تسدل الستائر في هذه الفترة على العديد من البطولات الرياضية الرسميّة الموسميّة معلنة إنتهاء هذه البطولات وتتويج أبطالها من الأندية واللاعبين الهدّافين، وانه من الأهمية والضرورة توجيه تحيّات التقدير إلى الإتحادات المعنية خصوصاً إتحادات الألعاب الجماعية ذات الجماهيرية مثل كرة القدم والسلة والطائرة واليد والصالات وغيرها...
وإذا كانت هناك بعض الملاحظات والمواقف وحتى الإنتقادات حيال هذه البطولات لجهة الناحية التحكيمية خصوصاً إلاَ أن ذلك لا يعني أن هناك جهودا بذلت على الصعيد التنظيمي أمكن من خلالها وصول هذه البطولات إلى خواتيمها، وبالتالي إلتزام هذه الإتحادات بواحدة من أهم الشروط على قانونية هذه الإتحادات عبر تنفيذ نشاطاتها السنوية وخصوصاً البطولات الرسمية.
وليس مستغرباً أن يكون التوقّف عند بطولتين تحديداً وهما كرة القدم وكرة السلة حيث حول البطولة الكروية لا بد من التأكيد على المؤكد بأن هذه اللعبة تبقى اللعبة الجماهيرية والأكثر شعبية وإحتواذاً على المتابعة والتغطيّة الإعلامية، وذلك من خلال ما تفرده الصحف اليومية من مساحات لتغطية وقائع المباريات وكذلك التغطية التلفزيونيّة المباشرة والتي لها تأثيرها الإيجابي حيث تدخل كرة القدم إلى كل بيت وعائلة.
لقد سجّل الموسم الكروي هذا العام عدة محطّات بارزة من خلال مباريات قوية وحسّاسة وكانت هناك إعتراضات حول المسألة التحكيمية تحديداً وهو واقع غير مستجد وفي كل موسم هناك إعتراضات وقد يكون هذا من حق الأندية لكن من غير المنطقي أو المقبول أن تذهب هذه الأندية حد القول أنها مستهدفة وهناك من يريد النيل منها عبر خسارات لحرمانها اللقب أو إسقاطها إلى درجة أدنى، إذ لا يتصّور عقل أن إتحاد اللعبة الراعي للأندية يعمد للتعرّض لأنديته التي هي بمثابة أبنائه...
صحيح أن هناك أخطاء تحكيمية حصلت في دوري كرة القدم وكما يحصل في كل دوريات العالم لكن هذه الأخطاء وكما توضح لجنة الحكّام الرئيسية في إتحاد كرة القدم عبر بياناتها ناتجة عن سوء تقدير في أسوأ الحالات، وتلك أمور تحدث مع أي إنسان حيث أن الحكم عليه أحياناً أن يتخذ قراراً خلال ثوانٍ وقد يصيب وقد يخطئ مع العلم أن هناك إجراءات تتخذ بحق حكّام أخطأوا لكن دون تشهير، وهناك إعتقاد لدى البعض من الأندية والجمهور عن خطأ تحكيمي تثبت الأدلّة فيما بعد عدم صحتها...
إنّ موسم كرة القدم عانى في بداياته ضآلة العدد الجماهيري في الملاعب والمتأتي من عدم وضوح ووجود قرار صريح بعودة الجمهور، لكن أمكن وبجهد إتحادي وتحديداً من قبل رئيس الإتحاد هاشم حيدر من تأكيد عودة الجمهور وبأعداد ذكّرت بأيام العز وبمواكبة أمنية أشاعت الثقة والأمان، وقد تساءل البعض هل أن هذا الجمهور نعمة أم نقمة؟ والصحيح أن الجمهور نعمة وضرورة ولا يمكن تصّور لعبة من دون جمهور، وقد يُخطئ هذا الجمهور ويرتكب المعصيات وتتخّذ بحقه العقوبات والغرامات بحق أنديته، لكنه في النهاية يبقى عصب اللعبة وروحها ونبضها...
إن ما ذكرناه عن كرة القدم ينطبق في كثير منه على كرة السلة، وهو ما يدفعنا للقول مرة جديدة أن هذه البطولات تبقى دليل عافية ألعابها رغم كل الملاحظات والإعتبارات.
وكل موسم والرياضة اللبنانية بخير وتقدّم.