وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حدّاً للتساؤلات والتكهّنات حول وضعه الصحي، حيث غادر، أمس الإثنين، المستشفى الاستشاري في رام الله، وبدا بصحة جيدة، بعد تماثله للشفاء من الوعكة الصحية التي ألمّت به يوم الأحد 20 الجاري، إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد، أدّى إلى تجاوز حرارته الـ 40 درجة مئويّة، بعد العملية التي خضع لها في الأذن الوسطى.
وألقى الرئيس عباس كلمة مقتضبة أمام الصحافيين في باحة المستشفى، طمأن من خلالها الشعب على صحّته، وأعلن عن أنّه سيعود إلى عمله اليوم.
وتمنّى «أبو مازن» أنْ يصل الفلسطينيون إلى مبتغاهم بإقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وقال: «إنْ شاء الله صحة الوطن بخير، وإنْ شاء الله نصل لمبتغانا الدولة المستقلة وعاصمتها القدس».
وشكر الرئيس المستشفى الاستشاري، مشيداً بجهود أطبائه وطواقمه، كما شكر الزعماء والقادة العرب وغير العرب الذين اتصلوا للإطمئنان عن صحّته.
وقال الرئيس عباس في كلمته: «صباح الخير، شكراً لحضوركم.. وشكراً لله سبحانه وتعالى على أنّني خرجت اليوم (أمس) من المستشفى بصحة تامة، وأعود إلى عملي اعتباراً من الغد (اليوم) إنْ شاء الله، والفضل في هذا يعود إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا المستشفى العظيم النموذج من مستشفياتنا الفلسطينية، بما فيه من إدارة حكيمة وأطباء عظيمين وممرّضين، وهذا فعلاً يدل على أنّ صحّة شعبنا بأيدٍ أمينة والحمد لله، وهذا أعز ما يجب أنْ نهتم به، وهو صحّة أهلنا، وهذا ما رأيته هنا وفي غيره من المستشفيات، وهو أمر نفتخر فيه».
وأضاف: «أوجّه التحية والتقدير لأهلنا وشعبنا في كل مكان في العالم، الذين سألوا عنّي وعن صحّتي، أقول لهم إنْ شاء الله صحّة الوطن بخير، ونحن إنْ شاء الله سنصل إلى مبتغانا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
واستطرد قائلاً: «إذا قضية القدس أدخلتنا المستشفى، سنخرج من المستشفى لتكون القدس عاصمة فلسطين».
وختم الرئيس عباس: «أشكر الملوك والقادة والزعماء والساسة والرؤساء الذي تفضّلوا بالسؤال عنّي، وأنا شاكر للجميع، وأتمنّى من الله لشعبنا دوام الصحة والتقدم والنجاح، للوصول إلى الهدف الدولة الفلسطينية المستقلة قريباً إن شاء الله تعالى».
ويترأس الرئيس عباس اجتماعاً للجنة المركزية لحركة «فتح»، العاشرة من مساء اليوم (الثلاثاء) في مقر الرئاسة برام الله.
هذا ما أعلن عنه أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، مهنئاً الرئيس بتماثله للشفاء، ومبيّناً أنّ «الأزمة التي مرَّ بها الرئيس هي بمثابة رسالة لشعبنا وللكثيرين في الأسرة الدولية، ممَّنْ كانوا قلقين على صحته، تؤكد على دوره في تحقيق الاستقرار الاقليمي والسلم العالمي».
وقال: «إنّ القيادة ستُجري مراجعة لتحصين النظام السياسي، وأولى خطوات هذا التحصين، هي دعوة المجلس المركزي قريباً لتحديد المسارات المستقبلية وبناء استراتيجية وطنية إقليمية ودولية».
وأكد الرجوب أنّه «لن يتم السماح لبعض الأطراف بالقفز على عربة القيادة ورهانهم على الزمن والقدر بهدف ضرب المناعة الوطنية».
في غضون ذلك، أعلن رئيس قوافل «أميال من الابتسامات» الدكتور عصام يوسف عن أنّ القافلة (34) ستصل إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح البري مطلع الأسبوع المقبل، ضمن حملة «إجعل رمضانك لغزّة.. فلسطين»، في زيارة تستمر لمدّة أسبوع.
وسيشارك بالقافلة وفد متعدّد الجنسيات يقدم حوالى 18 ألف طرد غذائي للفقراء.
وستسدّد القافلة ديون عدد من الغارمين في السجون بسبب الضائقة المالية، وترمّم بيوت فقراء، إلى جانب زيارة جرحى مسيرة العودة الكبرى في المستشفيات والبيوت لتقديم الخدمات الطبية لهم، ودعم بعض المستشفيات بمستلزمات طبية.
إلى ذلك، استشهد المواطن محمد أحمد الربيع (25 عاماً) وجُرِحَ آخر بإطلاق مدفعية الإحتلال الإسرائيلي عصر أمس (الإثنين) قذائف عدّة تجاه مواقع رصد تابعة للمقاومة الفلسطينية، غرب بيت لاهيا - شمال قطاع غزّة.