رندة الزوراغلي (24 عاماً) لبنانية تخرجت من الجامعة في اختصاص Graphic Design إلا أنها برعت في الرسم أيضاً وبطريقة مختلفة وعصريّة. في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول: "منذ صغري وأنا أهوى الرسم. وعندما كنت في المدرسة بدأت بمحاولة رسم الشخصيات الموجودة في قصص الأطفال إلى أن استطعت رسمها بطريقة جميلة، وكانت تشجعني والدتي على ذلك، واستمريت في الرسم ولكن لم أكن أرسم بطريقة علميّة إلى أن التحقت بالجامعة عندها تعلمت طريقة مزج الألوان بشكل صحيح كما أنني تعرفت على المدارس الفنيّة المختلفة والشائعة في العالم، وبدأت بعدها بتطوير نفسي حتى صرت أستطيع الرسم بشكل علمي دقيق".
تضيف: "أنا أتبع في رسوماتي "المدرسة الوحشيّة" وهي مدرسة فنيّة بدأت في مطلع القرن العشرين، وهي اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته وتعتمد بشكل أساسي على استخدام اللون مباشرة من الأنبوب ولا يتم خلطه بالماء أو أي مادة أخرى".
تُشير الزوراغلي إلى أنها تهوى رسم البورتريه للشخصيّات "ولكن بطريقتي الخاصّة، حيث إنني لا أرسم التفاصيل الدقيقة للشخصية، بالعكس أحب أن أجردها مع الحفاظ على الملامح الأساسيّة والاعتماد على الألوان، وقد أكون قد تميّزت عن الآخرين في هذا النوع من الرسم، وعادة من يشاهد هذه الرسومات يحبها رغم ندرتها لأن الشخصية المرسومة قد تعني لهم الكثير فيحاولون اقتناءها".
تقول: "على الرغم من أن أعمالي ليست من المدرسة التجريدية إلا أنني أعتمد على تجريد الصورة وذلك من خلال ما تعلمته في اختصاص Graphic Design والذي يعتمد على التجريد وطبقت الفكرة على رسومات البورتريه وكانت النتيجة ممتازة رغم غرابة الشكل ولكن الناس أحبت لوحاتي". تستخدم الزوراغلي في الرسم الإكليريك والألوان المائية، إلا أنها تفضل المائيَة لأنها تساعد أكثر في الرسم، وتترجم الإحساس باللوحة أكثر من أي نوع آخر.
من ضمن الشخصيات التي تحب رسمها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والكاتب غسان كنفاني، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الوطنية الفلسطينية والعربية بشكل عام، وتعلّل ذلك لأنها تحب هذه الشخصيات ولكن أرادت أن ترسمها بطريقة مختلفة مبتكرة وغير تقليدية.
وتبرع الزوراغلي بالرسم من خلال الخط العربي وخاصة الخط الكوفي لأنه يعتمد على الخط المستقيم، وتستطيع من خلاله رسم خارطة فلسطين حيث يمكن تشكيله ليصير لوحة فنيّة مع الحفاظ على قواعده، كما ترسم لوحات مزخرفة لأقوال وجمل لتصير لوحة فنيّة من الخط العربي. هنا، نلاحظ أن الخط العربي، سواءً الكوفي أو غيره، يشكّل عاملاً مهماً في بناء اللوحات، فلا يكون عملاً حروفياً وحسب، وإنما يتم الاستناد إلى الحرف ليشكّل شيئاً آخر؛ أي الوجوه.
تختم بالقول: "طموحي أن تصل رسوماتي إلى أكبر عدد من محبي الفن التشكيلي لأنني اعتبر طريقتي في الرسم نادرة الوجود، وأتمنى انتشار هذه الطريقة لأنه في يوم من الأيام قد أصل إلى الشهرة من خلال تقديم هذا الفن الذي أتميّز به".