كشفت مصادر أمنية لبنانية رسمية لـ"اللـواء" عن أنّ الجيش اللبناني سيبدأ صباح اليوم (الأربعاء)، بتوسيع رقعة انتشاره عند المدخل الغربي لمخيّم المية ومية، بالقرب من حاجز "قوّات الأمن الوطني الفلسطيني" على مدخل المخيّم.
وتُعتبر هذه الخطوة، هي الثانية التي يقوم بها الجيش، لتوسيع انتشاره في محيط المخيّم، خلال أقل من أسبوع، وذلك إثر الاشتباكات الدامية، التي وقعت بين حركة "فتح" و"أنصار الله" في المخيّم، وأدت إلى سقوط 4 ضحايا وأكثر من 20 جريحاً، واستُخدِمَت فيها مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما أسفر عن حالة من النزوح الكثيف من المخيم، إضافة إلى تذّمر واسع في مدينة صيدا والجوار، ورفع للصوت من قِبل المسؤولين اللبنانيين لوقف هذه التوتيرات، داعين الجيش اللبناني للدخول إلى المخيّم.
وما يُميّز انتشار اليوم هو أنّ الجيش يكون قد دخل للمرّة الأولى، إلى مناطق تُعتبر داخل مخيّم المية ومية، بعدما كان قد انتشر على مشارف مدخله الغربي، متقدّماً عشرات الأمتار عن مكان حاجزه الرئيسي على طريق صيدا - المية ومية.
وبهذا الانتشار يكون الجيش قد أضاف إلى منطقة انتشاره، منطقة الاسماعيلية وكوع العصفور، وصولاً إلى مبنى زيدان.
وعلمت "اللـواء" بأنّ قوّة من 100 بين ضابط وعنصر، من اللواء الأوّل في الجيش اللبناني، ستبدأ تنفيذ الانتشار صباح اليوم، وأنّ قوّة من مديرية مخابرات الجيش كانت دخلت إلى المنطقة، التي ستنتشر فيها وحدات اللواء الأوّل مستطلعة، حيث قامت بإنجاز التجهيزات اللوجستية تمهيداً لانتشار اليوم.
وذكرت مصادر مطلعة لـ"اللـواء" أنّ اجتماعاً عُقِدَ أمس (الثلاثاء)، في مكتب مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي، في ثكنة الشهيد محمّد زغيب في صيدا، مع عضو قيادة الساحة لحركة "فتح" اللواء منذر حمزة، وقائد لواء الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب.
وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية استتباب الأمن في المخيّمات، واستمرار التنسيق بين السلطات والجهات اللبنانية والفصائل الفلسطينية من أجل تعزيز هذا الاستقرار، ومنع المتضرّرين من استغلال الأوضاع للتوتير.
وفي هذا الإطار، زار العميد الركن حمادي يرافقه رئيس فرع الأمن القومي في مخابرات الجيش بالجنوب العقيد سهيل حرب، أمس رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود في مكتبه بصيدا، بحضور مدير مكتب الشيخ حمود، عبد السلام الصالح والمحامي محيي الدين حمود، كما صادف وجود أبو عماد الرفاعي.
وجرى الحديث عن الاوضاع الامنية في صيدا والمخيّمات، وخاصة في مخيّم المية ومية الذي شهد اضطرابات مقلقة في الايام الماضية.
وأكد العميد حمادي أنّ "الإجراءات التي سيتخذها الجيش ستكون كفيلة في عودة الامور الى نصابها، وإنهاء الحالة العسكرية التي يعيشها المخيّم".
فيما أشاد الشيخ حمود بـ"الدور الأمني والوطني الذي يلعبه الجيش، ولا بد للجميع من أن يقّدر الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني ضمن المعادلة الاهم: الجيش والشعب والمقاومة".
وفي نفس السياق كان قد أجرى الشيخ حمود اتصالاً برئيس بلدية بلدة المية ومية رفعات بوسابا، حيث اطمأن على الأوضاع في البلدة بعد الاشتباكات في مخيم المية ومية.