![]() |
الأربعاء 1 آب 2018 17:57 م |
الرئيس عون ترأس احتفال تخريج ضباط دورة فجر الجرود: عازم على التعاون مع الحريري على اخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة دون تهميش اي مكون |
* جنوبيات
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن "الجيش يظل المرجعية الأكثر ثباتا عند الأزمات"، متعهدا بأن "يكون دوما إلى جانبه وجانب قيادته في سعيها إلى تحصينه، وتطوير قدراته القتالية، وتسليحه بأحدث العتاد والمعدات والتجهيزات". ووجه الرئيس عون، تحية إلى شهداء عملية "فجر الجرود"، معتبرا "أن العملية العسكرية النوعية التي قام بها الجيش للقضاء على الإرهابيين، والتي أجمع العالم بأسره على حرفيتها ودقتها، أكدت أهلية مؤسستنا العسكرية واكتسابها ثقة دولية". وفي الملف الحكومي، أكد رئيس الجمهورية عزمه على أن "تكون الحكومة العتيدة جامعة للمكونات اللبنانية، دون تهميش أي مكون، أو إلغاء دوره، ودون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف"، مشددا على "ألا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة". وقال: "أود أن أجدد تأكيد عزمي، بالتعاون مع دولة الرئيس المكلف، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهنا على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، لأن أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن، هو خيانة للوطن وآمال الناس". وحدد الرئيس عون أهداف المرحلة المقبلة بالعمل على "النهوض بالوطن والاقتصاد، وقطع دابر الفساد، وقيام الدولة القوية والقادرة، وإغلاق ملف النازحين بعودتهم الآمنة إلى بلادهم"، معبرا في هذا المجال عن امتنان لبنان "للمبادرات التي تهدف إلى اعتماد اجراءات عملية تؤمن عودة آمنة للنازحين. وعلينا ملاقاتها بجهوزية تامة بما يحقق الهدف المنشود منها". وإذ اعتبر رئيس الجمهورية "أن دور الجيش ما زال كاملا في حماية الجنوب من أطماع إسرائيل، بالتعاون الكامل والمنسق مع القوات الدولية"، اكد ان كل محاولات اسرائيل "لن تحول دون عزمنا على المضي في الاستفادة من ثروتنا النفطية، وقد بتنا على مشارف مرحلة التنقيب، التي ستدخل لبنان في المستقبل القريب إلى مصاف الدول النفطية". مواقف رئيس الجمهورية جاءت في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال، الذي ترأسه قبل ظهر اليوم لتقليد السيوف للضباط المتخرجين في دورة حملت اسم "دورة فجر الجرود"، لمناسبة العيد الثالث والسبعين للجيش اللبناني في الأول من آب، وذلك في الكلية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية، والذي دعا اليه قائد الجيش العماد جوزاف عون، وحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، وعدد من الوزراء والنواب وعميد واركان السلك الديبلوماسي والملحقين العسكريين العرب والاجانب المعتمدين في لبنان، ووفد من قيادة "يونيفيل"، وعميد السلك القنصلي واركان السلطة القضائية، وكبار الموظفين المدنيين والعسكريين ونقباء المهن الحرة، وممثلو المرجعيات الدينية والروحية، ورؤساء الجامعات والبلديات، اضافة الى عائلات الضباط المتخرجين.
وقائع الاحتفال وعند التاسعة، وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فعزفت الموسيقى عزفة التأهب، وبعد تقديم السلاح عزف لحن التعظيم، ثم النشيد الوطني، ووضع الرئيس عون إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء ضباط الجيش داخل حرم الكلية الحربية يحيط به وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان وقائد الكلية الحربية العميد الركن جورج الحايك. وعزفت الموسيقى لحن الموتى ولازمة النشيد الوطني، ولازمة الشهداء، فيما ردد تلامذة الضباط عبارة "لن ننساهم أبدا" ثلاث مرات على إيقاع الطبول. ثم توجه الرئيس عون الى المنصة الرسمية لتبدأ وقائع الاحتفال بمرور تشكيلات تابعة للقوات الجوية، تضمنت: سرب مقاتلات من نوع Super Tucano التي تستعمل لمهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بقنابل وصواريخ موجهة عالية الدقة وتشارك للمرة الاولى في العرض، سرب طوافات Bell تستعمل للعمليات المجوقلة، الاخلاء الطبي وقصف القنابل، سرب طوافات نوع Puma تستعمل لتنفيذ مهمات النقل والدعم الجوي القريب وقصف القنابل، سرب طائرات من نوع Cessna تستعمل لمهمات الاستطلاع وقصف الاهداف بواسطة صواريخ موجهة عالية الدقة، سرب طوافات نوع Gazelle تستعمل لتنفيذ مهمات الدعم الجوي القريب ومجهزة بصواريخ موجهة عالية الدقة، وحملت بعض الطوافات الأعلام اللبنانية وأعلام الجيش. ثم تم تسليم بيرق الكلية الحربية من الدورة المتخرجة الى طليع السنة الثانية. بعد ذلك تقدمت الدورة المتخرجة وهي تنشد نشيد الكلية الحربية ووقف افرادها في منتصف الملعب حيث تقدم طليع الدورة السابقة من رئيس الجمهورية، وطلب تسمية الدورة المتخرجة قائلا: "باسم هؤلاء الفتيان اطلب تسمية دورتهم دورة فجر الجرود". ورد الرئيس عون: "فلتسم دورتكم دورة فجر الجرود".
قراءة المراسيم وتسليم السيوف وعلى الاثر، سلم الرئيس عون الضباط المتخرجين للعام 2018 السيوف، تقدم بعدها علم الجيش امام رئيس الجمهورية، ثم تقدم طليع الدورة المتخرجة الملازم في قوى الامن الداخلي جورج فؤاد عطالله وأقسم اليمين الآتية: "أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان". وردد الضباط المتخرجون "والله العظيم".
كلمة عون
"أيها الضباط المتخرجون،
أيها العسكريون،
أيها الضباط المتخرجون، أيها اللبنانيون، وصوت اللبنانيين الذي تمثل في مجلس النواب، يجب أن ينعكس أيضا على تشكيل الحكومة العتيدة. وكلنا تصميم في هذا الإطار ألا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة. فعزمنا واضح، وهو أن تكون هذه الحكومة جامعة للمكونات اللبنانية، دون تهميش أي مكون، أو إلغاء دوره، ودون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف. وإذا كان بعض المطالب قد أخر حتى الآن تشكيل الحكومة، في مرحلة دقيقة ومليئة بالتحديات بالنسبة إلى لبنان، فأود هنا أن أجدد تأكيد عزمي، بالتعاون مع دولة الرئيس المكلف، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهنا على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، لأن أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن، هو خيانة للوطن وآمال الناس الذين عبروا في صناديق الاقتراع عن خياراتهم وتطلعاتهم. وأنا ملزم بحكم مسؤولياتي كرئيس للجمهورية، على احترامها وعدم السماح بالتنكر لها.
أيها الضباط المتخرجون،
أيها الضباط المتخرجون، وإلى أهلكم اقول: يحق لكم اليوم أن تفخروا وأنتم ترون أبناءكم يتسلمون الأمانة، أمانة الحفاظ على الأرض والذود عن الوطن مهما غلت التضحيات. أشارككم الفخر والعنفوان، واشاركم أيضا الآمال المعقودة على أبطال جيشنا كما على كل شبابنا، فهؤلاء هم لبنان الاتي، وبهمتهم سيبزغ فجر الوطن. عشتم، عاش الجيش، وعاش لبنان".
عرض التحية بعد انتهاء عرض التحية، أمر طليع الدورة المتخرجة بتوشيح الحسام ثم بغمده، وسار الضباط المتخرجون وهم ينشدون نشيد الجيش، ولدى وصولهم الى نهاية الملعب رمى الضباط قبعاتهم وسط تصفيق الحضور. وعلى الاثر تقدم قائد العرض من الرئيس عون معلنا انتهاء الاحتفال.
الصورة التذكارية
السجل الذهبي كما دون الرئيس بري الكلمة الاتية: "لبنان ليس جيشا ولا لبنان بدون جيش". ودون الرئيس الحريري الكلمة الاتية: "تحية الى الجيش في عيده السنوي الثالث والسبعين. نتذكر في هذا اليوم، وكل يوم شهداءنا الضباط والعسكريين، وتضحيات كل فرد من قواتنا المسلحة ليبقى لبنان سيدا حرا مستقلا، ولتبقى الدولة فوق الجميع وراعية وضامنة للجميع، وليبقى الامان والاستقرار لكل اللبنانيين". ودون الوزير الصراف الكلمة الآتية في السجل: "اليوم يقف اللبنانيون جميعا ليؤدوا التحية الى اهل الشرف والتضحية والوفاء تقديرا لبطولاتهم. في كل يوم، ننحني امام الجهود التي يبذلها جيشنا للحفاظ على الامن والاستقرار على امتداد مياحة الوطن. في هذا اليوم الذي تمتزج رائحته برائحة الكرامة والعزة والعنفوان، اتوجه بالمعايدة الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ربان السفينة، والى قيادة الجيش والى جميع الضباط وافراد الجيش اللبناني، والى عائلاتهم وعائلات الشهداء الذين حفروا اسماءهم على لوحة من مجد بدم الشهادة من اجل ان يحيا الوطن". وعلى الاثر غادر رئيس الجمهورية الكلية الحربية مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
كتيب للمناسبة المصدر : جنوبيات |