الأحد 17 نيسان 2016 10:06 ص |
جعجع: المطلوب الإنسحاب من كل حروب المنطقة وجمع كل السلاح بيد الجيش وفك الحصار عن انتخابات الرئاسة |
أحيت مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية"، للسنة الرابعة على التوالي، "يوم الطالب" تحت عنوان "نقاوم لغد أفضل" في المقر العام للحزب في معراب. بعد النشيدين اللبناني والقواتي، قال رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع: "ان يوم الطالب بات عرس المقاومة، تحية كبيرة لكم، انتم الموجودون هنا ولكل من لم يتمكن من المجيء اليوم، تحية الى طالبات وطلاب القوات اللبنانية. تحية الى القمحة التي تنمو لتصبح سنبلة يمكن ان تنحني مع الريح في يوم من الإيام، ولكن لا تنكسر أبدا أبدا. فيا طلاب القوات، أنتم لستم فقط طلاب القوات بل أيضا قوات الطلاب وقوات القوات وقوات ثورة الأرز وقوات لبنان". أضاف: "ويل لأمة لا طليعة فيها وهنيئا لأمة كلها طلائع، وهنيئا لحزب طلابه طلائع ورجاله طلائع ونساؤه طلائع وشيوخه طلائع وشهداؤه طليعة كل الطلائع وطليعة شهدائه بشير". واعتبر جعجع ان "محور الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة كان نشيطا جدا في السنوات الماضية، كان نشيطا لدرجة أعطى نتائج باهرة، ان كان على مستوى المنطقة او على مستوى لبنان. فعلى مستوى المنطقة: فكفكة أكثرية دول المنطقة، حروب لا تنتهي، بحار من الدم والدموع وخراب يحتاج الى عشرات السنوات ليتم بناؤه، أما في لبنان، فأبرز نتائج نشاطه كانت تعطيل انتخابات الرئاسة، شللا سياسيا شبه كامل، تدهورا اقتصاديا كبيرا، قلقا أمنيا أكبر، عزلة عربية شبه كاملة، لا سواح، لا حركة، لا أموال وفساد فساد فساد على مد العين والنظر". وتوجه الى "محور الممانعة والمقاومة" بالقول: "يعطيك الف عافية، بس صار لازم ترتاح شوي هلق. مرتا مرتا، تقومين بأعمال كثيرة والمطلوب واحد. المطلوب واحد هو قيام دولة فعلية في لبنان، لا القتال في سوريا سيضمن لنا مستقبلنا، ولا التدخل في اليمن سوف يحمي حدودنا، ولا مهاجمة السعودية ودول الخليج سوف تنعش إقتصادنا. ولا أيضا تكديس السلاح خارج الجيش اللبناني سوف يؤمن لنا إستقرارنا. مرتا مرتا، تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد. فالمطلوب الإنسحاب من كل حروب المنطقة وأزماتها والعودة الى لبنان. والمطلوب جمع كل السلاح في يد الجيش اللبناني. والمطلوب فك الحصار عن انتخابات الرئاسة. والمطلوب تطبيق الدستور والقوانين والعودة الى الحياة السياسية الطبيعية. المطلوب أن نضع جهودنا كلنا سويا لتقوم دولة فعلية في لبنان". وتابع: "انطلاقا من هنا، شعارنا هو: القوات اللبنانية هيي بتحمي الشرعية، القوات اللبنانية بدا دولة فعلية، وطموحنا وأملنا أن يصبح هذا الشعار: كل اللبنانيين يؤيدون الشرعية كل اللبنانيين يريدون دولة فعلية". وتطرق الى "المصالحة القواتية- العونية"، فقال: "أجمل عنوان رأيته لهذه المصالحة هو: "أوعا أوعا خيك!"، فنحن نعتبر يوم 18 كانون الثاني 2016 يوما وانجازا تاريخيا في كل المقاييس وبشهادة الجميع، إلا قلة قليلة لم تجد هكذا أبدا، وانتفضت منذ اللحظة الأولى لترفض المصالحة وتهاجمها وتنعيها، بعكس التيار والقوات وكل الناس، وكل منطق في هذه الدنيا". وأردف: "البعض اعتبر ان هذه المصالحة لعبة خطرة، واننا سنتحالف وسيدفع غيرنا الثمن، وصاروا يقولون: شو نحنا غنم؟ كيف هيك بيروحوا وبيتصالحوا؟ هيدي جبهة طائفية، وصاروا يقولون ويقولون ويقولون وما زالوا حتى الآن يقولون، فهل تعلمون بماذا تذكرني هذه الواقعة؟ تذكرني بهذا المقطع من عواصف جبران: ماذا تريدون مني يا بني أمي، غنيت لكم فلم ترقصوا، ونحت أمامكم فلم تبكوا. فهل تريدون أن أغني وأنوح في وقت واحد؟ نفوسكم تتلوى جوعا، وخبز المعرفة لأوفر من حجارة الأودية، لكنكم لا تأكلون. وقلوبكم تختلج عطشا، ومناهل الحياة تجري كالسواقي لكنكم لا تشربون. للبحر مد وجزر، وللزمن صيف وشتاء، أما الحق فلا يحول ولا يزول ولا يتغير. فلماذا تحاولون تشويه وجه الحق؟ لماذا تحاولون رفض هذه المصالحة؟ لم يبق أحد على مر السنين من كل الذين ينتقدون اليوم إلا وقال لنا: يا عمي ليش متخانقين مع العونيي وليش ما بتتصالحوا وبتخلصونا بقا؟ وحين تصالحنا، لم يتركوا لحظة تمر من دون التفتيش عن علة لهذه المصالحة. لكل هؤلاء نقول: لكم سلبيتكم وبغضكم وحقدكم، ولنا إيجابيتنا وقناعاتنا وثورتنا والمستقبل، ولسان حالنا كل الوقت: أوعا أوعا خيك". وتناول جعجع الحكم الصادر بحق ميشال سماحة، فقال: "كثر فرحوا بهذا الحكم وهللوا، ولكن نحن في الحقيقة لم نفرح، لأننا نعتبر هذا الحكم نوعا من جائزة ترضية بعد كل الضجة التي أثارها الحكم الأول المسخرة بحق ميشال سماحة، وأهم فشل في هذا الحكم أنه طال الذنب وترك الرأس، طال من نقل المتفجرات وحاول الاستعانة بأحد لتفجيرها في أهدافها، ولكن ترك المخطط الأساسي، وصاحب الفكرة ومن أمن المتفجرات، والآمر الناهي في هذه العملية، تحت حجة قانونية سميت "فصل الملفات"، فإذا كانت هذه الحجة غير وهمية، فلتكمل المحكمة العسكرية بالملف الثاني ولو غيابيا، لأنه لا يوجد إمكانية لإحضار بشار الأسد وعلي المملوك، ولتصدر الأحكام المستحقة بحقهما ولو غيابيا، فما مات حق وراءه مطالب، لذا لن يموت حقنا في هذه القضية لأنه: نحنا للحق قوات". وتوجه جعجع الى طالبات وطلاب لبنان بالقول: "الانتخابات البلدية هي انتخاباتكم بإمتياز، فالبلدية هي أقرب جزء من الدولة اليكم، من دون بلدية جيدة لا يوجد نادي جيد، ولا قرية مزدهرة عمرانيا، ولا وجود لدولة فعلية، ان البلدية ليست للوجاهة، بل للعمل الذي لا ينتهي في أصغر التفاصيل وأدقها، من هنا علينا جميعا أن نشارك بالإنتخابات البلدية، نشارك ليس من أجل انتخاب أحد أقربائنا رئيسا للبلدية، أو من أمن لنا بعض الخدمات الشخصية، ولكن لنختار الأفضل والأنشط والأفعل والأنظف كائنا من كان". وأعلن ان "شعار حملتنا الانتخابية البلدية لهذا العام سيكون "عمرها"، وأريد من كل واحد منكم أن يضع هذا الشعار نصب عينيه ويتحضر للانتخابات، حتى نعمل فعليا للذي يريد أن يعمر، وليس للذي يريد السرقة أو استغلال المنصب بأي شكل من الأشكال. لذا أطلب في هذه المناسبة من الناس أن يعطونا ثقتهم أينما كانوا، لنتمكن من أن نعمرها، كما نحن فاعلون في المناطق التي منحونا فيها ثقتهم، ولا تنسوا للحظة أننا، وقت السلم، الإيد التي تعمر". وعن ملف الفساد، قال جعجع: "تأكدوا أن ليس هناك جانبا من جوانب حياتنا العامة إلا وضربه الفساد بشكل من الأشكال. وتأكدوا تماما اننا من القلائل في لبنان المهيئين لمحاربة الفساد، وسوف نحاربه ونقضي عليه، ولكن نريد فقط من الناس ثقتهم، والباقي علينا، فكل المواقع والمسؤوليات التي أعطانا الناس ثقتهم فيها، خالية تماما من الفساد، كل الإمتحانات التي خاضتها القوات على كل المستويات الوزارية، النيابية، البلدية، الإختيارية، والحزبية، كل هذه الإمتحانات نجحت القوات فيها بعلامة ممتاز. هذا فخر كبير لنا، وقوة كبيرة يجب ان ننطلق منها لنحارب الفساد. اليوم أعدكم، ومن خلالكم أعد جميع اللبنانيين أننا حين ننال ثقتهم سنخوض حربا دون هوادة على الفساد، وكما كنا أبطالا في الحرب، حين فرضت نفسها علينا، هكذا سنكون أبطالا في الحرب على الفساد حين تأتي ساعته، فوقت السلم نحن اليد التي تبني، ووقت محاربة الفساد، قوات". وتمنى على جيل الشباب "الالتزام بشعار "وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، فمهما كنتم فاعلون من دراسة، عمل، رياضة، عمل حزبي، تسلية، قوموا به بأخلاق عالية، لأن التصرف بأخلاق عالية يوصل الى النتيجة المرجوة ولو على المدى الطويل، اذ ان التصرف من دون أخلاقيات يعطيكم نتائج فورية، ولكنها تكون نتائج سطحية، قصيرة المدى ومن دون مردود إيجابي عليكم، لأن اللي بيجي بالهين بيروح بالهين"، وذكرهم أن "هدف وجودكم في المدارس والجامعات هو للدراسة والعلم والثقافة وليس لعصيان الإستاذ أو الإدارة". كما دعاهم الى "التقيد بالأنظمة الداخلية للمدارس والجامعات وبكل التعليمات الإدارية، أنتم اليوم طلاب، وليس طلابا وإدارة، طلاب علم، ومعرفة، ومثابرة، ونجاح، وتفاعل وحياة فقط، وليس إدارة. فالإدارة هي الإدارة بغض النظر عن تقويمكم الشخصي لها". وتابع: "حين يحاول احد في المجتمع ان يلعب دور الثاني، تفقد التراتبية وتضيع الحدود بين الناس، ويفقد النظام، ويغرق المجتمع في فوضى قاتلة. فوقت السلم، الإيد البتعمر نحنا، ووقت التراتبية والنظام، قوات". وجدد التأكيد على أن "موضوع المخدرات سيبقى على جدول أعمالنا حتى القضاء عليه، فمنذ السنة الماضية الى اليوم، قمتم بنشاطات وخطوات كثيرة على هذا الصعيد، ولكن ينقصنا الكثير بعد، فأنا أهنئكم على كل ما قمتم به السنة الماضية لمكافحة المخدرات، ولكن أطلب منكم تحضير برنامج جديد للسنة المقبلة للقضاء على هذه الآفة تماما، لأن ليس لدينا مستحيلا". وختم جعجع: "انتم براعم جديدة، كلكم أمل بالحياة، وكلنا أمل فيكم، انتم براعم جديدة تضج حيوية ومستقبلا، ولكن لا يغيب عن بالكم لحظة أنكم براعم على شجرة موجودة أصلا، أغصانها ممدودة مثل شجرة الأرز وجذورها ضاربة في التاريخ كجذوره، لا تنسوا كم من الأجيال سبقتكم وضحت وتعبت، وقاومت، فالبعض منا أصيب واستشهد لتكونوا أنتم اليوم هنا، واقفين بكل عز وكرامة، الأرض لا تسعكم، والسماء حدودكم، أنتم اليوم هنا لأن قبلكم كان يوجد ناس، وقبلهم أيضا وأيضا، سلسلة مترابطة من المقاومين، أصحاب القضية الذين ضحوا وبذلوا أنفسهم لنكون نحن اليوم هنا ولنبقى. بإمكانكم اليوم ان تكونوا فخورين بالحزب الذي تنتمون اليه، لا بل بالقضية والوجدان اللذين تنتمون اليهما لأن القوات أكبر من حزب وأوسع من سياسة. يمكنكم ان تكونوا فخورين بحزبكم لأنه ليس حزب مناصب ولا حزب منافع؛ حزبكم حزب قضية ومبادئ وتضحية على طول الخط. كونوا فخورين لأن حزبكم حزب شهداء، رفض السلطة مرات ومرات حين كانت تتعارض مع قناعاته، ولأن حزبكم حزب الإستقامة السياسية والأخلاقية، لم يستطع أحد تشويه صورته بالرغم من أخبار الفساد المستشري. صحيح هذا كله مدعاة فخر كبير لكم، ولكن في الوقت نفسه يحملكم مسؤولية كبيرة لا يمكن لأي كان أن يحملها، وعلى هذا الأساس سننهي احتفالنا اليوم، ب"عهد الطالب": نحن طلاب المقاومة اللبنانية، شعارنا قوة في العقيدة، عمق في الإيمان، وصلابة في الالتزام، نعاهد، كما البارحة، اليوم وغدا، نعاهد الشهداء والمقاومين، نعاهد آباءهم وأمهاتهم، نعاهد كل من سبقونا، وكل من ضحوا لنبقى، نعاهد اللبنانيين جميعا، بأننا بعلمنا وعملنا، سنكمل المسيرة، ليبقى لبنان، أولا وأخيرا، وطنا نهائيا لجميع أبنائه، مرتعا للحرية وكرامة الإنسان". دميان بدوره ألقى رئيس مصلحة الطلاب جاد دميان كلمة قال فيها: "لو لم يكن لبنان وطني لأخترت لبنان وطنا لي. لبنان 13 نيسان 1975. لبنان ليس الحرب الاهلية، لبنان حرب الخارج على أرضه، لبنان الذي نزف قتلى وجرحى ودمارا واضطهادا، ولكن، مع كل هذا بقي لبنان ولم يتغير لا اسمه ولا حدوده ولا شعبه ولا هويته. لبنان المقاومة اللبنانية التي انبثقت منه ولم تصدر إليه. لبنان 21 نيسان 1994، المظلوم والمشوه، المحكوم بالدجل والكذب، لبنان الذي لم يشبعوا من اضعاف قواته العسكرية، الاقتصادية السياسية والميثاقية. 20 سنة لم يشعروا بتخمة الظلم إلا حين اعتقلوا في هذا النهار القوات اللبنانية. ولكن هذا هو نفسه لبنان الذي لا يصح فيه الا الصحيح. لبنان الذي يرهن للظالمين في نيسان، انهم هم من سجنوا وبقيت القوات. وفي حال خرجوا من السجن، فبوجود القوات سيسجنون من جديد". أضاف: "لبنان 27 نيسان 2005، لبنان خروج النظام السوري والوحدة الوطنية الحقيقية المبنية على التزام الحريات والمعتقدات. لبنان الذي حل في الربيع السياسي الضيف الأول وكان ربيعا حقيقيا بحيث علم الدول الديمقراطية والحرية. لبنان الذي حرر من الجيش المحتل والقرار السياسي المصادر والذي اليوم بحاجة الى ان يتحرر من بعض فلول النظام السوري التي تعرقل استحقاقاته السياسية ولكنهم لن يتمكنوا من مصادرة لبنان، فأهم الاثار التي تركها عهد الوصاية وراءه بعدما اضعف الاحزاب ودورها الفاعل هي الاقطاع السياسي، الذي يجب علينا كشباب محاربته بالقضية التي تجمعنا". وتابع: "ان الطلاب هم مفتاح التغيير والتطور الذي يحتاجه بلدنا، ولكن للاسف، يوجد غيمة سوداء فوق رأس الشاب اللبناني تظهر صورة خاطئة عنه الى العالم. ماذا تقدم لي من السياسة؟ ماذا تقدم لي الاحزاب؟ أسير مع عائلتي أفضل لي، خطأ. العمل السياسي هو من يحدد مصير اي مجتمع إن كان بالوجود او الاقتصاد او التطوير. اذ لا خلاص للبنان الا اذا كان شبابه حراسه الذين لا ينعسون. حراس ضد الافكار التقليدية التي جعلها الزمن من الماضي، ولكن دولتنا لا. حراس ضد الفساد واللاعدالة. حراس يغلبون المصلحة العامة على المصالح الضيقة وهذه المصلحة، ولا يستطيع الاقطاع حتى لو كان شفافا وحاملا قضايا نبيلة ان يلتزم بها لدرجة ان يلغي نفسه. لذلك واجب علينا ان نكون بأحزاب تخدم هذه المصلحة العامة حتى نتمكن من خدمتها، اذ يجب ان تكون الأحزاب غير قائمة على شخص انما على نظام داخلي، احزاب لا تتغذى من السلطة انما السلطة تتغذى منها. احزاب لا تساوم على مبادئها ومنفتحة على الآخرين. احزاب، اذا زعماؤها اضاعوا دربها فهي قادرة ان تشهد انتفاضات، تعيدها لمسيرتها التاريخية. احزاب بكل بساطة مثل حزب القوات اللبنانية". وقال: "الى جانب مسيرتنا النضالية والسياسية على مر التاريخ، اطلق رئيس الحزب في يوم الطالب السنة الماضية قضية اجتماعية هي مكافحة المخدرات. هذه القضية كانت من اولويات مصلحة الطلاب على مدار السنة وبخاصة ان الشريحة الاولى التي تفتك بها هذه الآفة هي الشباب. وقد استطاعت مصلحة الطلاب ان تلقي الضوء على هذه القضية من خلال مخيمات للطلاب الثانويين، ندوات وحملات داخل الجامعات بالاضافة الى الحملات على الوسائل الاعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي. واليوم أعلن أمامكم ان هناك قضية اجتماعية جديدة نحن بصدد تبنيها قريبا في المؤتمر العام الاول لمصلحة الطلاب، وسوف نستكمل قضية المخدرات بطريقة محترفة وفنية، تظهر صورة الحزب العاصي ليس فقط على الفساد السياسي والاداري انما ايضا على الفساد الاجتماعي". وسأل: "ما نفع الشباب اذا كانوا ابطالا في جامعاتهم وارانب في مناطقهم؟ هذه عبارة من خطاب الحكيم في السنة الماضية تعكس نظرة استراتيجية ثاقبة لمصلحة الطلاب استطاعت اثبات، على مدار 15 سنة من الاضطهاد، انها الرقم الصعب داخل الجامعات والمدارس والمعاهد التي شكلت مساحة حرية حين كان لبنان تحت الاحتلال السوري. فهذه المصلحة وقف شبابها بوجه نظام تمكن ان يدخل على دولتهم وبلدياتهم ولكن لم يستطع الدخول على جامعاتهم ومجالسهم الطالبية التي كانت شرارة ثورة ال2005. تحية كبيرة للمصالح الطالبية التي سبقتنا وعانت ضيقا وشربت كاسات مرة ولكن، أخافت نظاما يرعب العالم كله اليوم بإرهابه ووصلت معه حينها الى اغتيال رفاقنا في زمن السلم. تحية لروح رمزي عيراني، بيار بولس وطوني ضو، هذه المصلحة هي ذاتها ومطلوب منها اليوم ان تحافظ على خلاياها ومجالسها الطالبية داخل الجامعات، المدارس والمعاهد، انما في الوقت نفسه تدخل على كل ضيعة وبيت متعطش لهذا النفس وتخيف كل شخص اقطاعي فارضا نظام وصاية من نوع ثان. المصلحة اليوم وبدوائرها الجغرافية الجديدة والقديمة تدعو كل شباب المدن وصباياها، القرى والضيع، كما عودونا على الانتصارات الكبيرة والصورة الجميلة في جامعاتهم، نحن بانتظار ان نشهد العمل ذاته مناطقيا، لا يمكننا ان نتنكر لواجباتنا، ونرضخ للامر الواقع ونغسل ايدينا من المسؤولية. كما لا يمكننا ان نتجاهل دورنا ونسكت عن المشاكل من حولنا. البلد بخير؟ كلا البلد ليس بخير، فالنفايات على الطرقات، رشاوى وفساد وصفقات. فلا يكفينا البرغش السياسي حتى أتانا البرغش البيولوجي. الجامعة اللبنانية تضربها المحسوبيات بينما الجامعات الخاصة والمدارس أقساطها موجعة. مناطق وبلديات توقف عندها الزمن". أضاف: "هل نهاجر ام نرضخ للأمر الواقع؟ أكيد كلا. ما الخيار اذا؟ الخيار هو ما كان وسيكون دائما وابدا: أن نقاوم. كما قاوم أجدادنا الاحتلالات العسكرية، علينا كشباب ان نقاوم الافكار التي تفشلنا وتفشل بلدنا. فكما قاوم أجدادنا الذمية علينا كشباب ان نقاوم الفساد والمحسوبيات لتطهير مجتمعنا. نقاوم الجهل بالعلم والدراسة. قاوموا كل من يحاول إعادتكم الى الاقطاعية، ارجموه بأفكاره الهمجية وتسلحوا بمشروع القوات. قاوموا قاوموا قاوموا ليكون الغد افضل من اليوم. نعدكم بنشاطات لامركزية تمثل حضوركم داخل المناطق. هذا كله لا يتم من دون وجود مكتب مصلحة يعمل كخلية النحل. قلب واحد، عائلة واحدة". وختم دميان: "أمام عظمة هذا النهار، من معراب اللبنانية، في شهر نيسان، وأمام شباب وصبايا في وجوههم روح التغيير، التطور والارادة، مع رئيس حزب وحزب لم يتركوا زاوية على اي صعيد تدفع بلبنان الى الأمام إلا وقاموا بها. اسمح لي يا جبران ان استفيض بحكمتك الرائعة وأقول: لو لم تكن القوات اللبنانية حزبي، لأخترت القوات اللبنانية حزبا لي". وتخلل الاحتفال عرضا لأفلام وثائقية تناولت مراحل مختلفة من تاريخ الحزب، كما عزفت أناشيد المقاومة اللبنانية بمشاركة ناشطين في المصلحة. المصدر : جنوبيات |