الخميس 24 أيار 2018 08:32 ص |
صورة فريدمان تكشف عن مخطط أميركي - صهيوني لهدم "الأقصى" |
* هيثم زعيتر تفاعلت قضية التبجّح العنصري الذي قام به سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الكيان الإسرائيلي ديفيد فريدمان، حين ظهر سعيداً وتعلو ثغره الابتسامة، وهو يتسلّم أمس (الثلاثاء) لبني براك - شرق تل أبيب، صورة هدية من جماعة يهودية استيطانية متطرّفة، يظهر فيها هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، ما يكشف نوايا مبيّتة لتدمير المسجد الأقصى من قِبل العصابات اليهودية المتطرّفة بالتواطؤ مع المتطرفين في الإدارة الأميركية. ووصف أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" الدكتور صائب عريقات، تسلّم السفير الأميركي للصورة وابتهاجه بأنّه "اعتداء وتصرّف حقير". ودعا عريقات "العالمين العربي والإسلامي إلى الرد"، معتبراً "هذا التصرّف من سفير إدارة الرئيس دونالد ترامب اعتداءً سافراً على المقدّسات لصالح غلاة المتطرّفين والعنصريين اليهود، ونذيراً بدعم أميركا لتدمير المسجد الأقصى". وبعد الشجب والإدانة لجنوح السفير الأميركي، حاولت السفارة الأميركية في الكيان الإسرائيلي توضيح ذلك، بنشرها تغريدات على الحساب الرسمي للسفارة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" جاء فيها: "إنّ السفير فريدمان لم يكن على علم بدلالات صورة تسلّمها كهدية، وتضمّنت صورة مركّبة للبلدة القديمة بالقدس المحتلة دون المسجد الأقصى". وأضافت التغريدة: "إنّ فريدمان يشعر بخيبة أمل عميقة لأي شخص يستغل زيارته لبني براك لإثارة الجدل". وقالت: "إنّ سياسة الولايات المتحدة واضحة تماماً؛ نحن ندعم الوضع الراهن في الحرم الشريف/جبل الهيكل". ومعروف فريدمان، بانحيازه التام لجانب الكيان الصهيوني، ومغالاته مع المتطرّفين والمستوطنين، وكان له دور بارز في اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة (6 كانون الأول 2017)، وتنفيذ ذلك (14 أيار 2018). كما طالب عريقات الحكومة السويسرية بـ"تقديم توضيحات رسمية حول تصريحات وزير خارجيتها ايغناسيو كاسيس، التي هاجم فيها استمرار عمل وكالة "الأونروا"، واتهاماته بأنّها السبب في تأجيج النزاع في الشرق الأوسط، وأنّ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها قسراً هو "حلم وغير واقعي". وحثَّ عريقات، في رسالة احتجاج رسمية وجّهها إلى وزير خارجية سويسرا على "تقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني"، معتبراً أنّ "سويسرا اتخذت موقفاً غير محايد، وأنّ تصريحات وزير خارجيتها تخدم رواية الإحتلال كما تخدم أهداف إسرائيل والإدارة الأميركية في تصفية قضية اللاجئين". وشدّد عريقات على "تأكيد الموقف الفلسطيني الرافض لتوطين ودمج اللاجئين الفلسطينيين في البلدان التي يقيمون فيها" - كما دعا لها كاسيس، مؤكداً أنّه "ليست الأونروا فقط من يتمسك بالأمل، بل لا يزال الشعب الفلسطيني يتمسك بحقه غير القابل للتصرف بالعودة". وفي ظل الحديث عن "صفقة القرن، أكد الناطق الرسمي بإسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أنّ "تكرار الحديث عن قرب قيام الولايات المتحدة الأميركية بطرح ما يُسمّى "بصفقة القرن" لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، سيكون مصيرها الفشل، ما دامت لا تحظى بالقبول الفلسطيني، ولا تتوافق مع قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية". وأضاف: "إنّ أي محاولات رامية للالتفاف على الموقف الفلسطيني الواضح والثابت، وعلى أسس الشرعية الدولية، سواء من خلال أطراف فلسطينية، أو نماذج مشبوهة فشلت في الساحة تحت شعار" قيادات محلية" اندثرت أمام صلابة الموقف الفلسطيني، وقدرته على المواجهة، أو من خلال أطراف إقليمية، لن تؤدي سوى إلى مزيد من التدهور والتوتر على صعيد المنطقة والعالم". واعتبر أبو ردينة أنّ "صنع السلام لا يحتاج إلى صفقات، أو طرح أفكار، بل يحتاج لإرادة حقيقية مؤمنة بالسلام كطريق لإنهاء الصراع، والحل لكل الأزمات التي تعاني منها منطقتنا، والعالم يتمثل بإقامة السلام العادل، والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية التي هي البداية والنهاية لأي مشروع سلام". وفي سياق الرد الفلسطيني على افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، يأتي انضمام فلسطين إلى المعاهدات والمنظّمات الدولية، حيث أعلنتْ "منظّمة حظر الأسلحة الكيماوية"، أمس (الأربعاء) عن أنّ "فلسطين انضمت إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية". وقالتْ المنظمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، في بيان: "قدّمت دولة فلسطين وثائق الانضمام إلى الاتفاقية حول الأسلحة الكيماوية"، لتصبح بذلك الدولة الـ193 الموقعة، حيث سيتم سريان الانضمام اعتباراً من 16 حزيران المقبل". ومعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية مطبقة في 192 بلدا، وقد أشرفت على إتلاف أكثر من 96% من المخزون المعلن من الأسلحة الكيماوية في العالم. في غضون ذلك، وتفعيلاً لقرارات الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، بإدانة كل مَنْ ينقل سفارته إلى مدينة القدس، والتي استهلتها جمهورية غواتيمالا، بعد الولايات المتحدة، قرّرت الجامعة العربية إلغاء مذكرة تفاهم مع غواتيمالا. وقد تم وقف وإلغاء مذكّرة التفاهم الموقعة مع وزارة الخارجية بجمهورية غواتيمالا في العام 2013، مع إبلاغ الجانب الغواتيمالي بعدم المضي قدماً في أي تعاون بينهما نتيجة لموقفها من قضية القدس. إلى ذلك، أعلنت قوّات الإحتلال الإسرائيلي أمس (الأربعاء)، عن اعتقال فلسطينيين اثنين من سكان رام الله، تدّعي بأنّهما مسؤولان عن إطلاق النار أمس الأول باتجاه سيارة للمستوطنين غرب رام الله. وزعم إعلام العدو "تعرّض سيارة للمستوطنين بالقرب من مستوطنة "تلمون" المقامة على أراضي المواطنين - غرب رام الله لإطلاق نار أعلنت الليلة الماضية (أمس الأول) دون وقوع إصابات في صفوف المستوطنين". المصدر : جنوبيات |