الخميس 18 تشرين الأول 2018 22:11 م

شهادات في الذكرى السابعة لمصرع "العقيد".. من قتل القذافي وكيف؟


* جنوبيات

 

أورد موقع "سكاي نيوز" تقريراً تحت عنوان "من قتل القذافي وكيف؟.. شهادات "خاصة" في ذكرى مصرع العقيد"، جاء فيه:

 
"تحل، يوم السبت المقبل، الذكرى السابعة لمصرع الزعيم الليبي معمر القذافي في ظروف وتفاصيل لا تزال ضبابية، فلا روايات نهائية وحاسمة بشأن مقتله، ليظل السؤال القديم مطروحاً، هل تم اغتياله بناء على أوامر خارجية أم قتله المسلحون في "لحظة غضب"؟

تعددت روايات مصرع القذافي، لكن أعمال الثأر والانتقام الدامية كانت عناوين مشتركة لتلك الروايات، بدءاً بالتدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصولاً إلى القصف العنيف والعشوائي من مدافع الميليشيات المعارضة للقذافي.

 
ويعرض هذا التقرير شهادات مسؤولين ليبيين سياسيين وعسكريين، ومصادر من داخل الناتو، تحدثوا إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، عن ليلة هروب القذافي في قافلة تضم أنصاره، وكيف رصدتها مجموعات مسلحة في مصراتة وطاردتها لتقبض على "الزعيم".. ثم السؤال الكبير.. كيف قتل القذافي؟ ومن قتله؟

 
سرت.. آخر المعاقل

جواً وبراً، وجد القذافي والمقربون منه أنفسهم معزولين في مدينة سرت الساحلية، آخر المعاقل الموالية للقائد الليبي، فراحوا يتنقلون بين البيوت المهجورة، هرباً من قصف الناتو وحصار مجموعات مسلحة قادمة من مصراتة وبنغازي ومناطق أخرى.

صباح يوم 20 تشرين الأول 2011، أمر معتصم القذافي، نجل الزعيم الليبي، جميع الموالين له سواء كانوا مدنيين أو عسكريين في المدينة، بمغادرة المنطقة الثانية بسرت، حيث كانوا يقيمون، ليخرجوا في قافلة من نحو 50 سيارة مدججة بالأسلحة.

 
وفي هذه اللحظة، أصاب صاروخ عنقودي وقنابل عدة أطلقها حلف الناتو القافلة، مما أدى إلى تدمير السيارات، واحتراق وتفحم العشرات من مقاتلي القذافي.

تحركت السيارات الناجية من ضربة الناتو بضعة مئات من الأمتار إلى الغرب، لتجد نفسها في مواجهة مجموعات مسلحة قدمت لتوها من مصراتة، ليشتبك الطرفان، بينما فر القذافي وعدد من الناجين الآخرين.

 
إلى أين؟

يقول مصدر كان مسؤولاً في المجلس العسكري بمصراتة عام 2011، إن "القذافي كان موجوداً في مدينة سرت (موطنه الأصلي)، وأن قوات مسلحة من مصراتة كانت تقتفي أثره بمحاذاة ساحل البحر، قبل أن يعتقل بعدما حاول مع الناجين الهروب من ماسورتي صرف صحي تحت طريق رئيسية قريبة من مجمع فيلات محاط بأسوار، على مقربة من موقع حيث كان القذافي ومقاتليه يقيمون".

 

وأضاف: "خرج القذافي من ماسورة صرف حيث كان هارباً، وهو متأثر بإصابته جراء قصف الناتو الذي استهدف سيارته".

وعلى عكس تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش، تحدث عن أعمال ضرب وحشي، ثم إعدام للعشرات، ارتكبته قوات مسلحة في مصراتة بحق القذافي وعناصر قافلته، قال المصدر: "حاول الثوار أن يسعفوه، أن يبقوه حياً، لم يقتل شخص بعينه القذافي".

 
لكن مقطع فيديو صور بكاميرا هاتف خلوي، اطلعت عليه هيومن رايتس ووتش، يوثق 3 دقائق و38 ثانية، بعد القبض على القذافي، ويناقض الحديث السابق.

ويظهر المقطع أن مقاتلي القوة المسلّحة عمدوا إلى تعذيب القذافي فور القبض عليه، إذ كان الدم يتدفق بغزارة من جرح في رأسه من شظية.

ووُضع القذافي على طريق رئيسية في موقع القبض عليه، ثم طعنه أحد رجال القوة المسلحة في مؤخرته، بما يبدو أنه سكين سونكي، مما أدى لجرح نازف آخر، بحسب تحليل هيومن رايتس ووتش لمقطع الفيديو الذي اطلعت عليه.

 
"الناتو تعمد قتله"

اعتقل القذافي وأصيب، بيد أن الرئيس السابق للمجلس العسكري في مصراتة يؤكد أن "الناتو استهدفه بالقصف أولا، ليصبح على شفا الموت، ثم حاول الثوار إسعافه".

وأضاف: "أراد الناتو قتل القذافي، واستهدفه شخصيا، ربما خشية التحقيق معه، وكشفه أسرارا تفضح دول الحلف. نحن تأسفنا لموته".

في المقابل، ورداً على الاتهامات التي ساقها أكثر من مصدر في هذا التقرير بشأن مسؤولية الناتو عن قتل القذافي، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن "الناتو لا يستهدف الأفراد. الناتو قاد العمليات العسكرية في ليبيا في الفترة من 31 مارس إلى 31 أكتوبر 2011".

 
وأضاف: "حصلنا على تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية المدنيين من هجمات القوات الموالية للقذافي.. نفذ الناتو هذه العملية بنجاح في ظل ظروف صعبة".

وبصرف النظر عن مسؤولية الناتو من عدمها، تظهر لقطات الفيديو المتوفرة عن هذا اليوم أن القذافي بعد ضربة الحلف كان لا يزال حياً وقادراً على الحديث، والتوسل لعناصر ميليشيات مصراتة الذين تمكنوا من الوصول إليه، وأنه كان بعهدتهم سليماً معافاً.

 

 

من أبلغ ميليشيات مصراتة بمكان القذافي؟

يقول المصدر إن "الميليشيات كانت على علم بأمر قافلة لمسؤولين قريبين من القذافي في سرت، ثم عرفوا أن القذافي نفسه ضمن القافلة فبدأوا في التحرك لمطاردته، ثم كان الصاروخ العنقودي الذي أطلقته طائرات الناتو سبيلاً لهم لمعرفة الطريق الدقيقة للقذافي وقافلته".

 
وعما أثاره مسؤول العلاقات مع أجهزة الأمن الخارجية في المجلس الانتقالي حينها، رامي العبيدي، بشأن اتصال هاتفي أجراه القذافي مع أحد أتباعه، كان لاجئا في سوريا، أدى إلى تحديد مكانه بدقة، وأن الرئيس السوري بشار الأسد هو من نقل رقم الهاتف إلى "المخابرات الفرنسية"، قال المصدر: "لا علم لدي بذلك".

وأضاف: "حاولنا الاتصال بالعبيدي للوقوف على التفاصيل الدقيقة التي ظل صامتا بشأنها منذ أن صرح بهذه المعلومة لأول مرة في 2012 لصحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، لكنه لم يرد".

المصدر : جنوبيات