المدينة.
رغم ما فرضته اسئلة الإعلاميين من تركيز على الاستحقاق الانتخابي وخلفية ما آلت اليه التحالفات والملابسات التي سبقت ورافقت اعلان اللوائح الرئيسية حرصت الحريري على اطلاعهم على ما تقوم به من خطوات سواء على صعيد متابعة مشاريع المدينة او على صعيد اعداد وصياغة البرنامج الانتخابي واشراك الشباب والمجتمع المدني والأهلي في مقاربة الواقع والمشكلات والمساهمة بأفكار ومقترحات لحلول لها لتكون جزءا من هذا البرنامج.
استعرضت الحريري مراحل سابقة قالت ان قضايا المدينة كانت فيها متأرجحة بين اثنين كل منهما يشد باتجاه معاكس للآخر ، وهذا كان يؤثر سلبا على تنمية المدينة ومشاريعها ، حتى جاءت انتخابات عام 2009 واتى دولة الرئيس فؤاد السنيورة وشكلنا بعد عام مع رئيس البلدية المهندس محمد السعودي والمجلس البلدي نوعا من التكامل والرافعة التي انجزت الكثير من المشاريع . واليوم ما نسعى اليه من خلال هذه الانتخابات هو كيف نحمي الانجازات في المدينة ونحافظ عليها في المرحلة القادمة .. ونحن اساسا من مدرسة الانجاز وكان قمتها رفيق الحريري والآن سعد الحريري الذي يقوم بجهود كبيرة واستطاع جلب 11 مليارا و800 مليون للبنان سيكون لصيدا نصيب منها برزمة من المشاريع.
مرت الحريري في معرض حديثها عن مشاريع المدينة على عدد منها واضعة الإعلاميين في صورة الخطوات التي اتخذت للبدء بالمرحلة الثانية من مرفأ صيدا الحديث، ولتشغيل المستشفى التركي للحروق ، ولمعالجة مشكلة عوادم النفايات والروائح على شاطىء صيدا الجنوبي وغيرها من المشاريع والقضايا الحياتية التي تتابعها مع الجهات المختصة ... لا شيء متروكاً - تقول الحريري - وعلى من ينتقد ويقول "هذا خطأ" ان يقدم حلاً .. ونحن اوجدنا ونوجد الحلول لكل المشكلات التي تعانيها المدينة ووضعنا خطة متكاملة لتنمية المدينة بكل بنيتها البشرية والانمائية.
واملت الحريري ان يساهم تزامن انجاز المرفأ في صيدا مع بدء اعمال التنقيب عن النفط والغاز التي ستشمل بحر المدينة في خلق حركة اقتصادية جديدة تنعش المدينة على كل المستويات.
وردا على سؤال حول موضوع العفو العام ، قالت الحريري انه جرى وضع كل الملاحظات على القانون من اجل ان يشكل اكبر عدد من شباب المدينة ( محكومي احداث عبرا) لأنهم ظلموا مستبعدة ان يكون العفو عاماً وشاملاً .
وردا على سؤال حول مصير اللقاء التشاوري الصيداوي الذي عُلقت اجتماعاته خلال فترة الاستحقاق الانتخابي ، قالت الحريري انه سيعود للإجتماع بعد الانتخابات ومتمسكون ببقائه وحريصون عليه ونفتخر به لأنه ساهم باستقرار المدينة .