الاثنين 8 تشرين الأول 2018 19:32 م |
مندوبة لبنان لدى الاونسكو في افتتاح دورة المجلس التنفيذي: لبنان وضع معرض طرابلس الدولي على اللائحة التأشيرية للتراث |
* جنوبيات
ألقت المندوبة الدائمة للبنان لدى الاونسكو السفيرة سحر بعاصيري كلمة لبنان في افتتاح الدورة الحالية للمجلس التنفيذي الذي يشغل لبنان فيه منصب نائب الرئيس، ممثلا المجموعة العربية أيضا. واستهلت بعاصيري كلمتها بالقول: "إن المجموعة العربية تتمسك بالأهداف والمهمات التي قامت من أجلها الأونسكو وتعتبر ان دورها محوري أكثر من أي وقت مضى في مواجهة التحديات الجسيمة في مجالات اختصاصاتها. وتؤكد التزامها التعاون معها في هذه المجالات وفي المبادرات التي تعزز حضورها في إطار التشاور والتنسيق الدائم بين الأمانة والدول الأعضاء. ومن المنطلق نفسه تنظر المجموعة إلى عملية التحول الاستراتيجي في المنظمة وتتابع باهتمام بالغ تطورها ومجموعات العمل وتثني على اتخاذ الخطة مسارا من الشفافية والتنسيق مع الدول الأعضاء وتتمنى استمراره". أضافت: "تتابع المجموعة باهتمام عددا من الملفات الأساسية مثل تفعيل البرامج الخاصة بدور التربية والتعليم في مواجهة التطرف العنيف وملف إصلاح برنامج ذاكرة العالم ومسألة الذكاء الاصطناعي إضافة الى سبل ضمان التوازنات المالية المستدامة للمنظمة. وإذ تثمن المجموعة جهود الأونسكو في فلسطين المحتلة، لا يسعها إلا أن تتساءل مجددا عن القرارات التي لم تجد طريقها الى التطبيق مثل بعثة المتابعة التفاعلية إلى القدس القديمة وأسوارها وعن الاجراءات التي ستتخذ من أجل تطبيق تلك القرارات. وتندد المجموعة بما يتعرض له التعليم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من خلال محاولات تصفية وكالة الأونروا. وتعبر المجموعة عن بالغ تقديرها لمبادرة المديرة العامة المتعلقة بإحياء روح الموصل، وتأمل ان يتم التشاور مع الدول العربية لإطلاق مبادرات مماثلة تعنى بحماية التراث الثقافي المهدد في دول عربية أخرى كاليمن وليبيا وسوريا". وانتقلت بعاصيري إلى كلمة لبنان، فقالت: "قبل سبعين عاما، في 17 تشرين الثاني 1948 استضاف لبنان الدورة الثالثة للمؤتمر العام للاونسكو وكانت مخصصة لفكرة ان شعوب العالم قادرة على العيش معا بسلام وتفاهم رغم اختلافها. وها هو لبنان يعود اليوم ليؤكد على أهمية العيش معا رغم الاختلاف مشددا على الحوار سبيلا لذلك، من خلال مبادرة رئيس جمهورية بلادي في الأمم المتحدة لتأسيس اكاديمية الانسان للحوار في لبنان، مبرزا دوره الخاص كنموذج للتعددية والتنوع والتعايش. وتتلاقى الدعوة إلى الحوار مع هدف المركز الدولي لعلوم الانسان في مدينة جبيل الاثرية (المصنف فئة ثانية) والذي يستعد لانطلاقة جديدة قريبا نأمل أن تكرس دوره في نشر قيم التسامح والاعتدال وحماية الحريات والتنوع في منطقة هي بأمس الحاجة اليها". أضافت: "في السياق نفسه يهمني أن أؤكد دعم لبنان للجهود التي تبذلها المديرة العامة لمحاربة التطرف العنيف. فلبنان استجاب سريعا للدعوة التي أطلقها الامين العام للأمم المتحدة وبلور استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف العنيف أقرها مجلس الوزراء هذه السنة وحددت سبل الوقاية منه وذلك بالحوار والعدل وحقوق الانسان والحكم الرشيد والتنمية المستدامة والتعليم والتواصل وتمكين الشباب. وتعزز هذا التوجه بتكريس لبنان يوم الثاني من تشرين الأول، وهو اليوم العالمي للاعنف، يوما وطنيا لثقافة اللاعنف. وقد أحياه للمرة الاولى وكان تمثال اللاعنف المعروف، أي المسدس المعقود الذي يتصدر مدخل مبنى الامم المتحدة أيضا، يأخذ موقعه في العاصمة بيروت التي عاشت في الماضي القريب حربا مدمرة وخرابا كبيرا. وبيروت هذه تستضيف مطلع تشرين الثاني المقبل مؤتمر الأونسكو لحماية الصحافيين وإنهاء الإفلات من العقاب برعاية رئيس الحكومة". وتابعت: "لكن لا حوار ولا بناء للسلام من دون تعليم نوعي ومتواصل (حسب). وقد جند لبنان كلطاقاته لبلوغ هذاالهدف الرابع لأجندةالتنمية المستدامة رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التربية منذ بداية ازمة النزوح السوري. فعلى مدى سبع سنوات استطاع تأمين 200 الف مقعد دراسي إضافي في مدارسه الرسمية التي صار أكثر من نصف تلامذتها من غير اللبنانيين وتعمل بدوامين أو ثلاثة لتلبية الطلب. ومع هذا لا يزال أكثر من نصف الأولاد اللاجئين في عمر الدراسة خارج المدارس. أضف الان ان الضغط على ميزانية وكالة الاونروا يعني التهديد بفقدان عشرات الالاف من التلاميذ الفلسطينيين حقهم بالتعلم. من هنا الأهمية القصوى لمضاعفة برامج الطوارىء لتلبية الحد الأدنى المطلوب إزاء حجم مشكلة تعليم اللاجئين سواء في لبنان أو غيره". وأردفت: "إن دور منظمتنا في حماية التراث خاص جدا. هو انعكاس لجدلية العلاقة بين الخصوصية والتنوع في انسانيتنا كما في اهمية التواصل بين ماضينا وحاضرنا. وهذا في صلب دور الثقافة في بناء السلام. من هنا وضع لبنان على اللائحة التأشيرية تحفة من العمارة الحديثة هي معرض طرابلس الدولي الذي صممه المعمار البرازيلي اوسكار نيماير في منتصف ستينات القرن الماضي. وأن تكون طرابلس احدى أعرق مدن شرق المتوسط التي تضم أيضا بعضا من أجمل تحف العمارة المملوكية هي التي تحتضن هذا العمل الفريد في الشرق الاوسط، فما هو الا تعبير حي عن معنى التواصل بين الثقافات العالمية كما بين عراقة التاريخ وآفاق الحداثة ودور لبنان فيها. ونأمل أن تنتقل هذه التحفة الى لائحة التراث العالمي قريبا". وختمت: "أختم بسؤالين: أين منظمتنا اليوم من الرسالة التي أوكلت اليها منذ تأسيسها وهي بناء السلام في عقول البشر. وأينها من الرسالة الجديدة التي أوكلت اليها وهي قيادة تحقيق هدف التعليم من اهداف التنمية المستدامة. لا أطرح هذه الأسئلة من باب التشكيك. على العكس، فان بدايات عملية التحول الاستراتيجي والخطوات المقبلة وحيوية في النقاش، لا تعكس الا إرادة لدى الجميع بتحسين أداء المنظمة. لكنني أطرحها من باب الدعوة الصادقة إلى التفكير في جوهر ما تقدمه المنظمة بغية تركيزه وتعزيزه ليكون أكثر فاعلية وتأثيرا ولتبقى الأونسكو رائدة الأفكار وحامية القيم". المصدر : جنوبيات |