السبت 28 نيسان 2018 08:19 ص |
قلق من عدد ونوعية الاصابات بالرصاص الإسرائيلي في تظاهرات غزة |
يروي الشاب محمد المغاري من على سرير المستشفى الذي يتواجد فيه بعد ثلاثة أسابيع من إصابته برصاصة إسرائيلية على حدود قطاع غزة، أن هناك فجوة في ساقه تحت الجبس بإمكانه تمرير إصبعه من خلالها من جانب إلى آخر. واستشهد 41 فلسطينيا بينهم صحافيان منذ بدء مسيرات احتجاجية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في 30 آذار/ مارس في كل يوم جمعة للمطالبة بحق العودة. وأصيب أكثر من 1700 فلسطيني بالرصاص الحي، 80 في المئة منهم في أطرافهم السفلية، بحسب وزارة الصحة في غزة. ويقول الشاب البالغ من العمر 28 عاما “أصبتُ برصاصة في ساقي أحدثت تفجيرا في العظام، تدمّر 30 سنتم من عظم الساق تماما إضافة إلى العضل كاملا”. ويضيف أن هناك جسورا عدة من البلاتين على ساقه اليسرى “المفتوحة تحت الجبس″، بحسب قوله. “بإمكاني ان أضع كفة يدي من جهة وأخرجها من الاخرى”. ويتابع بحسرة أن الاطباء كانوا على وشك بتر ساقه، مشيرا إلى انه كان يعمل في مطعم. ويقول “لن أتمكن من العمل الان لسنتين على الاقل بسبب إصابتي. كنت أنوي أن اتزوج قريبا، لم اعد افكر في الامر حاليا”. وأصيب المغاري خلال مشاركته في الاحتجاجات على الحدود الشرقية لمدينة غزة. ويبدي الاطباء قلقا إزاء تدفق مئات الجرحى إلى المستشفيات بجروح خطيرة، لا سيما في منطقة الركبة. وتعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي لانتقادات بسبب استخدام غير متكافئ للقوة وكذلك بسبب نوعية الذخيرة المستعملة في مواجهة المتظاهرين. وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن الأطباء أجروا منذ بداية نيسان/ ابريل 21 عملية بتر في الاطراف. وستستمر التظاهرات حتى 15 ايار/ مايو، ذكرى “النكبة”. وتعتبر رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود في الأراضي الفلسطينية ماري إليزابيث انغر أن “ما هو غير عادي هو ان الجروح كبيرة جدا، والعظام يمكن أن تكون تفتت إلى أجزاء عدة”. وتقدم هذه المنظمة الدولية حاليا خدمات طبية لأكثر من 600 من هؤلاء الجرحى في ثلاث عيادات تتبع لها في قطاع غزة. وتشرح انغر أن “تأثير الاصابات سيكون طويل الامد، ليس فقط على الاشخاص لكن على النظام الصحي، على عائلاتهم والمجتمع باكمله”. - نقص الأدوية ويقول مدير عام المستشفيات الحكومية في قطاع غزة الطبيب عبد اللطيف الحاج “أغلب الاصابات كانت برصاص متفجر يفتت العظام والاوعية الدموية ويحدث تمزيقا شديدا في الانسجة مع تمزق في الشرايين والأوردة،… ما يستدعي إجراء عمليات جراحية معقدة”. ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يستخدم “الرصاص الحي كحل اخير”، مشددا على أن قواته تستخدم “الذخيرة والأسلحة المشروعة في القانون الدولي”. ويشكو الحاج من النقص الحاد في المستلزمات الطبية اللازمة في مستشفيات القطاع المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات، مشيرا إلى أن المحاليل الملحية، ومواد التعقيم، والادوية المانعة للجلطات والمضادات الحيوية الوريدية ستنفذ بعد ثلاثة اسابيع. ويشير إلى أن أجهزة تثبيت العظام تنقص أيضا. ولا يخفي أن الطواقم الطبية تضطر لإخلاء المستشفيات في نهاية الاسبوع من بعض المرضى تمهيدا لاستقبال جرحى جدد في أيام الجمعة. ويقول “نحن مضطرون للمفاضلة في الاولويات بين وضع المرضى بسبب نقص الاسرّة”. وتبدي الطبيبة ماتيلدا بيرثيلو من منظمة اطباء بلا حدود خشيتها من “أن يتعرض المرضى بسبب بقائهم في المنازل بدون عناية مناسبة الى خطر كبير بسبب حدوث التهابات”. - “أخشى أن أفقد ساقي” ويقول المغاري إنه يأمل “في السفر لتلقي العلاج في الخارج، أخشى ان افقد ساقي”. ويقول الشاب معاذ سالم (27 عاما) الذي يلف الجبس ساقه اليمنى وقطعة أخرى من الجبس ركبته اليسرى، “أصبت قبل أسبوعين برصاصتين في ركبتي الاثنتين”. ويشرح “أجروا لي عملية في الركبة اليسرى، لكنهم لم يتمكنوا بعد من إجراء عملية في الركبة اليمنى لان فيها كسورا شديدة تحت الركبة وفي الرباط الصليبي”. ويضيف الشاب، وهو أب لطفلين وكان يعمل كهربائي سيارات، “أخبرني الاطباء انهم سيقيّمون وضع قدمي بعد ستة شهور إلى سنة، لن اتمكن من العمل حاليا لكنني اتمنى أن اعود إلى عملي يوما ما”. المصدر :وكالات |