بدأت الحماوة الانتخابية تزداد شيئاً فشيئاً في الجنوب، بعدما أعطى كلّ من "حزب الله" و"حركة أمل" الإشارة لمرشحيهما في القرى والبلدات الجنوبية لتقديم طلبات الترشيح الرسمي، وذلك بعد موافقة كلّ طرف على الأسماء التي ستمثله في المجالس البلدية والاختيارية للسنوات الستّ المقبلة.
وإذا كانت بورصة المرشحين لم تتخطّ المئة مرشح حتى الآن في قضاء النبطية، جلّهم من المستقلين، فإنّ مصادر رسمية وأخرى حزبية توقعت أن تتصاعد وتيرة الترشيحات هذا الأسبوع، خصوصًا أنّ القوى الحزبية تعمل على تظهير اللوائح واختيار الأسماء من الحزبيين والمناصرين والعائلات، مرجّحة أن تكون ساعة
الذروة لتقديم الترشيحات أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في 9 و10 و11 أيار
ولفتت المصادر إلى أنّ عملية اختيار الأسماء من قبل الأحزاب اكتملت، وتبقى عملية التبديل للأكفأ والأنسب والأقدر وذلك بالتنسيق بين كلّ عائلة والقوة الحزبية المحسوبة عليها، علماً أنّ الماكينات الانتخابية في كلّ بلدة ولكلّ جهة حزبية بدأت بتسليم أسماء المرشحين إلى الماكينة المركزية في قضاء النبطية.
القديم على قدمه؟!
وبحسب المعلومات فقد أبقى "حزب الله" على لائحته المرشحة لبلدية النبطية برئاسة رئيس البلدية الحالي أحمد كحيل، مع تغييرات طفيفة في الأسماء، وكذلك فعلت "حركة أمل" التي أبقت على نائب رئيس البلدية الحالي محمد جميل جابر، الذي ستختاره أيضًا لمواصلة مهامه في رئاسة اتحاد بلديات الشقيف، على ان يكون اتحاد بلديات اقليم التفاح من حصة "حزب الله".
وأكدت مصادر متقاطعة بين "أمل" و"حزب الله" أنّ التنسيق بينهما وبين العائلات والأحزاب التي تدور في فلكهما، أي "القومي" و"البعث"، قائم على أكمل وجه، نافية وجود أيّ مطبّات أمامهما في قضاء النبطية، باستثناء ما استجدّ في بلدة كفررمان، في وقتٍ رشح "الحزب القومي السوري الاجتماعي" عضو قيادته في الجنوب طارق بيطار لعضوية بلدية النبطية على لائحة التوافق "أمل – حزب الله"، كما اعلن اسماء مرشحيه لعضوية بلدية الدوير وبينهم المسؤول الاعلامي للقومي في النبطية الدكتور وسام قانصو على لائحة التحالف كذلك الأمر.
صورة ضبابية...
وفي ما يتعلق ببلدة كفررمان، كشفت المصادر أنّ الصورة فيها لا تزال ضبابية، على أن تنقشع تماماً خلال الساعات القليلة المقبلة، في ما يتعلق بإمكانية التوافق مع الحزب الشيوعي اللبناني، علماً أنّ ابن البلدة النائب عبد اللطيف الزين لعب دورًا مهمًا للوصول الى لائحة توافقية لا يبدو انها تلوح في الافق. ففي كفررمان بلدية مؤلفة من 15 عضوا تتولى رئاستها "حركة أمل" مع تسعة اعضاء بينهم نائب الرئيس، ودخلت عوامل جديدة ان طردت "أمل" رئيس البلدية كمال غبريس من صفوفها التنظيمية، الا انه يردد انه سيترشح للانتخابات المقبلة على رأس لائحة يختارها من العائلات.
أما "الحزب الشيوعي"، فأشارت المصادر إلى أنّ شروطه للانضمام للائحة التوافقية تقضية بإعطائه أربعة أعضاء ونائب الرئيس على اساس ان يكون رئيس البلدية مداورة بينه وبين "أمل" ثلاث سنوات بثلاث سنوات، مع مختار من 3 مخاتير في البلدة ايضا. ولفتت المصادر إلى أنّ "امل" وافقت على اعطاء الشيوعي 3 اعضاء بلدية ونائب الرئيس ومختار، الا انها ابلغته ان رئاسة البلدية تبقى من نصيبها على مدى ست سنوات.
شروط تعجيزية؟
من هنا، حسم مصدر شيوعي في كفررمان ان المؤشرات تدل على ان لا اتفاق بلدي بين الاحزاب والعائلات في كفررمان وهو حتما لا يتحالف مع كمال غبريس لانه لا يتحالف مع اشخاص، ويرى ان الطرف الاخر "أمل وحزب الله" يفرض شروطا تعجيزية عليه، لذلك فهو يميل إلى خوض المعركة وحيدا في كفررمان كما فعل في العام 2010.
ولكنّ مصدراً مقرّباً من "أمل" استغرب مقولة "الشروط التعجيزية"، وأكد أنّ الحركة ستبقى تعمل على التوافق حتى اللحظة الاخيرة ما قبل الانتخابات على اساس ان يكون الاتفاق بين الحركة وحزب الله هو ارضية التوافق مع كل الاطراف الاخرى، والحركة يدها ممدودة للجميع وصدرها رحب لمشاركة الجميع على اساس ان تكون مصلحة كفررمان هي العليا.
أجواء ودية
وكان رئيس الماكينة الانتخابية لحركة "أمل" في قضاء النبطية النائب هاني قبيسي قد التقى النائب عبد اللطيف الزين في منزله بحضور ممثلي "أمل" و"حزب الله" و"الشيوعي" في البلدة والجمعيات والاندية بهدف الوصول الى لائحة توافقية بلدية في كفررمان.
وكشفت مصادر مواكبة للاجتماع " أنّه كان ودياً، وهدفه الوصول الى تفاهم وتحاور مع كل الاطراف السياسية في بلدة كفررمان من اجل انتاج مجلس بلدي متجانس يمثل كل العائلات والشرائح السياسية ويعمل لانماء البلدة وخدمتها.
وبحسب المعلومات، فقد أكد النائب قبيسي خلال الاجتماع ان حركة "أمل" جاهزة للتحاور والتشاور مع الجميع من دون شروط وشروط مضادة من اي طرف على اي طرف اخر، وان التوافق بين حركة "أمل" و"حزب الله" هو استكمال وتتمة لقرار العائلات.
في المحصّلة، يبقى التوافق سيّد الموقف في الجنوب، مع بعض الاستثناءات التي تلوح في الأفق، ليبقى السؤال عمّا إذا كان الوقت الفاصل عن المعركة الانتخابية سيحمل معه مفاجآتٍ ما، أم أنّ الأمور لن تخرج عن دائرة التوقعات...