قال وزير الاعلام ملحم رياشي "ان علينا كلبنانيين أن نقول لا ، بوجه كل من يحاول أن يفرقنا عن بعضنا لأننا وان كنا متنوعين ومختلطين لكننا واحدا عندما يكون مصيرنا ومستقبلنا وحياتنا وأولادنا على المحك".
كلام الوزير رياشي جاء خلال رعايته حفل تخريج طلاب ثانوية مار الياس في بلدة درب السيم في قضاء صيدا بحضور النائب ميشال موسى، ممثل النائب بهية الحريري نزار الرواس وممثل النائب علي عسيران غازي ايوب ، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، وجمع من فاعليات وابناء المنطقة واهالي الطلاب.
رياشي
وجاء في كلمة الوزير رياشي :"الله معكم والله مع الجنوب، إني سعيد اليوم لأني في ثانوية مار الياس - درب السيم، وفخور جدا بما رأيته من مشاهد كافية لأقول شكرا للمطران مارون العمار وللأب مدلج ولكل معلمي ثانوية مار الياس ولرئيس بلدية درب السيم والطلاب والحضور ولكل الموجودين من دون استثناء، شكرا للطلاب من الرقصة الأولى حتى الرقصة الأخيرة، من اللوحة الأولى حتى اللوحة الأخيرة، من القصيدة الأولى إلى الشعر الأخير، شكرا للذين تحدثوا عن الأطفال السهرانين، الذين تنقصهم الطفولة والتاريخ ويملكون البطولة".
أضاف: "في ألمانيا أقيم امتحان لمجموعة فنانين يرسمون السلام، وهذاالموضوع برسم المتخرجين، فهناك من رسم حقلا كبيرا فيه خيل، وآخر رسم طيورا في سماء صافية، وثالث رسم بحرا هادئا، كل واحد رسم شيئا ليعبر عن السلام، باستثناء واحد رسم عاصفة هوجاء كثيرا وبحرا يهدر وصخرة كبيرة في داخلها عصفور جالس ومختبئ ينتظر أن تهدأالعاصفة، ومن رسم هذه الرسمة أربك أعضاء لجنة التحكيم، الذين اختاروا رسمته للفوز. وعندما سألوه ماذا تعني برسمتك قال لهم: السلام لا يعني أن لا عاصفة فيه، بل هو يعني وجود صخرة أستند إليها وأختبئ فيها، وعندما تنتهي هذه العاصفة أعود لأطير".
وتابع: "في حياتنا هناك دائما عواصف وليال، لكن الشمس ستعود لتشرق، وأقول للمتخرجين، إن مار الياس هو صخرتكم لا تنسوه أبدا، وعليكم البقاء دوما منارة للجنوب ولدرب السيم لتقولوا إنكم من هنا تخرجتم، وإلى هنا ستعودون إذ هنا تعلمتم أن تحبوا بعضكم، وتكتسبواالشجاعة في حب بعضكم البعض. وإني أقول لكم شجاعة، لأنهم يقولون إن هذه الثانوية هي مدرسة مختلطة تضم مسلمين ومسيحيين، وهذا أمر غير صحيح، إنما هي مختلطة لأنها تضم شبابا وفتيات، وتكون مختلطة إن كان فيها كاثوليك وأرثوذكس، أو شيعة وسنة ودروز".
واردف: "هناك أنواع اختلاط عدة في العالم، فيها غنى وتنوع. لقد تعلمنا كيف نحب بعضنا أكثر، لكن هذا الأمر يحتاج إلى شجاعة، إذ عندما يشتم أحدنا الآخر نعود لنفترق إن لم تكن لدينا الشجاعة في الاستمرار مع بعضنا، يجب أن نقول لا في الوقت المناسب وأن نقول لا لكل من يحاول أن يفرقنا عن بعضنا لأننا مختلطون ومتنوعون. ففي المنزل نفسه الشقيق لا يشبه شقيقه، لكننا نكون واحدا عندما يكون مصيرنا ومستقبلنا وحياتنا وأولادنا على المحك، ودولتنا يجب أن نتشرف بتصديها للفساد والافساد وهدر حقوق المواطن لأي طائفة أو اتجاه انتمى لأن المواطن مواطن مهما كان. وعندها، نكون كلنا واحدا، لأن مصيرنا واحد".
وقال: لا تخافوا من الاختلاط ولا من الغابة الداخلين إليها، إنكم تدخلون إلى غابة كبيرة أكيد، لكن تذكروا قصة العصفور الذي كان مختبئا في الصخرة، وتذكروا أيضاأن لديكم نوابا اخترتموهم ومراجع ومنارات في بيوتكم ومجتمعاتكم وكنيستكم أو مسجدكم وأكتافا يمكنكم الاتكاء عليها. وإن الأمر الأساسي الذي يجب أن تفعلوه هو أن تتعلموا بناء الجسور في أي مهنة تختارونها. جسور بين ضفتي الموت والحياة، وجسور بين ضفتي الجهل والعلم وشجاعة مواجهة الحياة". وأنتم تبنون هذا الجسر سترون جدرانا كثيرة، لكن يجب ألا تخافوا تلك الجدران التي تتراءى أمامكم، فلا تدوروا حولها ولا تحاولوا هدمها، إنما حولوها إلى جدران دعم، وضعوا الجسر على أكتافها واعبروه. هذا الجسر يجب أن يكون جسر العبور بينكم وبين كل من تحبونه، لا تسمحوا بقطع أي طريق وبإقفال أي مفرق، بل اجعلوا من درب السيم والجنوب ولبنان والأرز بلدا عامرا بقوتكم وهمتكم وسواعدكم".
العمار
من جهته، شكر المطران العمار: للوزير الرياشي كلمته المشجعة التي قال انها تحمل أملا كبيرا وتمد جسرا لنبني معا الوطن من الجنوب إلى كل لبنان، واضاف : إن شاء الله هذا الأمل الكبير الذي تحمله في حياتك وأوصلته لنا من خلال كلمتك الحلوة يعم ليس فقط تلاميذنا، إنما كل لبنان وكل من سمعك، فكلمتك المشجعة هي التي تعمر الوطن، وهي فعلا تعمر البيوت. الله يباركك ويوفقك، وكلنا سنكون، كما قلت، كلمة مشجعة".
تامر
وكانت كلمة لرئيس المدرسة الأب مدلج تامر الذي قال ان طلاب ثانوية مار الياس في درب السيم رفضوا البقاء سطحيين أمام ما يرونه في مجتمعنا من انحرافات وأكاذيب وافتراءات، وكلها تحت شعار العيش المشترك والعيش معا والأخوة، فقرروا الإبحار ليشهدوا للجميع كيف يكون العيش المشترك وتعاش الأخوة وكيف نستمر في العيش معا،
وتخلل الحفل أغاني ورقصات فولكلورية قدمها عدد من الطلاب ، واختتم بتوزيع الدروع والشهادات على المتخرجين