السبت 8 أيلول 2018 09:06 ص

د. طلال حمود: ليلة الحشر في مطار بيروت الدولي .. إلى متى صرخات وآهات مواطني لبنان؟


* طلال حمود

الاصدقاء الكرام الف تحية والف سلام ولن اروي لكم ما عانيته ليلة البارحة من إذلال وقهر وعذاب في مطار بيروت بحيث انني كنت متجه الى مؤتمر طبي في هونغ كونغ ، حيث كان المشهد اكثر من مأساوي وحقيقة انك تشعر بأننا نعيش في دولة لا تقيم اي وزن واي قيمة لشعبها وكان المنظر لافت إن من ناحية الفوضى والإهتراء والضياع والإستخفاف ( والإستخراء )وعفوا على الكلمة التي استعملتها في اخر الجملة من قبل مسؤولين لا يقيمون اي قيمة للإنسان ويعاملون الرعايا على انهم اقل من قطيع ماعز او مجموعة من البرغش او الذباب ؟ فكيف يعقل ان يتوقف جهاز إدخال المسافرين على الكومبيوتر لمدة اكثر من اربعة ساعات ( هذا ما اعلنوا عنه ليحفظوا ماء وجههم ؟) دون ان يكون هناك جهاز بديل او جهاز مساند او او او؟ واين هي وزارة الاشغال او المسؤولين عن المطار لكي ينتظر اكثر في من عشرين الف مسافر في قاعات المطار مكدسين فوق بعضهم البعض لمدة ٨ ساعات او امثر دون مكيفات ودون اي تحرك جدي من قبل اجهزة الدولة ؟ ولماذا لا يستقيل المسؤولين عن كل هذه الفضيحة المدوية مطار طويل عريض بتكلفة ملاينن الدولارات دون اجهزة كمبوتر متطورة واجهزة للحالات الطارئة في حال الحاجة! والله لو حدث ذلك في اية دولة تحترم شعبها لكانت الحكومة كلها استقالت دون اي إنتظار لأنني مثلا ومثلا واحدا فقط علمت عن استقالة ثلاث وزراء في بلغاريا مؤخرا ذهب ضحيته ١٧ ضحية من المواطنين البلغار وبلغاريا تعتبر طبعا دولة متخلفة نسبيا مقارنة بغيرها من الدول! وارسلت لكم مؤخرا كيف ان وزير الكهرباء في اليابان بقي منحنيا امام كل وسائل الاعلام وامام شعبه لمدة ه دقائق وهي المدة التي انقطعت فيها الكهرباء عن منطقة من بلاده ! كذلك ارسلت لكم مؤخرا رسالة ارسلتها وعلقتها ادارة احد الاوتيلات الفخمة في طوكيو تعتذر بشدة من زبائن الاوتيل لأن الانترنت سيتعطل لمدة دقيقة واحدة - نعم دقيقة واحدة، مما قد يسبب الإزعاج للزبائن في هذه الفترة التي تعتبر طويلة جدا واكثر من خطيرة بالنسبة للحكومات والمؤسسات التي تحترم شعوبها !؟ فبالله عليكم هل تمسح الحام عندنا وما هو هذا المرض العضال الذي اصاب ضميرهم وقد تتسآل احيانا هل في الاساس عندهم ضمير؟ يتركون الناس تموت في الشوارع بحوادث السير دون محاسبة؟ يتركونهم يموتون على ابواب المستشفيات او في داخلها دون محاسبة؟ يتبهدلون في مراكز الضمان وفي كل الدائر الرسمية دون إستثناء دون محاسبة؟ يسمسرون على ظهورهم في كل المشاريع بحيث ان الذي يدفع حقا وفعلا في اي مشروع ينفذ في البلد لا يتجاوز ال ٢٠ بالمئة من قيمة اي مشروع دون محاسبة ولا مراقبة ؟ ويزفتون الطريق اول شهر ليعودوا ويحفروا فيه بعد شهر او احيانا اقل لأن شركة المياه او الكهرباء او الهاتف نسيت ان تمرر إمدادتها تحت الطريق قبل الزفت؟! اللائحة طويلة وطويلة وقد اكتب ونكتب عنها المطولات ولكن هذه الممارسات وهذا الإستخفاف بأمور الموطنين يجعلنا جميعا نكفر به ونفكر حقا في تركه فعلا وللهجرة او الإنتحار عن اليائسين او لتشكيل مافيات سرقة وقتل وتجارة غير مشروعة في بعض المناطق؟ فالفقر كافر ويجب عليهم سريعا التفكير بالحلول قبل ان يصيبنا ما يصيب البصرة والعراق وقد قال الكثيرون وقيل الكثير عن لبننة العراق وحذار اليوم من عرقنة لبنان ؟ لأن للصبر حدود وللإستحمار ( مع المعذرة ) حدود وللإستخفاف بعقول الناس وكراماتهم ايضا حدود ؟ وللدلع والولدنة في إدارة شؤون الناس حدود ؟ فمتى سيصحى ضمير حكامنا وهل في الحقيقة عندهم ذرة من الضمير او اي إحساس بمآسي هذا الشعب لكي ننتظر المعجزة ! واية معجزة ؟ د طلال حمود ملاحظة : قد يكون هناك بعض الشرفاء والوطنيين في الطبقة السياسية الحاكمة لكننا لا نرى لهم فعلا ولا صوتا ولا زمهريرا في هذه الغابة التي اسموها لبنان .

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات