قال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز إن نشوب حرب بين السعودية وإيران سيكون إيذاناً بكارثة وإن الرياض لن تسمح بها. فيما اجرى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير محادثات في اسلام آباد مع مسؤولين كبار في الحكومة الباكستانية التي تسعى لنزع فتيل التوتر الطائفي بين السعودية وإيران ، في الوقت الذي توالت فيه ردود الفعل المنددة وسحب السفراء من ايران بسبب الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.
ونقلت مجلة إيكونوميست البريطانية قوله في مقابلة: «هذا شيء لا نتوقعه على الإطلاق وأياً كان من يدفع في هذا الاتجاه فهو شخص لا يتمتع برجاحة العقل.»
وأضاف الأمير محمد وهو أيضا وزير الدفاع أن الرياض قلقة مما تراه ميلا من الولايات المتحدة للعب دور أقل في الشرق الأوسط.
وقال: «على الولايات المتحدة أن تدرك أنها البلد رقم واحد في العالم وعليها أن تتصرف على هذا الأساس.»
الى ذلك، استقبل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف امس في إسلام آباد الجبير الذي يزور باكستان حالياً .
وأشاد شريف في بداية الاستقبال بعمق العلاقات الأخوية التي تربط بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية التي تمتد جذورها تاريخياً وإسلامياً.
وقال رئيس وزراء الباكستانى: إن بلاده تولي اهتماماً بالغاً لعلاقاتها مع المملكة ، مؤكداً حرص حكومته على تعزيز وتطوير هذه العلاقة إلى آفاق جديدة من التعاون.
ونقل وزير الخارجية من جانبه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد الشريف .
وأكد أن المملكة تولي اهتماماً خاصاً لعلاقاتها مع باكستان.
وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات، إلى جانب استعراض التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وبدأ الجبير لقاء مع قائد الجيش الباكستاني الفريق راحيل شريف.
ووفق بيان مختصر للجيش الباكستاني فقد بحث الجانبان الوضع الأمني والإقليمي، حيث أشاد وزير الخارجية السعودي بنجاحات باكستان الكبيرة في محاربة الإرهاب والجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وقد هيمنت على المباحثات الاعتداءات على البعثة السعودية في إيران ومشاركة باكستان في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب والتطرف.
في غضون ذلك، توالت ردود الفعل المنددة بالهجوم على السفارة السعودية، فقد أعلنت الصومال قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران، وأدانت جزر القُمُر الاعتداءات على سفارة المملكة وقنصليتها في إيران واستدعت سفيرها.
واستدعت وزارة الخارجية القطرية، سفيرها لدى طهران على خلفية الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد .
أعلن ذلك مدير الإدارة الآسيوية بوزارة الخارجية القطرية خالد بن إبراهيم الحمر وفقاً لما بثته وكالة الأنباء القطرية .
وأبانت الخارجية القطرية في بيان لها مساء أمس أنها سلمت سفارة إيران لدى الدوحة مذكرة احتجاج على خلفية تلك الاعتداءات، مؤكدة أن هذه الاعتداءات تمثل انتهاكا للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضائها .
واعلن الصومال قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران وسط الازمة الدبلوماسية بين السعودية والجمهورية الاسلامية.
واعلنت وزارة الخارجية الصومالية في بيان قرارها «قطع العلاقات الدبلوماسية» وامهلت الدبلوماسيين الايرانيين 72 ساعة لمغادرة البلاد. وجاء في البيان «ان هذه الخطوة اتخذت بعد تفكير مطول وردا على تدخل جمهورية ايران المستمر في الشؤون الداخلية الصومالية» بدون اعطاء تفاصيل اضافية.
وقررت جزر القمر استدعاء سفيرها في طهران بهدف اظهار «تضامنها» مع السعودية .
وجاء في بيان لوزارة الخارجية اوردته الصحيفة ان الوزارة تؤكد اواصر «التضامن والصداقة» بين جزر القمر والسعودية و«تدين بأشد العبارات اي تدخل في الشؤون الداخلية السعودية».
وحملت موروني ايران مسؤولية «مناخ التصعيد والاعتداءات المجانية» بحق السعودية.
ومع اتساع نطاق الإدانة الدولية والعزلة الدبلوماسية التي باتت طهران تواجهها جراء الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، بادر مسؤولون إيرانيون إلى الحديث عن وجود شبهة ما وراء اقتحام الممثليتين الدبلوماسيتين السعوديين، مشيرين إلى أن التحقيقات جارية لتحديدها وذلك في إطار السعي لإلصاق التهم بخارجين عن القانون أو عملاء.
وطلب الرئيس روحاني من وزير الداخلية العمل بحزم تام للكشف عن الضالعين وتقديمهم لجهاز القضاء لتنفيذ العدالة.
من جهته اعتبر قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني العميد حسين اشتري اقتحام السفارة السعودية مثيراً للشبهة، مضيفاً أن القضية تتابع على مستويين، في إطار قوى الأمن الداخلي وعلى مستوى أجهزة أخرى معنية.