الأحد 19 آب 2018 12:27 م

تركيا محطة العيد للطرابلسيين بعدما كانت سوريا


قبل الازمة السورية كانت وجهة الطرابلسيين عند حلول الاعياد الى المدن السورية لشراء كل لوازم وحاجيات العيد من ملابس وحلويات وأطعمة، اما اليوم فقد تغيرت وجهة الطرابلسيين حيث شكلت تركيا في الأشهر الاخيرة محطة هامة للطرابلسيين وبات العديد يقصدها بالسفر عبر الطيران او البواخرللتبضع في الاعياد حتى باتت المدن التركية بديلا عن المدن السورية.

منذ اندلاع الازمة السورية غزت المنتوجات التركية اسواق مدينة طرابلس الا ان الاسعار المرتفعة غير المنضبطة دفعت ببعض الطرابلسيين الى السفر لشراء حاجاتهم من منبعها الام في تركيا لهدفين الاول زيارة الاثار العثمانية التاريخية والثاني شراء حاجاتهم بأقل كلفة ممكنة.
في ظل هذه الظاهرة التركية تشهد اسواق طرابلس التاريخية تراجعا ملحوظا في الحركة التجارية نتيجة الوضع الاقتصادي المتدهور وفي وقت تعتبر مدينة طرابلس الاكثر معاناة من تفشي البطالة فيها.
ومن جهة ثانية تشكل المؤسسات التجارية التي افتتحت مؤخرا في ضواحي المدينة عاملا منافسا للاسواق التراثية، وتشير مصادر متابعة ان المدينة تستوعب المزيد من المؤسسات التجارية خصوصا انها ما زالت مقصدا لكل الاقضية والقرى الشمالية نتيجة التنوع والجودة واسعار تناسب كل الفئات الشعبية عدا عن اعتياد اهالي الاقضية الشمالية على ارتياد الاسواق الطرابلسية وفي هذه الايام اثر انتشار المنتوجات التركية فيها.
واعتبرت اوساط شعبية ان الطرابلسيين رغم الاوضاع الاقتصادية الصعبة الا ان التحضيرات للأعياد تجري على قدم وساق غير ان هذه التحضيرات تكون متفاوتة حسب الاوضاع الاجتماعية. فمعظم العائلات الفقيرة تسعى الى تحضير حلويات العيد في منازلها والمعمول على انواعه واشكاله يحتل مساحة كبيرة من اهتمام الاهالي.
اما بالنسبة لإقبال شريحة واسعة من الطرابلسيين على السفر الى تركيا وشراء حاجاتها فتعتبر اوساط طرابلسية ان السبب هوالبحث عن التوفير فقط فتكلفة السفر في الطيران تبدأ من 300 دولار اضافة الى اجرة الفنادق لكن السبب الرئيسي هو ما يشعر به الطرابلسيون من اختناق حيث الحدود الوحيدة كانت أمامهم هي الحدود السورية وبعد غياب هذا المتنفس تحولت وجهتهم الى تركيا
ولفتت المصادر الى ان الاتجاه الى اسواق تركيا ازداد في الآونة الاخيرة لعدة اسباب ابرزها:

اولا - ان هناك جمعيات طرابلسية تعنى بالعلاقات الثنائية بين طرابلس وتركيا وانجزت لهذه الغاية اتفاقات اقتصادية وثقافية واستحصلت على تسهيلات تركية خاصة بالمواطنين الطرابلسيين وتعمل هذه الجمعيات على التسويق لزيارة تركيا والتسوق منها والسياحة فيها.
ثانيا - ان تدني الاسعار التركية شجع المواطنين الطرابلسيين خاصة والشمالييين واللبنانيين عامة على التسوق من تركيا نظرا لسهولة السفر اليها بحيث باتت الكثير من المدن التركية تغص بالزوار الطرابلسيين والشماليين على غرار ما كان يحصل في حمص والمدن السورية.
ثالثا - تشجيع الجمعيات ودعمها لليرة التركية مؤخرا كما تشجيع العديد من التجار الطرابلسيين لدعم تركيا في ازمتها الاقتصادية والحصار الاميركي المفروض عليها بحيث عمد الكثير من التجار الى اعتماد العملة التركية بدلا من الدولار.
ولوحظ ان حركة العيد التجارية في اسواق طرابلس قد شهدت اقبالا على المحلات التي تبيع الالبسة والمنتوجات التركية التي حلت محل الالبسة والمنتوجات السورية.

المصدر :الديار