يحط وفد من البيت الأبيض في منطقة الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، من أجل التركيز على الكشف عن "صفقة القرن"، التي يُرتقب أنْ يعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وسيصل مستشار الرئيس الأميركي صهره جاريد كوشنير ومبعوث عملية السلام إلى منطقة الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، في جولة يلتقيان خلالها مسؤولين في كل من: مصر، السعودية، الأردن، قطر والكيان الإسرائيلي، دون أي لقاء مع مسؤولين فلسطينيين، الذين يرفضون لقاء أي مسؤول أميركي منذ قرار الرئيس ترامب، الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب.
وكان وفد أميركي ضمَّ: كوشنير، غرينبلات والسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قد التقوا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث جرى البحث في مجالات التعاون بين الإدارة الأميركية والأمم المتحدة تحت عنوان تعزيز السلام في الشرق الأوسط وضمان الاحتياجات الإنسانية في غزّة، والإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة مع الأمم المتحدة.
والمفارقة، هي في لقاء الفريق الأميركي مع أمين عام الأمم المتحدة، علماً بأنّ إدارة البيت الأبيض، كانت قد انتقدت سياسة الأمم المتحدة، واستخدمت حق النقد الـ"فيتو" ضد أكثر من قرار يُدين الكيان الإسرائيلي، وإنْ فشلت في منع صدور قرار في الأمم المتحدة، يُدين الكيان الإسرائيلي باستخدام القوّة المفرطة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة.
كما أنّ هذا اللقاء، وإنْ كان من غير المنطقي أنْ يتم دون إبلاغ الرئيس ترامب به، فإنّ صداه كان سيئاً داخل الكيان الإسرائيلي، لأنّ إدارة البيت الأبيض اضطرت إلى الاعتراف بدور الأمم المتحدة، وهو ما ترفضه الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني.
لكن في المقابل، فإنّ الموقف الفلسطيني كان واضحاً من زيارة الوفد الأميركي إلى المنطقة، وعبّر عنه الناطق الرسمي بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، واصفاً إياها بأنّها "مضيعة للوقت، وسيكون مصيرها الفشل، إذا استمرّت بتجاوز الشرعية الفلسطينية المتمسّكة بالثوابت المتّفق عليها عربياً ودولياً".
واعتبر أنّ "الجولة الأميركية التي بدأت في نيويورك والأمم المتحدة، والهادفة إلى تمرير خطة لا معنى لها، والبحث عن أفكار مبهمة تحت شعارات إنسانية مقابل التنازل عن القدس ومقدّساتها، لن تحقّق شيئاً دون الإلتزام بالشرعية العربية المتمثّلة بقرارات القمم العربية ومجلس الأمن الدولي، وفي الأساس منها موافقة الشعب الفلسطيني وتوقيع الرئيس، وإلا سيكون مصيرها الفشل الكامل، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي، ويدفع المنطقة إلى المجهول".
ودعا أبو ردينة "الإدارة الأميركية إلى التوقّف عن محاولات تجاوز الشرعية الفلسطينية، لأنّ صنع السلام يتطلّب الامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية وفق حل الدولتين".
في غضون ذلك، أحيا الفلسطينيون عيد الفطر السعيد، بإقامة الصلوات في المساجد، وزيارة أضرحة الشهداء، وفي المسجد الأقصى المبارك، أدّى أكثر من 70 ألف مقدسي صلاة العيد، التي تأتي تتويجاً لصيام شهر رمضان، بعدما فاق عدد المصلّين في المسجد الأقصى، 3 ملايين، ممَّنْ استطاعوا الوصول إليهم من القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ العام 1948، وعدد من حملة الجنسيات الأجنبية.
ويُعتبر ذلك رسالة تحدِّ للسياسة الإسرائيلية والمواقف الأميركية، تجاه المدينة المقدّسة، وتثبت رفض الفلسطينيين لما ينتقص من حقهم في المدينة المقدّسة، ودعواتهم إلى الثبات داخلها، وشد الرحال إلى المسجد المبارك من أجل إحباط مخطّطات الإحتلال الهادفة للاستيلاء عليه.
وما أنْ انتهت صلاة العيد، حتى كانت قوّات كبيرة من الإحتلال تقتحم حرمة المسجد، وتُقدِم على إزالة اللافتات التي وضعتها دائرة الأوقاف ولجان النظام في المسجد، من أجل تنظيم حركة المصلّين وتسهيلها داخله.
هذا، وأقدم قائد شرطة الإحتلال في مدينة القدس "يورام ليفي"، أمس، برفقة عدد من الضباط، على اقتحام المسجد المبارك، وقام بجولة في منطقة باب الرحمة.
وكان آلاف المصلّين المعتكفين في الأقصى منذ العشر الأواخر لشهر رمضان، قد نفّذوا حملة تنظيف كبيرة في منطقة باب الرحمة، بعد أكثر من 20 سنة من منع الإحتلال ذلك، حيث قاموا بإزالة الأتربة المتراكمة والأوساخ، وترتيب المنطقة.
إلى ذلك، تستعد سلطات الإحتلال الإسرائيلي لنصب وتركيب منصات "أمنية" جديدة في باب العامود، أحد أبواب القدس القديمة.
ووصلت أمس (الأحد) شاحنة كبيرة، تحمل منصات تمهيداً لنقلها إلى الساحة الخلفية عند مدخل الباب الرئيسي، حيث كانت سلطات الإحتلال قد أفرغت الساحة التي كانت تتواجد فيها المنافع العامة لصالح تركيب المنصات الجديدة.
وكان الإحتلال قد شوّه المعلم التاريخي لمنطقة باب العامود، بنصبه 3 أبراج عسكرية.
في غضون ذلك، أمطر الشبان الفلسطينيون في قطاع غزّة، منطقة غلاف غزّة بمئات البالونات الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة، ما أدّى إلى اشتعال النيران في آلاف الدونمات من حقول المستوطنات الإسرائيلية، وإلحاق أضرار فادحة فيها، حيث واجهت فِرق الإطفاء صعوبة في عملها، ولم تتمكّن من إخماد 3 حرائق منها حتى ساعة متأخّرة من ليل أمس، في وقت سُجل فيه فرار العديد من الأشخاص من أماكن الحرائق.
وذُكِرَ أنّ تكلفة إطفاء الحرائق فقط بلغت مليوني شيكل، فيما تقديرات الخسائر جرّاء الحرائق من آذار الماضي، تقدّر بحوالى 7 ملايين شيكل.
ونفّذ جيش الإحتلال 4 هجمات ضد مطلقي الطائرات الورقية والبالونات، وموقعاً لحركة "حماس" - شرق مخيّم البريج وسط قطاع غزّة.
فقد أطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية فجر أمس (الأحد) صاروخاً باتجاه سيارة مدنية من نوع "ميتسوبيشي" كانت متوقفة بالقرب من "مسجد المرابطين" في حي الزيتون - شرق مدينة غزّة، ما أدّى إلى اشتعال النيران فيها.
وزعم جيش الإحتلال أنّ السيارة المستهدفة تقوم بنشاطات لها علاقة بالطائرات الورقية.
وكان جيش الإحتلال قد أطلق الليلة الماضية، عبر طائرة استطلاع من دون طيّار صاروخاً باتجاه مجموعة من الشبان، شرق البريج في قطاع غزّة، زاعماً قيامهم بإطلاق طائرات ورقية وبالونات حارقة، ما أدّى إلى إصابة اثنين منهم.
هذا في وقت أعلن فيه الكيان الإسرائيلي إتمام بناء ربع المسافة المقرّرة لإقامة "الجدار الجوفي" (تحت الأرض) لمنع الأنفاق الممتدة من داخل قطاع غزّة إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأنجز الإحتلال بناء 14 كلم من أصل الجدار الذي يبلغ طوله 65 كلم، ويتم العمل في 24 موقع بناء، حيث يُتوقّع الانتهاء من الأعمال فيه نهاية العام 2019.
كما قرّرت وزارة الأمن الإسرائيلية، إتمام بناء الجدار البحري، العائق على طول سواحل قطاع غزّة في نهاية العام 2018.