لطالما شكّلت وصلة أوتوستراد النبطية ـ كفر رمان ـ حبوش ـ دير الزهراني ـ زفتا، شرياناً حيوياً ومهماً لحركة السير في المنطقة والجنوب، لكونها جزءاً لا يتجزأ من طريق الزهراني ـ النبطية ـ مرجعيون، الذي يصل إلى مختلف المناطق الجنوبية والبقاعية والحدود السورية، وتعبره يومياً آلاف السيارات والحافلات والشاحنات والآليات من مختلف الأشكال والأحجام، كما يعتبر الطريق الوحيد والبديل لطريق ضهر البيدر أثناء إقفاله بسبب الثلوج إبان موسم الشتاء.
برغم ذلك، فإن الوصلة لم تحظ بالقدر الكافي من التأهيل والصيانة والتعبيد، منذ استحداث الأوتوستراد في أواخر التسعينيات، ما فاقم من أوضاعها السيئة، بسبب الانخسافات والتموجات التي باتت تشوب الكثير من أجزائها، بفعل مرور السنين، الأمر الذي جعل العابرين عليها يشعرون وكأن سياراتهم قد أصبحت مراكب تمخر عباب البحر، وهي تصعد وتهبط وتتمايل ذات اليمين وذات الشمال ويتمايل معها السائقون والركاب في آن معاً.
وقد دفع الإهمال رئيس نقابة السوق حسين غندور إلى مطالبة وزارة الأشغال، بالعمل على إعادة تأهيل الوصلة وتعبيدها مجدداً، وذلك للحد من مساوئها ومشكلاتها، وتوفيراً للمزيد من الخسائر البشرية والمادية التي يتعرض لها المواطنون أثناء سلوكها. ويتساءل غندور عن الضرائب الباهظة التي تقوم الدولة بجبايتها من المواطنين مقابل الرسوم الميكانيكية وتسجيل سياراتهم قبل إصلاح الطرق غير المؤهلة، التي تساهم في تخريب السيارات.
وعطفاً على الوصلة المذكورة، فقد مضى أكثر من أربع عشرة سنة على الانهيار الحاصل في الجدار الصخري المكمل لجدار الدعم الإسمنتي، الذي يحمي جزءاً من وصلة أوتوستراد حبوش ـ النبطية، عند المدخل الشمالي لبلدة حبوش، البالغ ارتفاعه نحو خمسة عشر متراً، نتيجة اختراق مياه الأمطار الغزيرة له خلال عواصف الشتاء الماضية، ما أدى إلى جرف التربة والحجارة إلى جانب الطريق حيناً، وإلى وسطه أحياناً أخرى، مهددة عدداً من المباني السكنية، والسيارات والركاب بخطر جسيم.
وفي خضم هذا الواقع المرير، لم تلق مناشدات بلدية حبوش وأصحاب المباني المهددة والعابرين على الأوتوستراد أي صدى لدى المسؤولين المعنيين، للعمل على إكمال بناء الجدار، وتدعيمه بمادتي الحديد والإسمنت، وذلك بعد توقف الشركة المتعهدة عن تنفيذ تلك المهمة لأسباب مجهولة، بحسب ما يشير رئيس بلدية حبوش محمد مكي.
ويوضح مكي أن بلدية حبوش كانت قد وجّهت كتاباً طالبت فيه بإكمال تنفيذ بناء جداري الدعم في المنطقة المهددة بتاريخ 8/2/2002 إلى مديرية الطرق والمباني في وزارة الأشغال العامة، وتضمن بعد الإشارة إلى ما يجري دعوة لاتخاذ الإجراءات السريعة، لاستكمال تنفيذ جدران الدعم اللازمة في المنطقة تلافياً لأي أضرار قد تحصل في المستقبل.
ويتحدث مكي عن كتاب آخر تقدمت به البلدية إلى مديرية الطرق والمباني في وزارة الأشغال بتاريخ 13/12/2002، وأعقبته بكتب مماثلة من حين إلى آخر خلال السنوات الماضية لتأكيد ضرورة إنجاز الأمر. لكن على الرغم من ذلك فإن المسؤولين لم يحركوا ساكناً حتى الآن، لمعالجة الخطر الذي قد ينجم عن الجدار المنهار، علماً أن وزارة الأشغال العامة كانت قد أعدت في الماضي دراسة لإنجاز المشروع، وقامت بتلزيم الجدار المنهار إلى أحد المتعهدين لكنه رفض تنفيذه، بعدما علم بأن العمل سيكون على أساس الباطون المسلح، وليس بالصخور والإسمنت.
ويشير مكي إلى أن وزير الأشغال العامة السابق غازي العريضي زار أكثر من مرتين المكان، واطلع بنفسه على الانهيار الحاصل، ووعد بإجراء دراسة جديدة للانهيار بناءً على طــــلب البلدية، على أن تقــوم الوزارة بتلزيمه مجدداً، ولكن حتى اليوم لم يتم أي شيء من ذلك.
في المقابل، يوضح المدير الإقليمي لوزارة الأشغال العامة في الجنوب علي حب الله، أنه لا يوجد لدى الوزارة في الوقت الحالي أي مشروع لتعبيد وتأهيل وصلة أوتوستراد زفتا ـ دير الزهراني ـ النبطية، وغيرها من الطرق ذات الأوضاع السيئة في المنطقة، وهي بحاجة ماسة لمثل هذه الورشة، مشيراً إلى «أن ما ينقص هذه الوصلة وغيرها من الطرق التي بحاجة إلى التأهيل، في الوقت الحالي، هي الاعتمادات المطلوبة، علماً أن الدراسات اللازمة لها باتت منجزة وجاهزة لبدء العمل فيها عند تأمين هذه الاعتمادات، وهذا ما نأمل تحقيقه في وقت لاحق».