تناقل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي منذ أكثر من شهر معلومات تفيد بأنّ زلزالاً كبيراً سيضرب اسطنبول وسيكون له ارتدادات كبيرة على المنطقة. وأشارت المعلومات التي نقلها موقع "الأناضول نيوز" عن المرصد التركي إلى تحذيرات خطيرة وُجّهت إلى لبنان بشأن حتميّة وقوع زلزال مدمّر في العاصمة بيروت لأنّها تمرّ على "الفالق 49" الذي يمتد نحو دمشق مروراً بخط جبلي لكنّه يتركّز على منطقة العاصمة بيروت نظراً إلى أنّها الأقرب إلى "الفالق 49".
وقد أشار المرصد التركي إلى أنّ السفن التركيّة والغوّاصات رَصَدَت براكين من النار قد انفتحت قبالة اسطنبول وهي تمتد باتجاه بيروت. كما أوضح أنّ مدينة حيفا في فلسطين مهدّدة بزلزال قوي. وذكرت الأنباء أنّه "لا يمكن التكهّن بحجم قوة الزلزال قبالة العاصمة بيروت ومدينة حيفا، لكن يمكن التأكيد أنّ قوّة الزلزال في إسطنبول هي 7.4 أمّا بالنسبة لبيروت وحيفا فليس عندنا أرقاماً يمكن تحديدها للزلزال الذي سيضربهما".
لاستيضاح الأمر، والوقوف على مدى خطورته أو جدّيته، اتصل موقع "ليبانون فايلز" بمسؤول الشبكة الزلزالية في مركز البحوث العلمية (بحنس) رشيد جمعة، الذي نفى بشكل تام ما يتمّ تداوله وترويجه.
يقول جمعة في حديث لموقعنا إنّ "كل هذه المعلومات غير صحيحة، ومن الممكن أنْ يكون هناك دراسات حول هذا الموضوع لكن لا أخبار موثوقة، ولا يمكن أنْ نعرِف مسبقاً إنّ كان مثل هذا النوع من الزلازل سيحصل فعلاً".
وأضاف: "لم يصلنا أيّ تحذير من أيّ نشاط زلزالي قد يضرب بيروت، ونحن دائماً نرصد الحركة الزلزاليّة ليس فقط في لبنان والمنطقة إنّما حول العالم أيضاً وبشكل مستمرّ 24/24".
وتابع: "لا يمكن الحديث عن مثل هذه الرسائل أصلاً، لأن التنسيق موجود دائماً بيننا وبين مراصد المنطقة ومن بينها المرصد التركي".
وقال جمعة: "هناك آلات نسجّل عليها الهزّات التي تحصل أو أيّ نشاط زلزالي على غرار باقي المراصد في المنطقة والعالم ونذهب بهذه التسجيلات إلى المرصد الأوروبي ومركزه في فرنسا حيث يتمّ تحليل كل التسجيلات التي تُرسَل". وأردف: "مراقبتنا مستمرّة ولا يوجد أيّ طارئ اليوم يستدعي كل هذا الكلام أو البلبلة".
وكانت هذه المعلومات قد حذّرت من أنّ 30 ألف تركي معرّضون للموت في اسطنبول بسبب زلزال سيضرب هذه المدينة الكبرى بقوّة 7.4 على مقياس "ريختر" ويسبب هجرة مليون ونصف مليون من سكانها من جرّاء الدمار في منازلهم. وقد أكّدت المعلومات التي نشرها موقع "اناضول نيوز" أنّ تركيا بدأت فعلاً التحضير لـ250 ألف خيمة لإيواء الذين سيهربون من الزلزال للسكن في الخيم كما أنّها تحضّر مئة ألف خيمة إضافيّة جاهزة للتركيب فوراً. هذه المعلومات الواردة نفسها دفعت بجمعة إلى التهكّم من جديّتها: "منذ متى يمكن توقّع موعد حصول زلزال ودرجته وعدد الضحايا الذي سيقع خصوصا انّ ايّ حركة زلزالية واضحة في المنطقة"؟