السبت 16 نيسان 2016 13:30 م |
"خارطة الاماكن الساخنة" هكذا واجه الاحتلال والشاباك العمليات |
بدت ما تسميها اسرائيل بـ" موجة الارهاب" التي انفجرت في اكتوبر 2015 وهو التوصيف الاسرائيلي لما يطلق عليه الفلسطينيون اسم " الهبة الشعبية " امرا لا يمكن وقفه حيث نشرت اسرائيل قوات كبيرة من افراد جيشها وجهاز الشاباك ومختلف الاذرع الامنية في مختلف الشوارع والساحات وطلبت من الاسرائيليين ابداء المزيد من الحيطة والحذر لكن صعوبة تحديد هوية فلسطيني نهض في الصباح الباكر وحمل سكينا وقرر طعن او دهس يهوديا كبيرة جدا بل هائلة وللحظات بدت الاحداث وكأنها خارجة عن أي سيطرة حيث وجدت قوات الاحتلال صعوبة جمة في المناورة وحماية 800 كلم من محاور الطرق المنتشرة في ارجاء الضفة الغربية والمحاطة بـ 126 مستوطنة و 450 قرية فلسطينية حسب تعبير موقع " والله" الالكتروني الناطق بالعبرية صاحب التقرير المنشور اليوم " السبت " تحت عنوان " خارطة الغضب هكذا قمع الجيش والشاباك موجة الارهاب الاخيرة ". وقال الموقع في تقرير الذي نورده هنا دون تصرف او تدخل ان هذه الموجة شهدت ظواهر غير مألوفة تمثلت في خروج اطفال 15 عاما وفتيات من اوساط اجتماعية عالية اضافة لكبار في السن 60 عاما وما فوق لتنفيذ عمليات ما جعل مهمة الامن والشاباك الخاصة ببناء صفات شخصية تحدد طبيعة " المخرب " المفترض غاية في الصعوبة وكان تصاعد حجم العمليات سريعا جدا حيث شهد ايلول 2015. 6 عمليات فقط ليرتفع هذا العدد في اكتوبر الى 56 عملية. حاول الجيش الاسرائيلي والشاباك بداية الامر رسم خط سير افتراضي " للمخربين" وتحديد مراكز انطلاق العمليات الاكثر نشاطا حتى يتم تركيز جهود عمليات " الاحباط " فيها وعليها او على اقل تقدير ليتمكن الجيش والشاباك من الرد على التطورات بأسرع ما يمكن . " نجحنا في رسم خارطة تحدد مراكز انطلاق العمليات وان نفهم في حال حدوث عملية معينة ان امكانية انطلاق منفذها من هذه المراكز تعادل نسبة 50% وحددنا ردنا بناء على ذلك " قال ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى التابعة لقوات الاحتلال . لقد وقعت 25 عملية ضد المستوطنات اليهودية في قلب مدينة الخليل ، 12 عملية على مفترق طرق مستوطنة عصيون جنوب بيت لحم ، 14 في منطقة مفترق طرق تفوح شمال الضفة وفي نابلس ، 14 عملية على طريق التفافي رام الله ، وبالإجمال وقعت في منطقة الضفة الغربية 55 عملية اطلاق نار ، 85 عملية طعن ، 30 عملية دهس ، وهذه المعطيات لا تشمل العمليات التي وقعت داخل الخط الاخضر والقدس المحتلة . ذهب ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي ممن اوكل اليهم مهمة تعزيز عمليات مواجهة " موجة الارهاب " الى السجون والمعتقلات وتحدثوا مع منفذي العمليات الذين بقوا على قيد الحياة وتم اعتقالهم حتى يفهموا ويسبروا غور الظاهرة ويدركون ابعاد ما يجري بشكل مباشر ودون وسطاء . وسال احد الضباط الكبار في قيادة المنطقة الوسطى احد المعتقلين داخل زنزانته " لماذا قمت بذلك ؟ وتلقى ردا غاية بالبساطة " نقوم بالعمليات حيث يوجد يهود " لكن برزت ظاهرة التقليد بشكل كبير حيث بات " مخربا يقلد اخر " في تنفيذ العمليات . شهدت الاسابيع الثلاثة الماضية انخفاضا جوهريا في عدد العمليات الفلسطينية بواقع 17 عملية بينها 3 عمليات اطلاق نار و 6 عمليات طعن وعمليتي دهس و 6 عمليات اخرى نفذها فلسطينيون من سكان الضفة داخل العمق الاسرائيلي وهذا التراجع اتاح للجيش الاسرائيلي التوقف للحظة حتى يفهم كيف تم صياغة معادلة تبريد المنطقة التي اشتعلت خلال الاشهر الستة الماضية . افضت الجهود التي بذلها الشاباك والجيش الاسرائيلي الى رسم خارطة الاماكن الساخنة التي حددت مواقع بيوت " المخربين" وتم تحديد كل بيت باللون الاصفر وقال ضابط رفيع في قيادة المنطقة الوسطى خلال معاينته الاسبوع الماضي لهذه الخارطة " لقد نجحنا في ترتيب وتنظيم الفوضى " . وحددت الخارطة مدينة الخليل كأكبر مركز وتجمع " للمخربين" حيث خرج منها 30 " مخربا " و قلنديا وقرية كفر عقب التي خرج منهما 17 ، قرية سعير شمال الخليل خرج منها 12 ، و 10 خرجوا من نابلس ومثلهم من بلدة قباطيا قرب جنين . وحددت الخارطة اماكن كثيرة سجلت معدلات " متدنية " في عدد منفذي العمليات الذين خرجوا منها بواقع اقل من 5 منفذين . ولد النقاش الداخلي فكرة ممارسة الضغط على العائلات والمحيط الذين خرج منه منفذي العمليات وعدم الاكتفاء فقط باتخاذ التدابير الخاصة بإحباط العمليات ميدانيا عبر الحواجز وتعزيز انتشار القوات العسكرية في نقاط الاحتكاك بل العمل استخباريا وميدانيا حول وقرب بيوت المنفذين ومحيطهم القريب . وتم تصنيف العمليات ضمن ثلاثة فئات او مجموعات واضحة هي " عمليات" ارهابية " موجهه من قبل المنظمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس ، " إرهاب " شعبي يشمل القاء الزجاجات الحارقة و القاء الحجارة والمشاركة في اعمال " الاخلال بالنظام العام " ، عملية " ارهابية " بالهام " مخربين اخرين" ضمت هذه الفئة على وجه الخصوص عمليات التقليد المتأثره بالتحريض الفج ومع مرور الزمن وكلما مر هذا الزمن تحسنت المعلومات الاستخبارية التي يحصل عليها الشاباك وباتت اكثر فعالية وعملية حسب تعبير الموقع الالكتروني . وقال ضابط رفيع اخر في قيادة المنطقة الوسطى التابعة لقوات الاحتلال لم يذكر الموقع الالكتروني اسمه ان الشاباك والجيش الاسرائيلي نجحوا في "خياطة بدلات" تناسب المناطق الرئيسية لانطلاق العمليات والظواهر التي نشأت في الميدان . اهم النقاط التي فهمها الشاباك والجيش تتعلق بقتل الفلسطينيين خلال المظاهرات وان هذا العمل عمل عنيف يخلق اجواء عنيفة تجر خلفها عمليات انتقام وتحريض ومن ثم مظاهرات عنيفة اخرى لذلك صدرت تعليمات تفيد بتقليص اعمال اطلاق النار خلال المظاهرات لأقصى درجة ممكنه وفي حال رصد الجيش وجود مسلحين بين المتظاهرين ويطلقون النار من وسط الجموع عليهم الرد بنار دقيقة ومركزة . وتم توثيق غالبية المظاهرات التي كانت معروفة مسبقا موعد انطلاقها بواسطة تصوير احترافي ما راكم صور كبار المحرضين والمتظاهرين المتسمون بالعنف على طاولة رجال الشاباك الذين سارعوا لاعتقالهم وفي اوضاع معينة تم الاستعانة بقوات المستعربين التابعة لما يسمى بحرس الحدود المعروفة باسم " يماس يهودا والسامرة " اضافة وحدات المستعبرين " دوفدفان " للتسلل الى قلب المظاهرات واعتقال متظاهرين اثناء تظاهرهم وقد تسرب جزءا من عمليات الاعتقال هذه عبر وسائل الاعلام لكن جزءا اخرا لم يتكشف حتى الان . واتضح في غرف التحقيق حجم الاثر الناجم عن استخدام قوات المستعربين ومدى الخوف والرعب الذي فرضته هذه العمليات على المتظاهرين لكن هناك نقطة اخرى اظهرتها وكشفتها عمليات التحقيق وهي ان الصور التي اظهرت منفذي العمليات ممددون على الارض والى جانبهم سكين شكلت مادة رئيسية للتحريض وعاملا اساسيا لإثارة الغضب والغليان وإطلاق دعوات الانتقام وهنا حاولت قوات الاحتلال دون نجاح كبير منع تسرب صور جثث المنفذين التي تم التقاطها في الموقع . وشملت المرحلة الثانية من الرد الاسرائيلي عمليات هجومية في محيط منازل المنفذين ويطلق الجيش الاسرائيلي على هذه العمليات اسم " نموذج قرية سعير " وهي قرية فلسطينية في منطقة الخليل يبلغ عدد سكانها 20 الفا وخرج منها 12 منفذا خلال الاشهر الستة الماضية غالبيتهم من طلاب نفس المدرسة وفرضت عليها قوات الاحتلال اغلاقا داخليا سمحت خلاله بالدخول الى القرية لكنها منعت الخروج منها وقامت باعتقال بعض السكان للاشتباه بهم كمحرضين وتم سحب تصاريح العمل في اسرائيل او المستوطنات من ابناء عائلة منفذي العمليات كما اجرى الشاباك وقوات الاحتلال محادثات " تحذيريه " مع عائلات المنفذين ومراكز القوة في القرية والمحيط ودخلت اجهزة الامن الاسرائيلية الى المدارس بالتنسيق مع مدراء هذه المدارس وصادرت سكاكين وذلك كنوع من عمليات الردع ونجح هذا " النموذج" في اعادة الهدوء الى سعير وخفض مستويات اللهب وتم استنساخ هذا النموذج في اماكن اخرى ضمن " خارطة الاماكن الساخنة " . "لم نستعجل ممارسة الضغوط في جميع الاماكن بل قمنا بذلك بعد كثير من التفكير والتبصر لان استخدام القوة هو اسهل الاشياء لكن السؤال كيف تستخدم هذه القوة حتى تكون مجدية وفعالة؟ " قال الضابط الرفيع في قيادة المنطقة الوسطى التابعة لقوات الاحتلال . هدمت قوات الاحتلال منذ اكتوبر الماضي 13 من منازل منفذي العمليات وتدعي قيادة المنطقة الوسطى الاسرائيلية ان عمليات الهدم تشكل خطوة رادعة لدرجة ان هناك من سلم ابنه خشية تنفيذه عملية تؤدي الى هدم منزله او بهدف الحفاظ على حياة ابنه . والمرحلة الثالثة من العملية الاسرائيلية عبارة عن عمليات استخبارية بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي بهدف رصد وتشخيص وتحديد هوية " منفذين " محتملين اعلنوا نيتهم تنفيذ عمليات او من قام بالتحريض على تنفيذ هذه العمليات . هناك من بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تلقى تحذيرات هاتفية لكن هناك اخرين تم اعتقالهم في الليل البهيم وأثمرت طواقم العمل المشتركة المكونة من قوات الاحتلال والشاباك عن صدور تحذيرات حقيقية تتعلق بقرب وقوع عمليات. وشددت قوات الاحتلال عملياتها الهادفة الى " وقف التحريض" حيث اقتحمت بمرافقة ضباط مما تسمى بالإدارة المدنية محطات راديو تتهمها بممارسة التحريض ومطابع طبعت فيها البيانات وفي حالات معينة تم اقتحام الجامعات والكليات. تحمل المرحلة الاخيرة من الخطة الاسرائيلية عنوان تعزيز قوة الردع من خلال مصادرة الوسائط التي تساعد في تنفيذ العمليات مثل السيارات ، الوسائل القتالية ، بذل جهود لتعقب الاموال التي تحرك وتمول منظومة التحريض حيث صادرت قوات الاحتلال منذ مطلع عام 2016 وحتى الان 107 قطعة سلاح و حوالي 600 الف شيكل . واختتم موقع " والله" الالكتروني تقريره بالقول " يحذر الجيش الاسرائيلي وعلى الرغم من تراجع العمليات الفردية من ان " الطنجرة " الفلسطينية من شانها ان تصل مرة اخرى درجة الغليان ما يعني فرصة عالية لانفجار اعمال العنف مجددا وذلك على خلفية دخول اليهود للمسجد الاقصى خلال عيد الفصح اليهودي القادم . وتشير التقديرات الامنية الاسرائيلية ايضا الى ان رمضان القادم لن يكون هادئا لان خطباء المساجد يعتبرون محترفين في ربط الدين الاسلامي والمسجد الاقصى بالحرب على اليهود واذا اندلعت اعمال عنف جديدة وبمستوى واسع فان خارطة الاماكن الساخنة ستجد نفسها مجددا في قبل الامتحان ". المصدر : جنوبيات |