الخميس 5 أيار 2016 13:56 م

في مئوية شهداء الصحافة... الصحف اللبنانية ليست بخير


* بقلم مستشار نقابة المحررين أحمد ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ

يأتي عيد شهداء الصحافة واليوم العالمي لحرية الصحافة في ظل ظروف صعبة تزداد يوماً بعد يوم نتيجة انعكاس الحريق العربي على حرية الكلمة والرأي في لبنان والوطن العربي، إذ لا يمر أسبوع إلا وتسجل فيه انتهاكات واعتداءات وأعمال قمع بحق الصحافيين العرب واللبنانيين وسط فوضى مهينة عارمة بسبب غياب القوانين والقيم وعدم التزام مئات الصحافيين بأدبيات المهنة. فقد بات الإعلام اللبناني والعربي جزءً من الصراع القائم في المنطقة العربية ضمن اصطفافات سياسية.
الصحف اللبنانية التي لعبت دوراً بارزاً خلال أكثر من قرن من الزمن في نشر الحرية والدفاع عن القضايا اللبنانية والعربية وخصوصاً القضية الفلسطينية، وخوضها معارك من أجل حرية الكلمة والرأي تمر اليوم بأخطر مرحلة في تاريخ الصحافة، وهي معرضة للتوقف بسبب الضائقة المالية وغياب القرار السياسي الرسمي بدعمها وحمايتها في وقت يتربع الإعلام الاكتروني في لبنان والوطن العربي والعالم على العرش نتيجة ثورة التكنولوجيا.
الأوطان بحاجة إلى ثلاثية الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع، والجميع بحاجة إلى بعضهم البعض  لخدمة القضايا الوطنية والقومية.
في العيد المئة لشهداء الصحافة الذين سقطوا منذ العام 1916 وحتى اليوم كي ننعم بالحرية  التي لم نعرف قيمتها كلبنانيين، فقد استخدمها البعض سلاحاً مذهبياً وطائفياً.
في العيد تحية إلى أرواح شهداء الصحافة ... وتحية مماثلة إلى الزملاء الذين يتعرضون للصرف التعسفي من مؤسساتهم الإعلامية الذين كرسوا حياتهم لتطويرها حيث باتت تحتل المراتب الأولى بين الصحف العربية.
للأسف الوقائع تشير إلى أن الآتي أعظم على صعيد مستقبل الصحف والمحررين العاملين فيها.
عذراً على هذا التعبير في ذكرى الشهداء والشهادة مهنة المتاعب والمخاطر. ليست وفية لمئات الصحافيين اللبنانيين الأوفياء.
ستبقى حرية الكلمة القضية الأولى للصحافيين اللبنانيين في أي موقع كانوا فيه للدفاع عنها.

 

المصدر : جنوبيات