لبنان مُهدَّد بالتصحّر. الأمر لم يعد ينحصر بالكسارات والمقالع والسدود بل تعدّاها الى ربط هذا الخطر بالعواصف الإستثنائية التي يعيشها لبنان. المشكلة بالنسبة إلى الخبراء البيئيّين، أبعد من مسألة 1300 كسارة خارج المناطق الصالحة لتوزع الكسارات.
ينطلق رئيس "الحركة البيئية اللبنانية" بول أبي راشد من "العشوائية التي ينتهجها الإنسان في التصرّف مع الطبيعة واستخدام الأرض، فليس لدينا حدّاً أدنى من المساحات الخضراء التي تمتصّ الكاربون المسؤول عن الإنحباس الحراري".
"فكّر شمولياً، افعل محلياً" يُشدّد أبي راشد على هذه العبارة، معتبراً أنّ "ما نشهده من عواصف استثنائية للمرة الأولى عليها أن تشكّل فرصةً لإعادة النظر في أسلوب حياتنا كلبنانيين"، مُضيفاً: "هناك الكثير من الإنبعاثات في حين تتراجع المساحات الخضراء في لبنان".
وأضاف: "علينا العمل لتقليص الإنبعاثات عبر اعتماد خطّة نقل مستدامة تقلّل من التلوّث، كما التوجه نحو الطاقة النظيفة من الهواء والشمس واستخدام الغاز بدل البترول، إضافةً الى أن مادة الـ"ميتان" الصادرة عن مطامر النفايات يجب أن تُحَلّ عبر إدارة مستدامة للنفايات".
وفي معرض الحديث عن خطر التصحّر الذي يستهدف لبنان، يُشير إلى أنّه "مرتبط بالإنحباس الحراري والتغيّر المناخي، فالحرائق تزداد في الغابات من جرّاء عدم قيام الدولة بواجباتها في هذا الموضوع، من دون أن ننسى ذريعة مشاريع استصلاح أراضٍ زراعية لإنشاء المقالع والكسارات، ومشاريع السدود التي تؤدّي حتماً الى تصحّر لبنان والدليل في سدَّي جنة وبسري حيث يزول حوالي 10 مليون متر مربع من الأراضي"، موضحاً أنّه "لم تستطع حملات التشجير على مستوى لبنان من إزالة إلاّ 5 مليون كغ من الكاربون خلال 13 سنة الأمر الذي يُعتبَر مأساوياً".
ويُضيف: "إذا كان خيار وزير الطاقة والمياه إنشاء 55 سدّاً يعني أنّهم بذلك يقضون على المساحات الخضراء برمّتها في لبنان"، مشدداً على "ضرورة المحافظة على الموجود بكلّ ما لدينا من قوى".