يتسلّم المجلس النيابي المنتخب مهامه اعتباراً من 20 أيّار الجاري، لولاية مدّتها 4 سنوات، تنتهي في ذات التاريخ من العام 2022، إلا إذا ما قرّر تمديد ولايته لتزامنها مع انتهاء ولاية المجالس البلدية والاختيارية، التي انتُخِبَتْ في أيّار 2016، وصعوبة التمديد لها، وأيضاً إجراء الإنتخابات في الوقت ذاته.
وينتظر المجلس النيابي الكثير من الملفات والمهام، في طليعتها انتخاب رئيس له، حيث من الواضح إعادة انتخاب الرئيس نبيه برّي لولاية سادسة، بعدما أمضى 27 عاماً في رئاسة المجلس بشكل متواصل، وهي الأطول في العالم لرئيس في رئاسة برلمان بشكل متواصل.
وقد أُقفلت جميع الأبواب والشبابيك من النوّاب الشيعة الـ27، الذين يتوزّعون على حركة "أمل" و"حزب الله"، حتى النائب الفائز عن المقعد الشيعي في جبيل المرشّح على "لائحة عنّا القرار"، التي ترأسها المرشّح الفائز فريد هيكل الخازن، حليف الرئيس برّي مصطفى الحسيني، سارع إلى زيارة الرئيس برّي في دارته بالمصيلح وأعلن تأييده له.
فوز 6 نساء
وفي المجلس العتيد فازت 6 نساء، من بين 128 نائباً - أي ما نسبته 0.46٪ من إجمالي عدد النوّاب، وهي المرّة الأولى التي تفوز بها 6 نساء في الانتخابات النيابية.
وتنافست 84 امرأة من بين 111 ترشّحن للإنتخابات من بين 583 توزّعوا على 77 لائحة، واستمرّوا بالترشّح من أصل 976 كانوا قد تقدّموا بطلبات ترشّحهم، عاد منهم 59 عن ترشّحهم خلال مهلة العودة عنها، و334 اعتُبِروا خارج السباق الإنتخابي لعدم الانضمام إلى لوائح.
ورشّح "تيار المستقبل" 3 سيدات فزن، فيما رشّحت "القوّات اللبنانية" 4 فازت منهن واحدة، وحركة "أمل" واحدة فازت، و"حزب 7" 10 مرشّحات فازت واحدة منهن.
فيما لم تفز أي من مرشّحات "التيار الوطني الحر" و"حزب الكتائب"، بينما لم تُسجّل ترشيحات نسائية من قِبل "الحزب التقدّمي الاشتراكي" و"حزب الله".
وعلى الرغم من مطالبة المرأة باعتماد "كوتا نسائية"، إلا أنّ الوعود لم تبصر النور، وإنْ حاول البعض ترشيح نساء من باب الحضور أو استقطاب النساء أو أصوات يمكن أنْ ينلهن.
وحدها كانت لائحة نسائية في دائرة الشمال الأولى في عكار التي حملت إسم "نساء عكار"، وضمّت 6 مرشّحات للتنافس على 7 مقاعد، وهو ما اعتُبِرَ إنجازاً وخرقاً لما هو متعارف عليه.
وثبت أنّ هناك مَنْ فاز بأصوات تفضيلية، وبين مَن صارع من أجل الفوز أو نيل أصوات.
النائب الحريري منذ 1992
وتصدّر النوّاب الـ6 الفائزات: النائب بهية الحريري الفائزة عن أحد المقعدين السنيين في مدينة صيدا، التي أُعيد انتخابها عن ذات المقعد للدورة السادسة، حيث ما زالت مستمرّة منذ دورة العام 1992 ثم 1996، 2000، 2005، 2009 و2018.
ونالت النائب الحريري (13739 صوتاً) لتكون النائب الوحيدة، التي فازت في دائرة الجنوب الأولى (صيدا - جزين)، بنيل الحاصل الإنتخابي البالغ (13148) بشكل منفرد.
وتُعتبر النائب الحريري أولى نوّاب "تيار المستقبل" في الندوة البرلمانية، وأيضاً أوّل نائب مسلمة في المجلس النيابي منذ العام 1992.
وبعد 27 عاماً في الحياة البرلمانية بشكل متواصل أصبحت عميدة البرلمانيات المنتخبات في العالم.
الطبش وجمالي
وأيضاً فازت في هذه الإنتخابات، نائبتان رشّحهما "تيار المستقبل" عن "لائحة المستقبل لبيروت"، التي ترأسها الرئيس سعد الحريري في بيروت الثانية، وهي رولا الطبش التي تدخل المجلس النيابي للمرّة الأولى.
وكذلك النائب الفائزة ديما جمالي على "لائحة المستقبل للشمال"، في دائرة الشمال الثانية (طرابلس - المنية - الضنية).
وبذلك أصبح "تيار المستقبل" يتمثّل بـ3 سيدات في الندوة البرلمانية.
جعجع
وأُعيد انتخاب النائب ستريدا جعجع لولاية ثالثة، بعدما انتُخِبَتْ في العام 2005 مرشّحة لـ"حزب القوّات اللبنانية"، عن المقعد الماروني في قضاء بشري، ضمن دائرة الشمال الثالثة (زغرتا - بشري - الكورة - البترون)، ضمن "لائحة نبض الجمهورية القوية".
عز الدين
وانتُخِبَتْ وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين نائباً عن أحد المقاعد الشيعية الأربعة في قضاء صور، ضمن دائرة الجنوب الثانية (صور - قرى صيدا "الزهراني")، مرشّحة من حركة "أمل"، لتكون أوّل مرشّحة للحركة، وأيضاً أوّل نائب شيعية تفوز في الندوة البرلمانية.
يعقوبيان
وفازت الإعلامية بوليت ياغوبيان المعروفة بإسم بولا يعقوبيان، عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في دائرة بيروت الأولى، ضمن "لائحة كلنا وطني"، التي رشّحها "حزب 7" من بين 10 نساء على مستوى الدوائر كافة.
مهام متعدّدة
وفضلاً عن المهام المتعدّدة للنواب الجُدُد بالتشريع والعمل على التغيير والتجديد، إلا أنّ للنساء دوراً إضافياً للعمل على إنصاف المرأة، سواء لجهة تخصيص "كوتا" لها في المجلس النيابي والوزارة والوظائف العامة، وأيضاً الحصول على حقوقها، خاصة الأم اللبنانية، بإعطاء الجنسية لأولادها.
يُذكر أنّ المشاركة الأولى للمرأة في الإنتخابات النيابية في لبنان، كانت في دورة العام 1953 بترشيح إميلي فارس إبراهيم عن دائرة زحلة، لكن لم تفز بالإنتخابات، وذلك في وقت مبكر بالنسبة للمرأة، حيث كانت إحدى رائدات الحركة النسائية اللبنانية وعضوة اللجنة المركزية لـ"الحزب الشيوعي اللبناني"، ما عبّد الطريق أمامهن للسير عليها.
وكانت ميرنا البستاني أوّل نائب في البرلمان اللبناني في العام 1963، حين انتُخِبَتْ خلفاً لوالدها النائب إميل البستاني عن المقعد الماروني في الشوف بالتزكية بعد سقوط طائرته الخاصة في البحر قبالة ميناء بيروت بتاريخ 15 آذار 1963.
وكانت أعلى نسبة سُجّلت بمشاركة نسائية في البرلمان في دورة العام 2005 الذي تمثّل بـ5 نساء، هن: بهية الحريري (صيدا)، نايلة معوّض (زغرتا)، ستريدا جعجع (بشري)، جيلبرت زوين (كسروان) وصولانج توتنجي الجميّل (بيروت - الأشرفية)، وذلك من بين 14 مرشحة من أصل 448 مرشّحاً.
فيما بلغ عدد المرشّحات في انتخابات العام 2009 12 من بين 702 مرشّح فاز منهن 4.