السبت 16 نيسان 2016 13:54 م

لا أريد معرفة قاتل زيدان


* برهان ياسين

صور الاشلاء البشعة والنيران التي التهمت الجسد، رائحة الدم التي ملأت المكان، كلها ذهبت مع الدخان الاسود، كل ما فعلته تلك الجريمة انها استطاعت تذكيرنا بأسماء فصائلنا التي ذيلت بيانات النعوة، وتذكرنا مجددا بالسيارات المفخخة، واشياء أخرى لا شيء فيها يدعو للتفاؤل، اصبح الزورو اليوم ضحية جديدة تحت التراب، هو ذاته لا يعرف لماذا قتل ؟ وربما الاداة التي نفذت لا تعرف لماذا قتلت؟
لم يعد لابي سفيان بيت ندخله فنكون آمنين، وان سلمت من النار فلن تسلم من الدخان، طالما اننا نقيد كل قضايانا ضد مجهول، وندور معها في دائرة مغلقة، كل شيء فيها مجهول، نخاف ان نتكلم كي لا نقتل، فنقتل دون ان نتكلم، نخاف الثعلب فيخال نفسه اسدا،  نخاف القاتل فيغدو فارسا بطلا، حتى بات القاتل لا يبالي ان غطى وجه بلثام او كشفه، فهل لو عرفت هويته -وقد عرف كثيرون في السابق- سيحاسب على جريمته ؟
لا اريد معرفة اي قاتل، كي لا اشتم حين اصافحه في الغد رائحة الدماء من يديه، وكي لا يراه ابناء الضحايا يمشي مختالا أمامهم بعدما حذف اسم ولي أمرهم من دفتر العائلة.
دعوني أقابله دون ان افكر انني امام مجرم اقوى من الجميع، اقوى من ذلك الصمت الكامن في قلوبنا، ولا تعجبوا ان كنت اردد كلمة قاتل، بينما بالنسبة لكم هم كثير، لكنه قاتل واحد، وكل من تعرفون مجرد رصاصات في مسدسه، يطلقها حيث شاء، ويرميها فارغة حين وحيث يشاء ايضا.
ايها القاتل انت صديقي ولست ضدك ابدا، فانا ايضا ابن هذا المخيم، ولا اريد ايضا ان اخسر حياتي، اقتل من شئت، ولتصبح ما تريد، الستم من علمتمونا ان نردد "اللي بتجوز امي بحكيله يا عمي"، ها قد اصبح القاتل عمنا جميعا، سيادة القاتل اعذرني فأنا والله لا اعرفك، ومن لا يعرفك يجهلك، اليس كذلك، وانا اريد ان ابقى جاهلا، فمن سيفتح عينيه لن يستيطع معك اغماضها الا بالكفن.

المصدر : جنوبيات