الثلاثاء 27 تشرين الثاني 2018 09:58 ص

"الإسكوا" أحيت "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني"


* جنوبيات

أحيت لجنة الامم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا "الاسكوا" أمس، "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" في مقرها بوسط بيروت، كعادتها ككل عام، عملا بقرار الجمعية العمومية 32/40 الصادر في العام 1977 الذي أقر 29 تشرين الثاني، والذي يصادف ذكرى صدور القرار 181 المتضمن خطة تقسيم فلسطين التاريخية، "يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني".
شارك في الاحتفال: وزير الدولة لشؤون المرأة في حكومة تصريف الاعمال جان اوغاسبيان، ممثلا الرئيس المكلف سعد الحريري، وزير الثقافة في دولة فلسطين الدكتور ايهاب بسيسو وعدد من السفراء والديبلوماسيين في لبنان، وقدّم له المسؤول الاعلامي في "الاسكوا" نبيل ابو ضرغم.
*وكانت الكلمة الاولى للامين التنفيذي بالانابة لـ "الاسكوا" منير ثابت، استهلها بمقطع من قصيدة للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: "سلام لأرض خلقت للسلام وما رأت يوما سلاما"، وقال: "الفلسطينيون في القدس الشريف يعيشون تحت نير الاحتلال والضم الرسمي، وسياسات التمييز، ويواجهون التهديد اليومي بالطرد والتشريد، والتهميش والإفقار، يعزلون يوما بعد يوم عن سائر الضفة الغربية عبر المستوطنات غير الشرعية والجدار الفاصل الذي أقرت محكمة العدل الدولية عدم قانونيته منذ قرابة 15 عاماً. الفلسطينيون في سائر الضفة الغربية يواجهون التمييز والقمع تحت احتلال عسكري مباشر".
وأضاف: "أما أهل غزة، فيعيشون مأساة إنسانية حقيقة نتيجة للاحتلال والحصار والهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة.. كل ما ذكرته موثق في تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، بما في ذلك التقرير السنوي للأمين العام للأمم المتحدة حول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للاحتلال الإسرائيلي للعام 2018، والذي أعاد تأكيد التداعيات المتراكمة للممارسات والسياسات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني".
ثم ألقى الوزير بسيسو كلمة فلسطين، فجدّد "الثقة بأنّ فلسطين ليست وحدها، وان الاصوات التي تناصرها انما تجدد ثقتها وعلاقتها بهذه القضية، التي تلخص القضايا الوطنية والانسانية في القرن العشرين، لما حل بالشعب الفلسطيني من مجازر وانتهاكات وشطب هوية وغيرها".
وقال: "ان محاولة شطب الهوية الفلسطينية التاريخية والاجتماعية والثقافة ومحاولة شطب كل التاريخ الفلسطيني ونفي شعبه من ارضه كان وما زال المحور الاساسي في الطريقة التي ينتهجها الاحتلال ضد الفلسطينيين.. لهذا، عندما توجهنا الى الامم المتحدة كانت ثقتنا بان المجتمع الدولي سيقف الى جانب فلسطين وسيعترف بالدولة الفلسطينية ولو تحت الاحتلال، ما يمثل خطوة نحو انهاء الاحتلال".
وأضاف: "عندما نتحدث عن الانتهاكات ندرك تماما أن الهدف منه هو افشال الحلم الفلسطيني، ولكن الارادة الدولية مجتمعة هو ان يكون لهذا الشعب دولة اسوة بكل دول العالم وحق في ان تمارس اولوياتها السياسية وبرامجها ومستقبلها السياسي كأي دولة في العالم"، مشددا على أنّه "ليس المطلوب من الفلسطيني ان يكون له دولة من وجهة نظر الاحتلال، وكأنه مطالب بأن يعيش تحت رحمة الاحتلال بشروط يضعها الاحتلال وببعض البرامج ذات الصبغة الانسانية والاقتصادية التي قد تحسن نوعا ما من حياة الفلسطيني، وهذا كل ما يقدمه الاحتلال في هذا السياق، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا، لان من حقنا ان نقول إن الشعب الفلسطيني بكل تاريخه وارثه وحاضره من حقه ان ينعم بالمستقبل أسوة بشعوب العالم".
وختم: "حرية فلسطين ممكنة وقابلة للتحقق ونؤكد أننا بالامل الذي نؤمن به سنصل الى شواطئ الحرية".
بدوره، ألقى الوزير أوغاسابيان كلمة قال فيها: "في زمن الربيع العربي، زمن التحولات الكبرى في المنطقة، وفي زمن المآسي والمشاهد التي نراها يوميا على شاشات التلفزة في اكثر من دولة عربية، مشاهد البؤس والحزن، مشاهد اللجوء والابتعاد عن المنازل، مشاهد مؤلمة في الحقيقة"، وإذ أكد "تضامنه مع الشعب الفلسطيني لاستعادة اراضيه واستقلاله"، شدّد على أن "حق العودة لجميع الفلسطينيين.. هناك ضرورة لجمع الجهود العربية لاعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة الاقليمية والدولية في مواجهة كل مخططات تصفيتها وانهاء الاحتلال".
وختم: "لا سلام في المنطقة من دون سلام في فلسطين ودولة فلسطين الحرة، وتبقى القدس مدينة النور وتلاقي الاديان السماوية والحضارات والثقافات ومدينة المحبة والسلام والصلاة وعاصمة دولة فلسطين الحرّة".
*وأُقيم على هامش الاحتفال معرض نظمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية لاطلاع الجمهور على مختارات من ارشيف مكتبتها تربط الماضي بالحاضر، وتبرز ما يحويه هذا الارشيف من صور فوتوغرافية واوراق خاصة وملصقات وخرائط وكتب نادرة وافلام وثائقية مع عرض "سلايد شو" لصور عن نكبة 1948.
حركة الأمة
وفي ساق فلسطيني آخر، التقى أمين عام حركة الأمة الشيخ عبدلله جبري على رأس وفد من الحركة، عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" - القيادة العامة، مسؤولها في لبنان أبو كفاح غازي، ثم التقى أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" العميد سمير أبو عفش، بعدها التقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مسؤولها في لبنان علي فيصل.
وجرى خلال اللقاءات التنويه "بالانتصار النوعي الكبير الذي حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة على العدو الصهيوني، وبحث سبل إحباط كل المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

المصدر : جنوبيات