بعد ثلاث حروب خلّفت وراءها آلاف الشهداء والمصابين، تكشف غزة اليوم، عن وجهها الفني، بتجديد المساحة الفنية الجمالية، التي كان لها نصيب آخر من الضرر الناجم عن العدوان على القطاع، وعلى مسرح معهد إدوارد سعيد الموسيقي في غزة، نفض المشاركون غبار الدمار عن أكبر بيانو "غراند بيانو" في القطاع، شاهداً على معاناته وعودته للحياة بعد كل حرب.

"إعادة البيانو للحياة تعني إعادة نبض الشعب بتوقه لسماع الموسيقى، وهذه المساحة هي المصدر الأساسي للترويح عن الشعب بعد كل الذي عاناه بغزة" هكذا يؤكد إسماعيل داوود مدير معهد إدوارد سعيد في غزة معقبا على أهمية رفع الستار عن البيانو.

وأشار داوود الى أن المعهد عمل على جدولة المهرجانات الفلسطينية التي تخلق حالة فنية جديدة وجميلة يتفاعل معها الجميع للخروج من ضغط الحياة اليومية والابتعاد عن منحى الأمور السياسية المثقلة بالهموم.

وقُدم البيانو كهدية من الحكومة اليابانية في التسعينيات، لينجو من حطام العدوان الذي شنه الاحتلال مراراً على القطاع حتى يقبع في مخزن قديم حفاظاً عليه من التضرر الكامل، وتم ترميمه واستصلاحه من الفريق الياباني المبتعث للقطاع مؤخراً.

من جانبها، قالت مديرة مؤسسة جايكا في غزة أن الشبه بين البيانو وأهالي قطاع غزة هو صمودهم أمام الحروب الثلاثة والعدوان خلال السنوات الأخيرة مؤكدةً أن مشاركتها في الاحتفال يأتي لمشاركة أهالي القطاع فرحتهم قائلة "غزة هي التاريخ وأهالي غزة هم تاريخ لهذا البيانو".