أيام قليلة تفصلنا عن موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب، ومعها تعجُّ البرامج الانتخابية بالخطط الإنمائية، التي يطمح إليها أبناء صيدا والمناطق...
برامج تحقّق بعضاً منها، فيما البعض الآخر لا يزال قيد الانجاز بانتظار المجلس البلدي العتيد، ورغم تعدّد الآراء وتشعّبها، لكن يبقى الدور الإنمائي للمجلس البلدي القاسم المشترك لمطالب الناس، فيما التنافس الانتخابي بين لوائح متعدّدة يأتي ضمن اللعبة الديمقراطية، فإن تتابع الانجازات وتطوير مرافق المدينة وتحريك العجلة الاقتصادية فيها فضلاً عن معالجة المشاكل اليومية، كلها شجون مشتركة لأبناء صيدا رغم تعدّد انتماءاتهم...
«لـواء صيدا والجنوب» يُسلّط الضوء على مطالب أبناء صيدا من المجلس البلدي العتيد، حيث عاد بهذه الانطباعات...
استكمال الانجازات
* انجازات هامة حققها المجلس البلدي الحالي برئاسة المهندس محمد السعودي وفق ما أشار نائل الددا بالقول: «لقد حقق المجلس البلدي الحالي انجازات هامة لمدينة صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي، والمطلوب من المجلس البلدي الجديد أن يواصل هذه الانجازات التي اعتدنا عليها، من حيث تحسين الطرقات وأعمال البنى التحتية والحدائق، فضلاً عن تنظيم الورش كي لا تبقى في الأماكن السكنية حيث وعدت لائحة الرئيس السعودي بإجراء دراسة لتغيير أماكن هذه الورش بما يتناسب مع أماكن السكن، فمدينة صيدا حققت انجازاً كبيراً، والمطلوب من المجلس البلدي المقبل أن يعمد إلى تشغيل المستشفى التركي للحروق والصدمات».
* بدوره محمد وليد جويدي دعا إلى «استكمال هذه الانجازات من خلال التجديد لـ «لائحة إنماء صيدا» بالقول: «إن انجازات المجلس البلدي الحالي لا تخفى على أحد، وصيدا بحاجة إلى اهتمام بذوي الدخل المحدود وتشجيع السياحة في المدينة، سواء كانت السياحة الداخلية أم استقطاب السياح من خارج المدينة، والاستثمار في المجال السياحي وخصوصاً الفنادق والمطاعم التي تليق بمدينة صيدا، وإكمال مشروع رفيق الحريري في المدينة من خلال ترميم المدينة القديمة وإنعاشها وخلق وظائف لأبناء المدينة، والبلدية تستطيع القيام بهذا الدور من خلال فريق عمل متجانس، فالمهندس محمد السعودي مع فريق عمله المتجانس تمكّن من تحقيق انجازات هامة وهو يستحق الثقة لولاية جديدة، هذا الانجاز تحقق عندما تكاتف أبناء المدينة لتحقيق الإنماء، وأملنا كبير بالمهندس السعودي الذي سنعطيه صوتنا». وأضاف: «البلد بحاجة إلى استقرار سياسي كي ينعكس إيجاباً على الاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي، والانتخابات هي أمر إيجابي لإحياء الحياة الديمقراطية في المدينة وعلى مستوى لبنان والتأسيس لجيل جديد كي يعتاد على العملية الانتخابية ويشارك فيها، ومعروف أن المناكفات السياسية في لبنان أدَّت إلى تعطيل الرئاسة، فعلينا عزل لبنان عن المخاطر والنيران المحيطة به، والدخول في حوار داخلي يعطي الثقة والطمأنينة للبنانيين، فالرئيس سعد الحريري مدَّ يده للطرف الآخر وهنا على هذا الطرف أن يشعر بأهمية التكاتف لأجل لبنان، وطبعاً اللعبة الديمقراطية والترشّح هو حق ديمقراطي، والتنافس هو تنافس إنمائي».
وختم جويدي: «نحن نرى التحسّن الإنمائي في صيدا وتقدّمها نحو الأحسن من خلال إزالة جبل النفايات، وقد عانينا فترة طويلة من التجاذبات السياسية، وجاء فريق عمل متجانس تمكّن من إزالة هذا الهم عن كاهل أبناء المدينة، وطموحنا أن يتم التركيز على الخدمات والتوعية للمواطنين من خلال الفرز من المصدر، وقيام الشرطة البلدية بدور هام في منع التجاوزات وعلى البلدية استغلال الموارد المتاحة لتطوير المدينة».
تنشيط الحركة التجارية
* الدعوة لتنشيط الحركة التجارية في المدينة، كانت القاسم المشترك بين غالبية الأهالي، وعبّر عنها عباس حاموش بالقول: «المطلوب إنعاش السوق التجاري في مدينة صيدا، فالسوق التجاري يقفل باكراً، ولا يقتصر الأمر على ذلك، فهناك العديد من المحال تقفل باكراً ونادراً ما نجد محال تفتح بعد منتصف الليل، بإستثناء بعض المقاهي في المدينة، ورغم أن ذلك لا يعني البلدية بشكل مباشر ولكن تستطيع البلدية تشجيع المشاريع التي تقوم بتشغيل أبناء المدينة، من خلال إعطاء الأولوية لأبناء المدينة، فنحن لا نطلب منهم إنشاء شركات، بل تشجيع هذه الشركات، ومعالجة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي والمياه، ورغم أن مشكلة ارتفاع أسعار المولدات تمّت معالجتها، لكن المطلوب أكثر من ذلك، والمجلس البلدي الحالي تمكّن من إزالة جبل النفايات وإنشاء حدائق عامة وتشييد السنسول والمرفأ التجاري، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على المدينة».
صنع التغيير
الطموح إلى صنع التغيير كان محور تطلّعات أنصار «لائحة صوت الناس»، وعبّر عنها حسان محمد الطاهرة بالقول: «صيدا تطمح للتغيير نحو الأفضل، من خلال الاهتمام بتعبيد الطرقات وتطوير الإنسان فيها، فقد حرم العديد من الناس الذين كانوا يعملون على الكورنيش البحري من لقمة عيشهم، فيما الكورنيش البحري في الغازية يسمح للناس الاسترزاق منه، فنحن مع النظام الذي يسمح بتحريك العجلة الانمائية في المدينة وإبعاد الشباب عن الموبقات، لأننا نرى ارتفاع نسبة البطالة في صيدا، والرواتب لا تكفي سداد الإيجار أو تأمين المأكل والملبس، ولا شك أن البلدية وفاعليات المدينة عليهم واجب تنمية صيدا، ولا يمكن إلقاء كل العبء على البلدية، فالجميع شركاء في تنمية المدينة سواء التجار أم النواب أم الفعاليات، ونخشى أن تصبح صيدا أقلّ من ضيعة بسبب حالة الركود الاقتصادي التي لا تخفى على أحد». وأضاف: «لقد حققت البلدية الحالية انجازات، ولكن من استفاد من هذه الانجازات؟ هنا السؤال، فالمشاريع التي نفّذت هي من مال الدولة، ونحن نتبع تيار سياسي، هو تيار الدكتور أسامة سعد، ولكن همّنا هو الإنماء، فنحن كلنا أبناء بلد واحد، ولا نقبل التجريح بأي أحد، وهناك تواصل عائلي بين الجميع، والمعركة الانتخابية في صيدا أمر إيجابي، فنحن مع الدكتور أسامة سعد ومع «لائحة صوت الناس» التي يدعمها هذا الخط، وهمّنا أن يتم تنشيط الحركة التجارية في المدينة وتمديد ساعات فتح المحال في الوسط التجاري، فلا يعقل أن لا يستفيد هذا السوق من الراغبين في الشراء بعد الساعة الخامسة عصراً، فيما تستفيد أسواق أخرى، فيجب أن تكون الحركة التجارية بشكل دائم وليس من خلال فتح الأسواق في المناسبات وحسب».
بدوره جهاد حجازي دعا إلى تحسين الخدمات في المدينة بالقول: «المفروض أن تصبح صيدا أفضل من بقية المناطق، ولكن نرى المناطق تتقدّم ولكن لا زلنا نعاني من مشكلة انقطاع المياه والكهرباء، فتذهب مياه الأنهر الغنية في منطقة صيدا إلى البحر، ومعمل فرز النفايات يستطيع أن يمدّ أحياء من المدينة بالتيار الكهربائي ولكن لم نلمس ذلك، المطلوب تأمين الكهرباء والمياه وراحة الناس، فالمواطن يتكبّد أعباء مضاعفة والخدمات أقل، وطبعاً البلدية عليها مسؤولية في هذا الإطار، رئيس المجلس المهندس محمد السعودي لا نستطيع الحديث عنه بأي كلمة، فقد حقق الحلم بإزالة جبل النفايات الذي عانى منه كل لبنان، وليس أبناء صيدا وحسب، وأصبح مكانه حديقة، ولكن ما الذي سيأتي؟! هنا السؤال، ولا شك أن لرئيس البلدية السابق الدكتور عبد الرحمن البزري دورا أيضاً في هذا المشروع، فيجب إبعاد السياسة عن الإنماء في البلدية، وللأسف جيل الشباب لا يزال ينتظر دوره في صنع التغيير إن شاء الله».
تفعيل دور الشباب
* أما ضرورة تفعيل دور الشباب في العمل الإنمائي، فعبّر عنها علي عز الدين بالقول: «المطلوب من المجلس البلدي الاهتمام بإنماء البشر أكثر من الحجر، لأننا نرى نفس المشاريع تتكرّر، ولكن لا نرى الاهتمام بمنطقة صيدا القديمة، حيث لا تتوافر المياه والكهرباء، والأمر نفسه في مدينة صيدا ككل، أما إزالة جبل النفايات فكان على لائحة البرامج الانتخابية التي قدّمها الدكتور عبد الرحمن البزري وبهبة 5 ملايين دولار، ولم يتم التوقيع على المرسوم لأن السلطة كانت ضد البلدية، وجاءت البلدية الجديدة ورئيسها المهندس محمد السعودي الذي هو رجل كفوء، فهو مهندس لديه سيرة مهنية جيدة، ولكن بنفس الوقت كان مدعوماً من «تيار المستقبل» وإزالة جبل النفايات تم بمبالغ كبيرة، أما الحديقة فتم انشاؤها فوق جبل النفايات، دون مراعاة للمعايير العالمية».
وأضاف: «أي بلدية سوف تأتي عليها الإستفادة من الطاقة الكهربائية الناشئة عن معمل فرز النفايات، ولكن الإنارة التي أمّنها المعمل كانت محدودة، وذلك لأسباب سياسية ربما الهدف إستفادة بعض أصحاب المولدات المحسوبين على تيار محدد، فالمعمل يستطيع إنارة بعض الأحياء ومنها صيدا القديمة، ونحن كشباب سواء مع «تيار المستقبل» أو «التنظيم الشعبي الناصري» أو مع «حزب الله» أو حركة «أمل» أو الاحزاب الوطنية، نؤيّد اطراف متعددة ولكن لم نرَ أي منها يعمل بالشكل المناسب، لذلك كان هناك نية لقيام لائحة شبابية، هذه اللائحة لم تحارب بالعكس كان هناك تفهّم لها، والبعض طالب بالتأجيل، لأن الشباب يعرف ما هي الانجازات التي حققتها البلدية الحالية برئاسة المهندس محمد السعودي، حققت انجازات للشعب الصيداوي الذي حرم كثيراً من خلال سياسية التجويع التي تعرّض لها، لكن إزالة جبل النفايات جاء على حساب الثروة المائية، كما أن المستشفى التركي والمستشفى الحكومي لا يزالان رهن النزاعات السياسية، فجيل الشباب من كل التيارات السياسية عليه خلق أجواء غير حزبية أو طائفية».
وختم عز الدين: «يجب التعاطي مع الشباب حسب الكفاءة والمزج بين خبرة الجيل السابق والشباب وضرورة أن تضم البلدية التنوّع وإعطاء دور أكبر للعنصر النسائي والشبابي للإستفادة من مواكبة التقدّم بشكل فعّال، فجيب على الشباب عدم الإنجرار وراء النعرات الطائفية والحزبية، فالبلدية هي لكل الناس، والذين هم خارج البلدية عليهم مراقبة عمل البلدية لتأكّد الشفافية، وعلى الشباب مراقبة من يصل إلى العمل البلدي من اللائحتين، لأن البلدية تستطيع تحقيق مردود يعود بالنفع على الناس من خلال المساهمة في خلق فرص عمل، والاهتمام بالعلاقة مع المحيط والتفاعل معه في السوق التجاري، كي تكون صيدا للجميع ولخدمة الأجيال القادمة».
تنوّع في الآراء، ولكن جميعها اتفقت على أهمية العمل الانمائي للمجلس البلدي، الذي ينتظره مشاريع كبرى، قد تسهم في تحقيق آمال وطموحات أبناء المدينة.
لقاءات انتخابية لـ "لائحة انماء صيدا"