الاثنين 18 حزيران 2018 09:41 ص |
الشيخ ماهر حمود يعلق على السجال الدائر بين القوى السياسية |
* جنوبيات (هل نستفيد من التجارب ؟ )
تعليقا على السجال الدائر بين مختلف القوى السياسية بمواضيع هي في غاية الاهمية:علق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود بما يلي :
قد اثبتت التجربة بما لا يرقى اليه اي شك ان لبنان بلد التوافق، واننا مهما اختلفنا سنضطر في النهاية الى ان نتصالح وان نتعاون في المساحة المشتركة التي لا يختلف فيها اثنان، وبالتالي فان اي سجال لا يحسب حساب خط الرجعة فانه سيؤذي صاحبه اكثر مما سيؤذي الآخرين، لذلك اننا ننصح بما يلي:
اولا: نؤكد ان هذا العهد برئاسة فخامة الرئيس ميشال عون هو افضل فرصة ممكنة للبنان من الناحية الإستراتيجية، كما من ناحية محاربة الفساد كما من نواح اخرى لا تخفى على مراقب، وبالتأكيد ان هنالك فرقاء خارجيين، نحن في غنى عن ذكر اسمائهم، حريصون على افشال هذا العهد بطريقة او بأخرى، وتخريب ما يمكن اصلاحه، وتيئيس اللبنانيين من اية محاولة للإصلاح ...
صحيح ان الوزير جبران باسيل يوفر للمتربصين بالعهد فرصاً متكررة ويعطيهم مادة دسمة للهجوم على العهد واتهام فخامة رئيس الجمهورية انه سلم مقاليد الحكم للوزير جبران باسيل الذي يسيء الى نفسه اكثر مما يسيء الى الآخرين في مواقفه المتسرعة، وكثير مما يصعب احسان الظن فيه، ولكن يبقى المنظور الذي يرى به فخامة الرئيس الأمور هو المنظور الاسلم، ضمن الموجود وضمن الامكانيات المتاحة للتوافق اللبناني الذي تحدثنا عنه.
ثانيا: اما موضوع النازحين السوريين الذي استحوذ على نقاش حام ومتعدد الجوانب فاننا نقول ما يلي:
لقد اصاب موضوع النازحين السوريين ما اصاب اللاجئين الفلسطينيين حيث المواقف المتعلقة بهم، فهنالك من يحاول ان يتخذ القرارات خوفا منهم وليس خوفا عليهم، وهنالك مخلصون يخافون عليهم اكثر مما يخافون منهم، وفي الحالين اننا نؤكد على ضرورة عودتهم الآمنة، ونرى في الفريق الذي يكتفي بتحميل النظام مسؤولية تهجير النازحين تزويرا للواقع الذي اصبح واضحا، ولا يمكن ان يتم التغافل بحسن نية :لقد تم انفاق مئات المليارات على المؤامرة على سوريا وفتحت حدود وتعاونت في ذلك دول اقليمية وعربية ودولية فضلا عن اسرائيل، ولا يخفى ذلك على اي مراقب منصف، ولقد هزمت هذه المؤامرة واصبحت في طورها الاخير، فأن يبقى البعض مصراً على تحميل النظام وحده مسؤولية ما حصل، فهذا يعني اننا لا نستفيد من تجاربنا ولا ننظر الى المستقبل ولا يهمنا مصلحة النازحين واننا نستعمل هذه القضية الانسانية الحساسة.
ثالثاً: اما في موضوع تأليف الحكومة والتدخل الخارجي الذي يتم تبادل الإتهام به، فاننا نعلم ان التدخل الخارجي امر مسلم به في تاريخ السياسة اللبنانية، ولكنه تجاوز الحدود كثيرا عندما يصل الى احتجاز رئيس حكومة مثلاً وارغامه على الاستقالة، وإننا اذ نحييى التضامن اللبناني اذ ذاك والذي افضى الى افشال تلك المؤامرة، نحذر من مؤامرة اخرى تختلف في الشكل ولا تختلف في المضمون، حيث تظهر مثلاً في محاولة فرض اربع وزراء بدلا من ثلاثة لفريق سياسي معين له تاريخ سيء في السياسة اللبنانية.
رابعا: اننا ندعو الجميع الى الاستفادة من التجارب القريبة كما البعيدة، وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الحزبية الضيقة، كما ندعوهم الى الشفافية التي بدونها تصبح الحلول مستحيلة، فان تعذرت الشفافية لصعوبتها، ندعوهم الى شيء من الموضوعية لا يمكن الاستغناء عنه حتى نصلح ما يمكن اصلاحه.
المصدر : جنوبيات |