تُشكّل خلية نحل لا تهدأ، يبدأ عملها قبيل الانتخابات ولا ينتهي إلا مع إعلان النتائج، فهي الضامنة لسلامة العملية الانتخابية وتحقيق مآرب المتنافسين على المقاعد البلدية والاختيارية...
إنها الماكينات الانتخابية، عصب العملية الديمقراطية، هم الجنود المجهولون الذين يحرصون على ضمان حسن سير الانتخابات، عمل متواصل من مراقبة ورود الأسماء على لوائح الشطب وفرز الأصوات واستخراج النتيجة قبل الدوائر الرسمية، تنوّع للمهام عبر تأمين الدعم اللوجستي واحتياجات المشاركين في العملية الانتخابية، فضلاً عن توزيع اللوائح على الناخبين ورصد الانتهاكات ورفع التقارير، ويأتي دورها في مساعدة كبار السن والعجزة...
كل هذه الأدوار وأكثر، رصدها «لـواء صيدا والجنوب» لحركة الماكينات الانتخابية التي تحوّلت إلى خلية نحل لا تهدأ، لم تقتصر على دعم اللوائح المرشّحة للبلدية أو الاختيارية، بل كان دور بارز للجمعيات المراقبة للانتخابات وتلك العاملة على تأمين الرعاية الطبية، حيث عاد بهذه الانطباعات...
تعدّد الجهات رغم وحدة الانتماء
* الماكينات الانتخابية وإن جاءت لدعم لائحة واحدة، فإن نسيجها يكون من التيارات الداعمة لها، وفق ما أوضح الشيخ عبد الرحمن المصري بالقول: «أنا مندوب جوّال منتدب من قبل «الجماعة الإسلامية» التي تدعم «لائحة إنماء صيدا»، عملنا هو تسهيل عملية الانتخاب للمواطنين من خلال توزيع اللوائح عليهم، فمن يرغب بأخذ لائحتنا نعتزّ به ومن لا يرغب فله مطلق الحرية، لأنها انتخابات ديمقراطية، وحق كل مواطن اختيار ما يشاء من قناعات، كما أن هناك بعض الناس لديهم حالات إعاقة لذلك فإننا نساعدهم بالقيام بعملية الاقتراع من خلال تأمين كرسي أو عكاز، والحمد لله الانتخابات في صيدا سارت على خير ما يرام».
* بدورها ندى السنيورة أكدت العمل ضمن فريق «تيار المستقبل» الداعم لـ «لائحة إنماء صيدا» بالقول: «دورنا إنمائي ونحنا من خلال هذا العمل نعمل ضمن الماكينة الانتخابية لدعم قناعتنا وتنشيط العملية الانتخابية واختيار الأفضل لصالح المدينة».
* الأمر ذاته عبّرت عنه أديبة المصري بالقول: «دورنا تنظيم الوضع في الخارج واستقبال الناس، وعدم الانجرار إلى أي استفزاز من قبل الآخرين، والانتباه إلى أعضاء الماكينة الانتخابية لعدم الوقوع في أي مشكل، فضلاً عن مساعدة كبار السن والعمل على تأمين وصولهم إلى مراكز الاقتراع ومساعدة جميع الناس للقيام بدورهم الوطني».
* بدوره فراس توتنجي قال: «الانتخابات شهدت حضوراً مميّزاً في أقلام الاقتراع، ونحنا دورنا كماكينات انتخابية التأكّد من موافقة أسماء الناخبين مع لوائح الشطب، ومنع تكرار انتخاب أي مواطن في مكانين، لضمان حسن سير العملية الانتخابية».
* أما (أسامة) الذي رفض ذكر أسم عائلته فقال: «الجو هاديء والجميع متفاهم مع بعضه البعض، وهذا العمل الانمائي دورنا من خلاله إنماء البلد، وبالتالي نحن نتأكّد من ورود الأسماء ضمن لوائح الشطب، وأن العملية الانتخابية تسير بشكل صحيح، ونأمل التوفيق للجميع لخدمة مدينة صيدا، ونحنا أولاد بلد واحدة وكلنا نعمل لأجل خدمة المدينة وأهلنا».
تنافس لعمل بلدي أفضل
* لائحة «صوت الناس» المدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري» و«اللقاء الوطني» عبّر عن رأيها المندوب المتجوّل محمد عامر الأسير بالقول: «تتنوّع أعمال المشاركين في الماكينات الانتخابية، فالمندوب الثابت داخل مراكز الأقلام يتابع ويتأكد من ورود الأسماء على لوائح الشطب، والتأكّد من شفافية الانتخابات وأنها تجري بطريقة صحيحة، وهي مهمة المندوب الثابت داخل غرف الاقتراع، فضلاً عن تسجيل جميع المخالفات لابلاغ لجان القيد بها، أما المندوب الجوّال فيتواصل مع غرفة العمليات والمندوبين داخل مراكز الاقتراع، كما يعمل على تأمين مشاركة الناس في العملية الانتخابية ومتابعة سيرها، والتي جاءت في صيدا جيدة، رغم أنها شهدت بعض التجاوزات مثل قيام احدى السيدات بالاقتراع في الصندوق البلدي رغم عدم ورود اسمها في لوائح الشطب، ولكن تم منعها بإدلاء صوتها في صندوق المخترة، وهذا أمر مخالف تم تسجيله من قبل المندوبين في مراكز الاقتراع».
* بدوره أحمد راسم زرغلي قال: «نعمل للائحة صوت الناس، ونحن نراقب الانتخابات ونتأكد من الحالات التي تَرد، وذلك من بداية العملية الانتخابية وحتى إنتهاء عملية فرز الأصوات».
* الأمر نفسه عبّر عنه حسين الدنب بالقول: «العملية الانتخابية سارت دون مشاكل، ونحنا نحرص على التأكّد من أن العملية تسير بشكل قانوني، ونقوم بالإبلاغ عن أي مخالفات ومعرفة نسبة الاقتراع داخل كل قلم».
* وشاركت «لائحة أحرار صيدا» في العملية الانتخابية، وعبّر عن دورها مندوبها زهير المصري بالعمل لأجل كرامة المدينة بالقول: «نعمل على توزيع اللوائح ويتوزع المندوبين داخل أقلام الاقتراع وخارجه لضمان حسن سير الانتخابات، والحمد لله لم تواجهنا أية مشاكل خلال العملية الانتخابية التي أردنا منها إيصال صوتنا إلى أهالي المدينة».
* الأمر نفسه أكّده خليل حجازي بالقول: «أعمل كمندوب متجوّل على توزيع اللوائح على الناخبين لتعريفهم بأسماء اللائحة وتسهيل عملية الاقتراع للناخبين».
دعم المخاتير ورصد الانتهاكات
* تأمين الدعم اللوجستي لا يقتصر على اللوائح البلدية بل يتعدّاه إلى المخاتير، وفق ما أوضح عبد الرحمن خالد سكافي، الذي عمل مندوباً لمرشح مختارية حي الكنان الحاج خالد عبد القادر السكافي بالقول: «دورنا تسجيل أسماء المنتخبين ومراقبة الفرز، وهذا الدور هام حتى للمخاتير، كي يتم التأكّد من سير العملية الانتخابية ومعرفة دلالات الانتخابات بالنسبة لكل مرشح سواء للمجالس البلدية أم المخترة».
* أما رصد الانتخابات ومراقبتها، فهي مهمة تتكامل في تأمين الدعم اللوجستي لنجاح العملية الانتخابية وفق ما أوضح ممثل «الجمعية اللبنانية لأجل ديمقراطية الانتخابات» سعيد عويدات بالقول: «دورنا رصد كل المخالفات التي تتم بحق الأشخاص وبحق العملية الانتخابية بشكل عام، من انتهاكات وتجاوزات، والهدف أن تكون الانتخابات نزيهة بكل المعايير، ودورنا فاعل حيث نلقى آذاناً صاغية لرصدنا للتجاوزات عند الإعلان عنها من خلال التقارير التي نعدّها، والجو الانتخابي في صيدا كان تنافس ديمقراطي بكل ما تعني الكلمة».
* الدعم اللوجسيتي يمتد ليشمل الجمعيات الطبية التي عملت على تأمين سلامة الناخبين ووصول المعوقين إلى مراكز الاقتراع، وفق ما أوضح ربيع زيدان من «فوج التدخّل الطبي» في عيادة العائلة – «جمعية الواقع» بالقول: «نعمل على تأمين سلامة المواطنين خلال العملية الانتخابية، وهي مهمة نوليها ضمن عملنا حيث نتدخل في حال حدوث أي طارئ لا سمح الله، كما نساعد المقعدين على الصعود إلى أقلام الاقتراع للإدلاء بصوتهم».
تشارك بين اللجان على تعدّد انتماءاتها والهدف تأمين سلامة العملية الانتخابية التي جاءت في «عاصمة الجنوب» صيدا، تجسيداً للعبة الديمقراطية، حيث ارتفعت نسبه المشاركة بفعل التنافس فيما بين اللوائح، مما أعطى صورة تفاعلية وأداءً مميّزاً للماكينات الانتخابية.