شهد قطاع غزة في الأيام الأخيرة تصعيداً عسكرياً من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، تمثل في عدوانه المتواصل بقصف مواقع في قطاع غزة تمتد حتى ساعات الليل المتأخرة وكذلك في ساعات الصباح الأولى.
العداون الصهيوني ضد القطاع لم يمر بدون رد، فقد فاجأت المقاومة الفلسطينية العدو برد اعتبره المحللون نقلة نوعية في معادلة توزان القوة وحق طبيعي يجب رد الاعتبار له.
رد ضروري
الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أكد على أن رد المقاومة على العدوان الصهيوني الأخير منعت الاحتلال من تحقيق أهدافه، وافقدته عنصر الردع، وفرضت المقاومة معادلتها.
وقال الصواف في حديث خاص لموقع القسام :"الرد الذي قامت به المقاومة كان أمراً ضرورياً لأن هذا الاحتلال لا يفهم لغة الصمت، فصمت المقاومة انكسر وبدأ التعامل مع الاحتلال بمعادلة قذيفة يقابلها قذيفة وصاروخ يقابله صاروخ".
وأضاف "إذا استمر الاحتلال بعنجهيته باستمرار القصف ستبقى المقاومة ترد بحجم الحجم"، مشيراً إلى ان الاحتلال التقط هذه الردود التي لمن يتوقعها من المقاومة ضاناً أنها لا تملك القدرة على الرد أو أن الوضع الاقليمي يمنعها من ذلك.
وأوضح الصواف:" بيان القسام والسريا يؤكد على أنّ المقاومة متحدة في ردوها على أرض الواقع، وأن هذا الاعلان الموحد أكبر رسالة إلي وحدة المقاومة، والشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني".
رد شجاع ومتمكن
من جهته اعتبر إبراهيم المدهون، الكاتب والمحلل السياسي في حديثه لموقع القسام على أنّ قصف المقاومة شجاع ومتمكن, وبيانها حكيم وواضح لا نريد حرباً, وغير معنيين بالتصعيد, وفي الوقت نفسه لا نخشاه أو نهابه, وأي قصف سيواجه بالقصف والنار بالنار.
وشدد على أن رد المقاومة كان كتثبيت قواعد اشتباك, وكإعلان استعدادها للذهاب الى أبعد مدى في حال استمر الاحتلال بعدوانه.
ويرى المدهون أن الاحتلال قرأ الرسالة جيداً ودرسها, وباعتقادي نحن أقرب للهدوء والتهدئة العسكرية منه للتصعيد والمواجهة.
وأوضح على أن ما تقوم به غزة بشعبها ومقاومتها وفصائلها وأبنائها من إشغال للاحتلال واستنزافه وتعريته ومواجهته لم يسبق له مثيل ونحن في ذروة الاشتباك, فهناك حالة ثورية ذكية وقوية, وثابة وإبداعية في البر والبحر ومن الجو قريبا, من تحت الأرض ومن فوقها, هناك طاقة متصاعدة حيرت الاحتلال واتعبته وما زالت تتعبه وستنهي مشروعه.
وأضاف "البيان العسكري المشترك ينبئ ويمهد لمواقف سياسية مشتركة تحدد مصير غزة ومستعدة لإدارتها والتعامل مع الموقف والمستجد, فحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية وألوية وفصائل المقاومة اليوم على قلب رجل واحد, ويعملون بتنسيق مستمر وهناك وحدة حال ورؤية".
رد طبيعي
بدوره، وصف ناجي البطة المختص في الشأن الصهيوني ما قامت به المقاومة بالرد الطبيعي، مفاده أننا جاهزون في كل وقت وحين، وأي تجاوز لا يمكن أن نسمح به سواء كان التجاوز صغيراً أم كبيرا.
وقال البطة لموقع القسام :"المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الاعتداءات الصهيونية، وأن عينها لن تغفو عما يجري على الساحة".
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية نجحت في فرض معادلة رادعة للاحتلال كسرت عنجهيته، وأعادة حساباته ليلجأ من خلال وسطاء لوقف إطلاق النار.
وفي الوقت الذي يواصل كيان الاحتلال عدوانه، فهناك مقاومة لا يمكن أن تَنثني أو تتراجع؛ ليبقى العدو أمام حالة من الافلاس، والمقاومة تبسط خياراتها على الأرض، بينما يرقب المواطن الفلسطيني لحظة النصر وتحطيم غطرسة هذا العدو الجبان.