الأربعاء 28 تشرين الثاني 2018 10:17 ص |
وزير الإتّصالات السوري الجديد.. من بلدة لبنانية! |
لم تتوحد كفرشوبا على الاحتفال بتعيين ابنها إياد الخطيب وزيراً للاتصالات والتقانة في التعديل الوزاري الأخير في سوريا. البلدة الواقعة عند السفح الغربي لجبل الشيخ وقعت فريسة تهميش الدولة وحرمانها قبل أن تفترسها الاعتداءات الإسرائيلية منذ عام 1967. أخيراً، تأثرت بالأزمة السورية وطاولتها تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لكن آل الخطيب وأقرباءه الذين لا يزالون يقيمون في عروس منطقة العرقوب، بين لبنان والجولان وفلسطين، اختبروا منذ عقود، جدلية العلاقة بين سفحي جبل الشيخ، بطيبها وحقدها.
في العشرينيات من القرن الماضي، نقل جيش الانتداب الفرنسي مقر خدمة حسين الخطيب في «الجندرما» من مسقط رأسه في كفرشوبا (قضاء حاصبيا) إلى حوران في السفح الشرقي لجبل الشيخ «بسبب طباعه الثائرة وتأثيره في محيطه» بحسب ابنته إسعاف. وعند إجراء المسح السكاني الأول، أحصي رئيس مخفر حوران ضمن قيود السوريين في المنطقة ونال الجنسية السورية. بعد تقاعده من الخدمة، عاد إلى كفرشوبا حيث شيد منزلاً وافتتح دكاناً وورث أملاكاً عن عائلته. وعلى رغم نصائح أصدقائه بتقديم طلب لاستعادة الجنسية اللبنانية، كان يقول: «سيّان إن كنت لبنانياً أو سورياً. نحن بلاد الشام أمة واحدة». لكن كثراً من أهل بلاده لم يشاركوه تلك العقيدة. تستذكر إسعاف كيف كانت وأشقاؤها يتعرضون لمضايقات في العرقوب ومرجعيون وحاصبيا «بسبب دعم والدي لثورة العام 1958 ولأننا سوريون، على رغم أن والدي من كفرشوبا ووالدتي تمام جرادي من راشيا الفخار». وكانت الشعبة الثانية (استخبارات الجيش) في الستينيات «تلاحق تحركاتنا». حتى إن رياض خليفة، زوج إسعاف، أمضى ليلة زفافه في ثكنة الجيش في صيدا «لأنني تزوجت من ابنة حسين الخطيب». هجّر الاحتلال الإسرائيلي عمة الوزير إسعاف وزوجها رياض خليفة إلى دمشق حيث سكنت 12 عاماً قبل أن يعيدهما تحرير الجنوب إلى كفرشوبا. ابنتهما تزوجت من أحد أبناء القنيطرة حيث تقيم حالياً. «أشعر أنها ما زالت تقيم في كفرشوبا»، يقول خليفة مشيراً إلى الالتصاق الجغرافي والاجتماعي بين كفرشوبا والجولان. الحدود المصطنعة فصلت العرقوب عن وادي العسل والجليل الأعلى وبانياس والجولان وجبات الزيت وجبات الخشب وبيت جن وقطنة. قبل احتلال العام 1967، كان المعبر الشرعي بين سفحي جبل الشيخ هو معبر القنيطرة بين الجولان والجنوب الذي يمر في بانياس – المجيدية – باب إثنية حيث كان الأمن العام اللبناني يتمركز عند جسر عين عرب. عبر المعبر، سارت مئات قوافل القمح من الجولان إلى العرقوب وحاصبيا ومرجعيون في زمن المجاعة خلال الحرب العالمية الأولى. تأسف إسعاف لتبدل الأحوال أخيراً بين اللبنانيين والسوريين. «لم يسمع أحد من أولادي كلمة سوري أو لبناني طوال فترة إقامتنا في دمشق». تلك الأحوال المتبدلة، سرقت فرحتها بابن شقيقها إياد الذي تمنت لو يحتفل العرقوب بمنصبه الجديد. تهمس قائلة: «البعض يُستفز في حال تكرر أمامهم ذكر النظام السوري مرتين، فيما نحن في بلد السلم نعاني من الحرمان والعزلة وانقطاع الكهرباء والماء والاتصالات!». المصدر :آمال خليل - الأخبار |