الأحد 29 نيسان 2018 20:46 م |
الراعي: نلتزم حماية لبنان وعدم التفريط بأرضه |
* جنوبيات دشن اليوم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر، كنيسة مار جرجس في بلدة سلفايا في قضاء عاليه، وكرس مذبحها، وطلب في صلاة التدشين "تقديس كنيسة سلفايا على اسم مار جرجس الشهيد". وكان قد أقيم للبطريرك الراعي استقبال حاشد أمام الكنيسة، شارك فيه أهالي وفاعليات البلدة والمنطقة، وحضره وزير الاتصالات سيزار أبي خليل، النائبان هنري حلو وفادي الهبر، المرشح أنيس نصار ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، المرشحان راجي السعد وإيلي حنا، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، قائمقام عاليه بدر زيدان، وجيه أندراوس ممثلا المدير العام لوزارة المهجرين أحمد محمود، ممثلو أحزاب ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من الحضور. بداية، بارك البطريرك الراعي بزيت الميرون المقدس باب الكنيسة، ثم دخل والحضور الى قاعتها حيث أقيمت صلاة للمناسبة ترأسها البطريرك الراعي وعاونه المطران بولس مطر والنائب البطريركي العام بولس عبد الساتر، كاهن الرعية الخوري روجيه شرفان ولفيف من الكهنة.
أضاف: "قبل أن تصلوا إلى هذه الكنيسة، باركتم كنيسة بوزريدة الجديدة، هذه القرية الوادعة التي لا تتجاوز الأربعين بيتا، بنيت لها كنيسة وقاعة من أجمل الكنائس، علامة على إيمان أبنائها ومحبتهم للرب يسوع، وارتباطهم في هذه الأرض، في هذا الجبل الطيب، والآن نصل إلى هذه الكنيسة المباركة والجميلة، التي تدشنون اليوم، بنعمة الله". وتابع: "أذكر بالمناسبة، وصولي إليها منذ حوالى خمسين سنة، حيث قمت بزيارة رعائية ككاهن مرشد، وأقمنا في ساحة الكنيسة صلاة وهي على قارعة الطريق، ما كان أجملها كنيسة صغيرة دشنها سلفكم الصالح البطريرك الدويهي عام 1690، ولهذا قلت هي نفس الكنيسة التي باركها البطريرك الدويهي العظيم، والتي صار لنا كنيسة عوضا عنها، يجب أن يباركها البطريرك العظيم مار بشارة بطرس الراعي، بناها أهلها بعرق الجبين هنا، بلدة وادعة ولكنها تحمل إيمانا عظيما بالرب يسوع، وإيمانا مطلقا بوطننا العزيز لبنان، وبالعيش المشترك في هذا الجبل، وفي كل بلادنا التي قال فيها البابا القديس يوحنا بولس الثاني إنها رسالة، وأهل سلفايا والجوار من حملة هذه الرسالة، رسالة العيش الكريم المتساوي، المحب للآخر، والمتبادل بكرامة الجميع، هذا هو معنى لبنان الذي يا صاحب الغبطة، الذي تعلم من أجله ليلا ونهارا في لبنان وفي العالم كله". وختم "مبارك قدومكم إلى أبرشيتنا مبارك تدشينكم لهذه الكنيسة الجميلة وبركتكم لهذا الشعب المؤمن، الذي صنع معجزة في بناء كنيسته، فلتكن زيارتكم علامة خير وبركة ونعمة علينا جميعا، وصلاتكم معنا في كل حين، ولله المجد إلى دهر الداهرين". بعد ذلك ترأس الراعي القداس. الراعي بعد القداس، ألقى الراعي عظة، استهلها بالقول: "يا سمعان بن يونا، أتحبني أكثر من هؤلاء، إرع خرافي"(يو 21: 15). سلم الرب يسوع، إلى محبة سمعان- بطرس له، رعاية كنيسته التي ولدت من سر موته وقيامته، "كالسنبلة المولودة من حبة القمح المائتة في الأرض" (راجع يو 12: 24). وإذ شبهها الرب بالبيت الحجري، فقد سبق وأعلن في قيصرية فيلبس أنه "يبنيها على صخرة إيمان بطرس" (راجع متى 16: 18). إيمان بالمسيح ومحبة شديدة له: على صخرة الإيمان تبنى الكنيسة، جماعة المؤمنين، وبشريعة المحبة تحيا وتنمو وتثمر".
أضاف: "هذه هي كنيسة المسيح، البشرية والحجرية في سلفايا العزيزة، التي نكرسها ومذبحها على اسم القديس جرجس، مع سيادة أخينا المطران بولس مطر، راعي الأبرشية، وكاهن الرعية الأب روجيه شرفان، ومعكم يا أبناء هذه الرعية الأحباء وسائر الحاضرين. وقد بنيتموها بسخاء يدكم وتضحياتكم، بعد أن تهدمت مع منازلكم خلال حرب الجبل سنة 1983، بالإضافة إلى التهجير الجزئي الذي تعرضت لها بلدتكم سنة 1978. وتابع: "نحن في أرض قدسها أجدادكم، يا أهالي سلفايا الأعزاء، بدمائهم وعرق جبينهم وصلاتهم. فكنيستكم أثرية متجذرة في التاريخ. وقد كرسها البطريرك الكبير المكرم اسطفان الدويهي في 5 شباط 1690. والآن، بعد أن أعلنت الكنيسة بطولة عيشه الفضائل الإلهية والروحية والإنسانية، نصلي كي يؤيد الله حكمها بأعجوبة تجري بشفاعته، فترفعه طوباويا على مذبحها".
وأردف: "في قيصرية فيلبس، أعلن سمعان- بطرس إيمانه بيسوع: "أنت المسيح ابن الله الحي" (متى 16: 16). وهو إيمان امتدحه يسوع لكونه عطية من الآب السماوي لا من البشر. فجواب سمعان- بطرس على سؤال يسوع: "وأنتم من تقولون أني هو"، يحمل كل مفاهيم اللاهوت المسيحاني.
واستطرد: "وعلى شاطئ بحيرة طبريا، أعلن سمعان- بطرس حبه الشديد ليسوع: "يا رب، أنت تعلم كل شيء. وأنت تعرف أني أحبك" (يو 21: 17). بفضل هذا الحب الذي في قلبه، سلمه المسيح الرب رعاية خرافه، المؤمنين الذين افتداهم بدمه، وقد بلغ حبه لهم ذروته، بموته على الصليب، فدى عنهم. وأكد أن "الكنيسة، المبنية على الإيمان، والمنتعشة بالمحبة، هي مجتمع منظم بامتياز. وهي مثال لكل جماعة عائلية واجتماعية ووطنية. فالإيمان بالله عند المسؤول وصاحب السلطة يستلهم حضوره، ويستنير بكلامه، ويعمل بإرادته. والمحبة لله تحمل على التفاني في سبيل خدمة الخير العام، الذي منه خير الجميع وخير كل إنسان، وعلى ممارسة العدالة الاجتماعية والتوزيعية؛ وتسعى إلى توطيد أواصر الوحدة والاتفاق، وإحلال السلام وتعزيز إنماء الشخص البشري والمجتمع.
واعتبر أن "الإيمان هو أساس كل جماعة، والمحبة روحها. من دون الإيمان تنهار الجماعة، مثل البيت من دون أساس. ومن دون المحبة تتفكك. ما أحوجنا في لبنان، كجماعة وطنية، إلى إيمان وحب لدى المسؤولين السياسيين المؤتمنين على خير الجماعة وعلى الوطن بأرضه ومؤسساته وثقافته.
ورأى أنه "بنتيجة هذه الأزمات، تعثرت روابط الوحدة الوطنية، وتشرذمت البلاد وتقسمت إلى مناطق نفوذ لهذا أو ذاك من الأشخاص السياسيين والأحزاب، وكأننا في حالة اقطاع جديد. فلا بد من العمل على بناء الوحدة الداخلية بروح الشركة والمحبة، ومن حفظ الولاء للوطن أولا وآخرا. فكما كان يوحنا المعمدان يقول: "علي أن أنقص وعلى المسيح أن ينمو" (يو 3: 30). كذلك على كل لبناني ولبنانية، ولا سيما كل مسؤول سياسي، أن يقول: "علي أن أنقص، وعلى لبنان أن ينمو. وختم "إننا نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نيتكم جميعا، ونذكر بنوع خاص مرضاكم وموتاكم. ونسأل الله أن ينعم على لبنان بالاستقرار والنهوض الاقتصادي، وعلى بلدان المنطقة بالسلام ونهاية الحروب. وليتمجد كل حين الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". بعد العظة كرس الراعي المذبح بالميرون المقدس، ثم أقامت رعية الكنيسة غداء على شرفه. المصدر : جنوبيات |