يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عمله من مكان وجوده في "المستشفى الاستشاري" بمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، حيث يستكمل فيها الفحوصات الطبية اللازمة، بعد العملية الجراحية التي أُجريت له فيها في الأذن الوسطى قبل أيام عدة.
وزار أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، الرئيس عباس بعد عصر أمس (الاثنين) في المستشفى، حيث قدم له تقريراً حول ملف الإحالة الذي سيقدمه وزير الخارجية والمغتربين الدكتور رياض المالكي اليوم (الثلاثاء)، إلى "المحكمة الجنائية الدولية"، فطلب منه الرئيس "ابو مازن" إجراء الاتصالات واتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بنقل البارغواي وغواتيمالا والولايات المتحدة سفاراتها إلى القدس.
وأكد عريقات "أن صحة الرئيس "أبو مازن" بخير وإنه يتابع عمله حتى أثناء وجوده داخل المستشفى".
وسيعقد المالكي اجتماعاً مع المدعية العامة لـ"المحكمة الجنائية الدولية" فاتو بنسودا، اليوم، لتسليمها الإحالة ويطالب المحكمة بتحمل واجباتها تجاه العدالة والمساءلة، باعتبارها الجهة المختصة للتحقيق في الجرائم المستمرة والمرتبطة بنظام الاستيطان، وملاحقة المجرمين المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
وكانت دولة فلسطين، بصفتها عضواً في ميثاق روما الأساسي، وقعت على إحالة الحالة إلى "المحكمة الجنائية الدولية"، بحيث تغطي الجرائم الإسرائيلية في الماضي والحاضر والمستقبل، والتي تتعلق بالنظام الاستيطاني غير الشرعي في الضفة الغربية بما يشمل القدس الشرقية.
ووفقاً لبيان صادر عن اللجنة الوطنية العليا المسؤولة عن المتابعة مع "المحكمة الجنائية الدولية"، فإن دولة فلسطين تمارس حقها كدولة طرف في "المحكمة الجنائية الدولية"، وتحيل إلى مكتب المدعية العامة الجرائم التي ترتكبها سلطات الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لغاية الإسراع في فتح التحقيق الجنائي بتلك الجرائم، على طريق مساءلة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتحقيق العدالة.
في غضون ذلك، أقيمت في مدينة القدس أمس (الاثنين)مراسم نقل سفارة باراغواي لدى الكيان الإسرائيلي من تل ابيب إلى مدينة القدس، لتكون بذلك ثالث دولة بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا تقدم على هذه الخطوة المثيرة للجدل.
وجرت الفعالية بحضور رئيس باراغواي هوراسيو كارتيس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أسبوع من نقل واشنطن سفارتها إلى المدينة، في مخالفة للقرارات الأممية الخاصة بوضع مدينة القدس.
واستدعت الخارجية الإسرائيلية، أمس، سفري: اسبانيا وسلوفينيا، بعدما صوتت في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، على ارسال بعثة دولية للتحقيق في الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وستستدعي سفير بلجيكا اليوم (الثلاثاء).
من جهته، استنكر عضو اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" عزام الأحمد "قيام البارغواي بنقل سفارتها إلى مدينة القدس"، مطالباً بـ"ضرورة اتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية عقابية ضد كل دولة تنقل سفارتها إلى المدينة المقدسة".
وفيما يتعلق بنية الإدارة الأميركية تقديم خطتها لعملية السلام الشهر المقبل، أوضح الأحمد "أن صفقة القرن انتهت بلا رجعة حتى وإن قامت واشنطن بإعلانها، لأنها هي شريكة في العدوان على شعبنا وحقوقه الوطنية، وغير مؤهلة لطرح أي مبادرات سياسية".
وشدد الأحمد على "ضرورة توخي الحذر من بعض جهات قد تستجيب لطرح الإدارة الأميركية بما يخص القضية الفلسطينية، وضرورة مراقبة تحركات هذه الجهات"، مؤكداً أن "القيادة بالتعاون مع الدول العربية لديها القدرة على احباط أي مؤامرات تصفوية لقضيتنا".
إلى ذلك، قام ناشطون فلسطينيون في بيت لحم، أمس، برشق وفد أميركي بالبيض احتجاجاً على على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مدينة القدس.
ونظمت مجموعة من الناشطين وقفة أمام "النادي الأرثوذكسي" في بيت جالا، احتجاجاً على حفل نظم لتخريج طلبة تلقوا دراستهم من خلال برنامج أميركي، حيث اضطر الوفد لمغادرة المكان بعد رشقه بالبيض، فيما هتف الناشطون بعبارات منددة بالقرار الأميركي، واصفين "أميركا بدولة الارهاب".
من جهة ثانية، تفاعلت قضية استشهاد الأسير عزيز عويسات في "مستشفى أساف هروفيه الإسرائيلي"، بعدما تعرض للضرب حتى الموت في 2 أيار الجاري، بزنازين "سجن ايشل" على يد قوات قمعية تابعة لمصلحة السجون، ما أدى إلى إصابته بجلطة حادة على القلب، وتهتك في الرئتين، وانهيار تام في أجهزة جسمه الداخلية، ومنذ ذلك الوقت دخل في غيبوبة تحت أجهزة التنفس الاصطناعية، قبل أن يستشهد.
ووجهت الاتهامات إلى حكومة الإحتلال بارتكابها الجريمة، حيث بدأت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الخطوات والإجراءات القانونية لاسترداد جثمان الشهيد عويسات، من أجل تشريحه بحضور طبيب فلسطيني، والوقوف على كل الأسباب التي أدت إلى استشهاده.
وأعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع "أن 7 أسرى استشهدوا داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي منذ العام 2017، وهو رقم كبير يشير إلى أن السجون تحولت إلى مكان للموت والقتل بحق الأسرى، والى الإجراءات التعسفية والانتقامية بحقهم".
وكان الأسير عويسات قد اعتقل بتاريخ 24/3/2014، وحكم بالسجن 30 عاماً، أصيب بنزيف حاد وجلطة قلبية نتيجة الإعتداء المبرح والهمجي عليه من قبل قوات القمع في "سجن ايشل" بتاريخ 2/5/2018، حيث دخل في غيبوبة، ما استدعى نقله بشكل عاجل إلى "مستشفى الرملة" ومنها إلى "مستشفى أساف هروفية"، إلا أن حالته الصحية تدهورت أكثر، لينقل بعد ذلك إلى "مستشفى تل هشومير" الإسرائيلي بوضع حرج، وقبل أيام قليلة تم إعادته إلى "مستشفى أساف هروفيه" التي استشهد فيها، وذلك بعد رفض إدارة "مستشفى تل هشومير" بقائه فيها.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، فإن 112 مواطناً قد استشهد بينما بلغ عدد الإصابات 13190 اصابة بجراح مختلفة واختناق بالغاز جراء اعتداءات الاحتلال بحق المشاركين السلميين في مسيرة العودة الكبرى منذ 30 آذار الماضي شرق قطاع غزة.