أعرب الرئيس فؤاد السنيورة عن فخره بالنتائج التي حصل عليها المجلس البلدي المنتخب لمدينة صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي والنجاح الذي تمكن من تحقيقه ، معتبرا ان هذا النجاح هو مكافأة من الناس على ما تحقق من انجازات ..
كلام السنيورة جاء اثر استقباله في مكتبه في الهلالية (صيدا) المجلس البلدي المنتخب لمدينة صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي .
واعتبر الرئيس السنيورة ان وجود معارضة هو امر صحي وضروري في النظام الديمقراطي وانه ليس هناك من حكم صالح اذا لم تكن هناك معارضة فاعلة ، وتبقي المسؤول يسعى من اجل ان يحقق لكل المدينة انجازات ترضي الذين هم معهم والذين يعارضونهم ، لانهم ليسوا رؤساء بلدية للذين انتخبوهم ، بل لكل المدينة للذين انتخبوهم والذين لم ينتخبوهم .
وشدد الرئيس السنيورة على اهمية ان تتحول البلدية الى مؤسسة مستمرة باجراءات عادلة وفيها قدر عال من الشفافية ليكون كل الناس على بينة مما تقوم به فيكون لديها قدر عال من الافصاح عما تقوم به من مشاريع وما تتخذه من اجراءات ومن اوضاع مالية، معتبرا ان من حق الناس ان يطلعوا على عمل البلدية ويحاسبوها ، وفي نفس الوقت ان نرى كيف يمكن ان نستعين بهم ونشركهم ونتشاور معهم ويشعروا ان هناك من يحترمهم ويسأل رأيهم .
والتقى الرئيس السنيورة ايضا وفدا من المختارين المنتخبين عن عدد من أحياء المدينة ووفدا من منسقية تيار المستقبل في الجنوب تقدمه الدكتور ناصر حمود ووفدا من قطاع الشباب في الجنوب تقدمه المهندس هشام القطب، ووفدا من لجنة مهرجانات صيدا الدولية ضم"نادين كاعين، لارا جبيلي، آية النقيب ، هبة حنينة ونادين ترياقي " .
الرئيس السنيورة
وجاء في كلام الرئيس السنيورة :كنت جدا سعيد بهذه النتائج التي حصل عليها المجلس البلدي في مدينة صيدا وهذا النجاح الذي تمكن من تحقيقه ، والذي اتى فعليا مكافأة على انجاز تحقق ، لان بلدية صيدا هي فعليا قصة نجاح وهذا النجاح تجلى في عدد من الامور التي نجحت البلدية في تحقيقها وبما وعدت به وحققته فعلا .. وهذا امر اعطت البلدية في صيدا نموذجا لبقية البلديات في لبنان كيف يمكن ان تحول المشاكل التي تواجهها الى فرصة مستجدة ، وان تستولد من رحم هذه المشاكل فرصة وانجاز ، وهذا الامر هو الذي تحقق خلال هذه الفترة وفي النهاية الناس عبرت عن رأيها بأن تكافىء المجلس بانتخابه.
واضاف: حتما هناك معارضة وهذا امر صحي وضروري في النظام الديمقراطي ان يكون هناك معارضة ، فليس هناك من حكم صالح اذا لم تكن هناك معارضة فاعلة ، لانها تبقي الذين هم في السلطة على صلة بالواقع وايضا بمعرفة ان هناك من لا يؤيدونهم وبالتالي على المسؤول ان يسعى من اجل ان يحقق لكل المدينة انجازات ترضي الذين هم معهم والذين يعارضونهم ، لانه عندما اصبحوا في موقع المسؤولية كبلدية ، ليسوا رؤساء بلدية للذين انتخبوهم ، بل لكل المدينة ولجميع المواطنين الذين انتخبوهم والذين لم ينتخبوهم .وبالتالي هذا الانجاز الذي تحقق مهم وهو تأكيد على ما يسمى اعطاء هذه الوكالة لهذه المجموعة .
وتابع : الان المدينة اصبح لديها بلدية جديدة تمثل كل المدينة وعليها مسؤوليات تجاه كل المدينة ، وانتهز هذه المناسبة لأعبر عن تقديري الشديد للدور الذي لعبه الاستاذ محمد السعودي بأنه استطاع ان يؤلف فريق عمل وينجز بهذا الشأن مع هذا الفريق ، بالذين استمروا بهذه المسؤولية وايضا بالذين انضموا الى هذه المسؤولية، وبالتالي كيف نشكل فريق عمل جديد ويحاول ان يجيش كل الطاقات والامكانات من اجل معالجة المشكلات الموجودة والتي يمكن ان تستجد ، وايضا ان نحاول استرجاع ان تكون المدينة جاذبة لناس وتكون فعليا مقصدا يقصدها الناس ليروا هذه المعالم الاثرية العديدة ..ففي شارع واحد في المدينة هناك اكثر من عشرة معالم اثرية قديمة جدا ، دينية وغير دينية التي بالامكان زيارتها ، ناهيك عن المعالم الاخرى في مواقع المدينة المختلفة .
وقال: اعتقد انه اذا استطاعت صيدا ان تتقدم على هذا المسار تكون تحقق ايضا شيئا متألقا واستثنائيا وجديدا ، كيف ان تسعى لتحول هذه البلدية الى مؤسسة ، نظريا كل البلديات مؤسسات عامة ولكن كيف نجعلها مؤسسة مستمرة بذاكرة مستمرة باجراءات عادلة وفيها قدر عالي من الشفافية ، وبالتالي ليكون كل الناس على بينة مما تقوم به هذه البلدية ، وايضا يكون لديها قدر عالي من الافصاح ، بأن تنشر بما تقوم به البلدية ليس فقط من مشاريع وايضا ما تتخذه من اجراءات ومن اجتماعات ومن اوضاع مالية، وما المشاريع التي تنوي القيام بها ، فمن حق الناس ان يطلعوا على هذه العمليات ويحاسبوا ايضا البلدية ، وهذا الامر يجعل المسؤول يشعر ان هناك من يراقبه وهذا امر من ضمن نظامنا الديمقراطي . وثالثا كيف نشرك الناس ، فالبلدية فيها 21 عضوا لكن هناك كثر يرغبون بالمساهمة في خدمة الشأن العام ، فعلينا ان نرى كيف يمكن ان نستعين بهم ونشركهم ، نتشاور معهم ويشعروا ان هناك من يحترمهم ويسأل رأيهم . اذا حققنا هذه الامور الثلاثة نكون اعطينا نموذجا متميزا للبلديات في لبنان وايضا قمنا بوسائل عملية وموضوعية ونمطية لنقول اننا ننشر موازنة البلدية وما نقوم به من مشاريع .هذا الامر عندما نقوم به نكون نعطي نموذجا حضاريا وديمقراطيا وشفافا وتنافسيا ليس فقط لاهل المدينة بل لباقي البلديات وهذا قمة الممارسة الديمقراطية لتحسين مستويات الاداء .
واضاف : انا تحدثت مع اعضاء البلدية اليوم وقدمت لهم التهنئة وتمنيت لهم التوفيق وقلت لهم انه انا والسيدة بهية كنائبين عن المدينة كنا معهم خلال هذه الفترة ووفرنا لهم كل الدعم اللازم من اجل ان ينجحوا وخلقنا معهم كل الاجواء التي تمكنهم من ان يتقدموا على مسارات النجاح. ونحن مستمرون معهم ومعنيون بنجاحهم وحريصون ان نكون الى جنبهم وسنساعدهم ونقف معهم لكن هم في النهاية يتحملون المسؤولية ويقوموا بما يمكنهم من ان يكونوا بلدية مميزة في لبنان من خلال ادائها .
وتابع الرئيس السنيورة: نحن نعيش في عالم جديد وبالتالي ونحن في صيدا كبقية المدن اكثر من 50 بالمئة من عدد سكان المدينة هم من الشباب ما دون الـ21 وبالتالي يجب ان نعرف كيف نتواصل مع هذه الشريحة ونجعلهم يشاركون ويعرفون ان لهم دورا في بناء مدينتهم .. لا يمكننا ان نتناسى وسائل التواصل الاجتماعي الذي حقق ما يسمى زلزالا كبيرا في العالم وهذا التغير يجب ان نواكبه ...اصبح الناس يعبرون عن رأيهم وهذا حقهم في أمور تهمهم وتهم مستقبلهم ، يريدون المشاركة في صنع مستقبلهم وعلينا ان نيسر لهم كيف نصرف هذه الطاقة بطريقة منتجة وفعالة ومفيدة للناس، بدلا من تصريف هذه الطاقة بطريقة مدمرة او معطلة ، نجعلها تصرف بطريقة مفيدة للشباب ..نريد ان نبني اكثر من هذه النماذج حتى يشعر الصيداوي انه يعتز بانتمائه لهذه المدينة والى لبنان لانه عندما نعطي نموذجا جيدا نخلق عدوى حميدة ، بدل ان تكون العدوى والتنافس على اساس من هو الاسوأ والأكثر عنفا ومن يدمر اكثر ، تعالوا نتنافس بالشيء المفيد لنخلق هذه العدوى الحميدة عند كل الناس .
وخلص الرئيس السنيورة للقول : انا اعتقد انا كنت سعيد بهذه اللقاءات التي وجدت عند رئيس واعضاء البلدية وعند المختارين ملامح حيوية مستجدة ورغبة بانهم يودون المساهمة بهذه الانطلاقة الجديدة ، وانا كلي امل بالرغم من ان كل الظروف في المنطقة وفي لبنان ليست مؤاتية ، لكن يجب ان نبقى ثابتين ويبقى لدينا ثقة بالله وببلدنا وبأنفسنا وبمستقبلنا ونريد ان نتابع عملية التغيير ، والتغيير ان شاء الله يتم للأحسن .