لطالما كانت الاردن ومصر من اكثر الدول العربية نصرة للقضية الفلسطينية على مر التاريخ، ليس فقط لقربهما من فلسطين بل ايضا بسبب الترابط الكبير بين شعوب الدول الثلاث، الا ان الادارة الامريكية تحاول في الاوانة الاخيرة تغيير هذه النهج وتحويله لصالح اسرائيل من اجل تمرير مخطاطتها لانجاز مايسمى "صفقة القرن".
استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت سميح حمودة رأى ان الاردن لم ولن تغير موقفها الداعم للقضية الفلسطينية بالرغم من الضغوط الامريكية عليها وبالرغم من تقديم الاغراءات الاقتصادية لها خاصة انها تمر في ازمة كبيرة على النواحي الاقتصادية، مضيفا ان صفقة القرن تتضمن اغراءات مالية ومشاريع اقتصادية مقابل تقديم تنازلات سياسية كبيرة.
واضاف حمودة ان الاردن لايمكن ان تقبل بتقديم تنازلات سياسية ، والتخلي عن وصايتها على المقدسات في القدس لعدة اسباب اهمها ان ذلك سيخالف قرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية، وقرب الشارع الاردني من القضية الفلسطينية وتكوينه المليء بالفلسطينيين ماقد يؤدي الى حراك شعبي كبيرة في عمان، في حين ان الاردن غني عنها في هذا الوقت وان كان ذلك سيخفف من ازمتها الاقتصادية، اضافة الى ان موقف الاردن الرسمي مناصر للقضية الفلسطينية على مر التاريخ، ولن يكون سهلا تغيره مقابل هذه الاغراءات، بالرغم من الحوارت واللقاءات المكثفة مع الجانب الاردني من قبل الادارة الامريكية.
اما على الجانب المصري فقد راى حمودة ان الموقف الرسمي المصري يبقى الاكثر خطورة، معللا ذلك بسبب تساهل القاهرة مع الموقف الامريكي، والوضع الاقتصادي المصري المتردي، والذي قد يطيح بالموقف المصري امام الاغراءات الخليجية المتمثلة بضخ الاموال والمشاريع الاقتصادية كما يقول.
واشار حمودة الى انه وبالرغم من كل ذلك فان الموقف المصري لن يتغير في الوقت الحالي من القضية الفلسطينية خشية من حراك شعبي مصري رافض لاي تنازلات سياسية، وهو ماتخشاه مصر في الوقت الراهن.
وكان الملك الاردني عبد الله الثاني قد قال خلال لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يوجد طالما لم تكن هناك دولة فلسطينية.وقال الملك "بدون دولة للشعب الفلسطيني وعاصمتها القدس، لن يكون من الممكن تحقيق السلام في منطقتنا".واكد العاهل الاردني خلال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على ضرورة تحقيق تقدم في جهود حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي استنادا الى حل الدولتين، ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وبما يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا وتخوض الادارة الامريكية في هذه الايام محادثات في كل من الاردن والامارات والسعودية ومصر وقطر واسرائيل يقودها كل من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، وجيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط لوضع اللمسات الاخيرة على مايسمى" صفقة القرن" كما تقول الادارة الامريكية.
فيما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم، عن إحراز تقدم كبير في الشرق الأوسط لكنه رفض الإفصاح عن موعد طرح البيت الأبيض لخطته للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال لقائه مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في واشنطن.