الأحد 2 كانون الأول 2018 23:03 م |
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 2-12-2018 |
* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان" بعد تمكن لبنان، مرة جديدة، من اجتياز قطوع الفتنة مع كامل التحفظ، والتي أريد لها أن تطل برأسها من حادثة الجاهلية والأحداث التي سبقتها في منطقة الشوف، تتجه الأنظار في الأيام المقبلة إلى مسارين: المسار الأول: كيفية معالجة القضاء لأحداث الشوف والجاهلية، في ضوء التعقيد الذي نتج عن مقتل مرافق الوزير السابق وئام وهاب في ظروف غامضة، وما سيتركه عدم مثول وهاب أمام القضاء للتحقيق معه في قضية الاساءة لعائلة الرئيس الحريري. وما يزيد السؤال إلحاحا هنا، هو تضارب التصريحات الصادرة عن مرجعيتي القضاء والأمن، ففي حين شدد وزير العدل على أن المساءلة القضائية لن تستثني أحدا في دولة القانون، دافع وزير الداخلية عن القادة الأمنيين والقضائيين المسؤولين عن واقعة الجاهلية، بل ووصفهم بالأبطال. فكلام أي من الوزيرين سيأخذ مجراه التنفيذي غدا؟. أما المسار الثاني: فكيف ستنعكس هذه الأحداث على مسار تأليف الحكومة، وهل تخرج دماء محمد أبو دياب عملية التأليف من جمودها، درءا للمزيد من الأخطار، أم أنها على ما يرى البعض أدخلت مسار التأليف في نفق إضافي؟. وفي سياق متصل، رسالة تأكيد على استقرار البلاد نقلها الوزير ملحم الرياشي من الدكتور سمير جعجع إلى الرئيس المكلف سعد الحريري هذا المساء. وفي المقلب الأوروبي، فرنسا ترزح تحت وطأة غضب السترات الصفراء، وماكرون يتردد في إعلان حالة الطوارئ. عودة إلى الجاهلية التي ودعت محمد أبو دياب، وسط دعوات للتهدئة، وانتظار لما سيؤول إليه استدعاء وهاب أمام القضاء.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن" الوضع هادئ تماما في منطقة الشوف غداة الإشكال الذي حصل في بلدة الجاهلية وقضى فيه مرافق رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب محمد أبو ذياب. التوتر لا بد أن تكون اتصالات سياسية وأمنية مفترضة قد أسهمت في سحب فتائله، على قاعدة أن الأمن خط أحمر والسلم الأهلي من غير المسموح لأي طرف من الأطراف العبث فيه. وعلى إيقاع جو مشحون بالحزن والغضب، دعا وهاب خلال تشييع مرافقه الجميع إلى الهدوء، قائلا إننا تحت سقف الدولة وسنفعل كل شيء ضمن القانون غير المنحاز، وزاد على ذلك ان سلامة الجبل ولبنان خط أحمر. واسترعى الانتباه مد وهاب اليد لطلال إرسلان لكي لا يتم استفرادهما كل يوم، وذلك بعد تغريدات لرئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" هاجم فيها وليد جنبلاط وفرع المعلومات، وإن كان لم يحيد رئيس "حزب التوحيد العربي" نفسه. "الحزب التقدمي الاشتراكي" أدلى هو الآخر بدلوه في بيان رأى فيه ان ما جرى كان نتيجة الحالة الأمنية الشاذة التي يمثلها البعض، وبسبب العبث بالأمن الذي حظي برعاية وتغطية ما، كما اتهم البعض بأنه يريد اتخاذ أهل الجاهلية رهائن لأدواره المشبوهة. مع تقدم الشأن الأمني كاد اللبنانيون ان يسهوا عن حكومة ينتظرون ولادتها منذ نصف عام ونيف، وها هو سيف الوقت مسلط على عنقها وقت أصبحت الأعياد على الأبواب. ومن المعلوم أن الأمور كانت تتوقف عند حراك جبران باسيل الذي لم يحقق اختراقات، لكن وساطته لم تفشل وستستمر على ما تؤكد مصادره.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل" تجليات مسارالتعطيل الحكومي وتغطية التطاول على الدولة والمؤسسات، تجسدت في الأحداث التي شهدتها الجاهلية وما رافقها من إطلاق نار عشوائي، أدى الى مقتل محمد أبو ذياب. وفيما أكد البيان الصادر عن قوى الأمن الداخلي ان اطلاق النار جاء من قبل مسلحي وئام وهاب، ما أدى الى إصابة أبو دياب في خاصرته، وهو الذي أدى لاحقا الى وفاته في المستشفى؛ هذا فيما استمر وهاب في التطاول على المؤسسات القضائية والعسكرية. وفي الجانب الآخر من الصورة، فإن "الحزب التقدمي الإشتراكي" الذي تقدم بالتعزية من عائلة أبو ذياب وأهالي الجاهلية، قال إننا كنا بغنى عن هذه الخسارة الأليمة وعن كل ما جرى نتيجة الحالة الأمنية الشاذة التي يمثلها البعض، بسبب منطق الخروج عن القانون والعبث بالأمن الذي حظى برعاية وتغطية ما. أما المسار القضائي للقضية، فلن يتوقف رغم محاولات استخدام السلاح غير الشرعي وإطلاق الأوهام عن استهداف الجبل والدروز، وفق ما أكد البيان الصادر عن قطاع المحامين في "تيار المستقبل". وفي المواقف، سلسلة تحذيرات من محاولات زرع الشقاق وضرب الوحدة الوطنية، في حين لفت وزير الداخلية نهاد المشنوق الى ان ما يجري في لبنان منذ أشهر ليس مسارا لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بل هو قرار بالتعطيل الفعلي مرات بالسياسة وأكثر بالتهديد والوعيد وأخيرا بالتغطية الكاملة للخروج عن القانون والدولة. في التحركات السياسية رسالة من رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع الى الرئيس المكلف سعد الحريري، تضمنت حرص "القوات" على الاستقرار وعلى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، شرط أن يكون الجميع تحت سقف القانون.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار" أطفأت دماء محمد أبو دياب نار الفتنة التي كاد أن يشعلها البعض بشرارات بل قرارات رسمية، عل المعنيين يدركون أن سوء استخدام السلطة بالأمن، أخطر بكثير من سوء استخدامها بالسياسية. وإن كان سوء الأداء السياسي والاقتصادي قد قاد البلاد الى حدود الإفلاس، فالرجاء ألا يكون أداؤهم بالأمن كذلك، حيث لن يبقوا بلدا ولا شعبا ولا من يحزنون. على حزنها دفنت الجاهلية الفتنة بحكمة أهلها، شيعت ابنها محمد أبو دياب بمأتم مهيب، وخلص القرار بالإحتكام الى القضاء والأجهزة الأمنية التي أرادها البعض سيفا مصلتا بقرارات جهل بعواقب الأمور، بعيدا عن مفهوم الدولة ورجالاتها الذين يزنون الأمور ويقبلون الأعذار متى قدمت إن كان أسيء فهم أصحابها. وإن كان الإنتقاد السياسي حقا للجميع من دون التجريح الشخصي والشتيمة من اي كان، فإن إرسال قوة عسكرية مؤللة الى الجاهلية بحجة تبليغ دعوى قضائية هو تجاوز للقانون بحسب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي لفت الى أن هذه الأساليب والتصرفات تنأى بالناس عن إحترام قدرة من يقدمون أوراق اعتمادهم على حكم البلد وخصوصا في هذه المرحلة. في فلسطين المحتلة مرحلة صعبة دخلها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، وان كان عنوان الأمن يعتبر حبل الخلاص لنتنياهو من نيران غزة، فان عنوان الرشى والفساد والنصب والاحتيال طوق نتنياهو وزوجته الى حد يصعب عليهما الإفلات. أوصت شرطة الاحتلال بمحاكمتهما في إطار ما بات يعرف بالقضية أربعة آلاف، وتلقي رشى مقابل قرارات تصب في مصلحة بعض الشركات، فباتت قضية تهدد شراكة نتنياهو الحكومية، وتزيد من اهتزاز الواقع الصهيوني بكل تشعباته.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في" مر قطوع الجبل- إلى حين- وختم الجرح على زغل ولو مؤقتا. الظاهر من رأس جبل الخلافات كلام وئام وهاب بحق الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وغير الظاهر هو السباق على قرار الجبل ولمن الكلمة الاولى فيه واليد الطولى. جنبلاط وحلفاؤه أم وهاب وحلفاؤه، من دون تغييب ابن البيت اللبناني العربي المعروفي العريق طلال ارسلان، الذي فتح نارا متوسطة على وهاب لكلامه، وأعيرة ثقيلة على جنبلاط لأفعاله. للمرة الاولى منذ عقود وعهود، تدخل قوة أمنية بهذا الحجم الى الجبل من أجل شخص واحد، في وقت يقاتل الجيش اللبناني عصابات الأشرار والطفار التكفيريين والإرهابيين، تجار المخدرات والمجرمين في كل مكان من أجل الوطن. الجاهلية اليوم شيعت محمد بودياب، لكنها لم تدفن مخاوفها- كما باقي الجبل ولبنان- مما هو آت في ظل التوتر والتعثر والتمحور الذي يخيم على المشهد الداخلي. كشفت حادثة الجاهلية عما في الصدور وخلف السطور. بشاشة في العلن وهشاشة في الخفاء. استنفار للحساسيات الطائفية واستحضار للحسابات المناطقية. لا رمانة ولا قلوب مليانة بل أبعد وأكبر وأخطر. جنبلاط زار "بيت الوسط" وكان ما كان، بالمصادفة أو بالتعمد. وهاب في الجاهلية لم يزره "حزب الله"، لكن الرسالة كانت أسرع من الرتل الامني الذي دخل الشوف بغطاء من جنبلاط. وصلت الرسالة وتوقفت الأمور عند الحد الذي وصلت اليه. ما هو موقف "حزب الله"؟ الموقف كما أبلغه الحزب لل"otv" مساء يتضمن الملاحظات والخلاصات الآتية: كان الأجدى والأحرى بمن أعطى التعليمات للتوجه الى الجاهلية ان يترجم مبدأ الدولة العاقلة وليس الدولة الغاشمة. فما حصل هو عملية أمنية وليس تنفيذا لقرار قضائي. ووئام وهاب- مع رفض "حزب الله" للكلام المسيء للرئيس الشهيد رفيق الحريري ولجميع الشهداء والمسؤولين والناس- ليس إرهابيا أو فارا من وجه العدالة ليتم تكليف قوة متخصصة بمكافحة الإرهاب بجلبه من عقر داره وتبليغه بشكل مغاير للأصول والأعراف والمعايير. وذكر "الحزب" بارتكابات وانتهاكات أحمد الأسير الذي صال وجال وتجبر وتكبر لأكثر من سنتين، وبعض من الدولة يداريه ويراضيه ويراعيه، وكان يمكن له ان يبقى حيث هو لو لم يبادر هو الى الاعتداء على الجيش، ما أدى الى التعامل معه بالشكل المعروف وإنهاء الوضع الشاذ الذي تسبب به، ويضيف "الحزب" ان ما حصل مع وئام وهاب كاد يشبه ويتماثل مع ما حصل مع الوزير السابق ميشال سماحة قبل سنين، وهو ما لا نقبله مع وئام وهاب لا في الشكل ولا في المضمون. وأضاف "الحزب" ان التعرض للأعراض والكرامات والمقامات يتم كل يوم ضد شريحة كبيرة في المجتمع اللبناني، فتتهم باغتيال الرئيس الحريري والاتجار بالمخدرات وغسل الأموال وكل ما يحتويه معجم الإهانات والإفتراءات من مفردات ومصطلحات، ونحن لا نرد ضنا بالاستقرار الداخلي وحفاظا على التعايش السياسي واحتراما لرغبات وارادات المخلصين في البلد. وكرر "الحزب" رفضه التعرض لمقامات ورجالات وتضحيات اي مكون لبناني، رافضا في المقابل ان يتخذ اي فريق من مواقف او كلام اي شخصية او جهة ذريعة وغطاء لتغيير توازنات او فرض معادلات، والرسالة التي يوصلها "الحزب" الى من يعنيهم الأمر هي انه لن يسمح باستفراد وئام وهاب ولن يتركه وحيدا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في" حادثة الجاهلية الأليمة أبحرت بالبلاد الى الجاهلية، وكشفت عري الدولة ووقاحة المنطق المتغاضي عن السلاح المتفلت في بعض المناطق، تحت مسميات مختلفة، تبدأ بسرايا المقاومة، وتمر بسلاح "حزب التوحيد" وشاكر البرجاوي والعصابات التي تعيث بالأمن بقاعا من دون إغفال سلاح الفصائل الفلسطينية الممانعة، وصولا الى سلاح "حزب الله" الذي يرعى كل هذا الكوكتيل ويحميه. يكتسب هذا الوصف صدقيته من سرعة ارتماء وهاب في حضن السيد حسن نصرالله، لحظة شعر بالخناق يضيق عليه، وكيف استقبله كالابن الشاطر، ولتبيان فداحة الصورة، كاد الشك أن يدخل أذهان اللبنانيين الذين حسبوا للحظات وكأن دورية المعلومات تخطت حدود لبنان ودخلت حدود دولة أخرى ذات سيادة. ولا يظنن أحد أن في ما قلناه دعوة لاستخدام القوة او استباحة الحرمات والكرامات، بل دعوة الى أن تبدأ الدولة بضبط الفلتان من منابعه وليس عند المصب، فيتعذر عليها استيعاب حوادث كالتي شاهدناها في الجاهلية وغيرها. في المحصلة لقد رأى الناس ما حصل أمس في الجاهلية وهم يترقبون بقلق كيف ستتعاطى الدولة مع القضية، يمثل وهاب أمام القضاء بتوقيت القضاء وشروطه أم لا يمثل؟ فعلى ماهية الجواب يمكن البحث في الجدوى من القضاء والقوى الأمنية من عدم جدواهما. توازيا، الوضع الحكومي في موت سريري وعمليات الإنعاش انحرفت عن التأليف لتركز على إعادة إحياء الحكومة وعقد جلسات لمجلس الوزراء توضع تحت عنوان الضرورة تسييرا لأمور الناس.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي" التهدئة سيدة الموقف، وفترة الحداد لأيام قليلة على محمد أبو ذياب، مرافق الوزير السابق وئام وهاب، ستستغل الى أقصى الحدود، بحثا عن إخراج ما للدعوى القضائية ضد وهاب والمتعلقة بتهديد السلم الاهلي. ترجح المعلومات أن القضية ستسوى، وان التسوية ستكون على الشكل التالي: يحضر وهاب الى التحقيق أمام مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود وليس أمام شعبة المعلومات، بعدما تؤخذ ضمانات بعدم توقيفه. حينها، تكون هذه القضية، كما الكثير غيرها، وجدت طريقها الى اللفلفة، ويكون محمد أبو ذياب رحل ومعه ساعات جنون الجاهلية. محمد ككثير ممن سقط قبله، سيبقى في ذاكرة أهله، أما قضيته فلكي تختتم في اي دولة، دولة، لا بد ان تستهل بتحقيق شفاف، أعلن وزيرا العدل والداخلية أنه سيبدأ، يكشف ساعات ما قبل الجاهلية، كيف اتخذ قرار إحضار وهاب بعدما أبلغ عبر مدير مكتبه بالحضور أمام شعبة المعلومات للتحقيق معه ولم يمثل، لماذا سلمت شعبة المعلومات من دون غيرها من الجهات الامنية مهمة التنفيذ؟ ولماذا لم يلفت احد نظر المدعي العام الى المضاعفات السياسية لقراره، علما ان صلاحيات المدعي العام في تحويل اي قضية الى اي ضابطة عدلية ومن ضمنها شعبة المعلومات هي صلاحيات مطلقة؟ ما حقيقة تدخل "حزب الله" مع القضاء وشعبة المعلومات قائلا: مش هيك بصير الشغل! والأهم من كل ذلك، لماذا ترك الملف يكبر الى حد الوقوع في الخطأ، الذي نتج عنه زعزعة جديدة لكيان الدولة المهترئة أصلا؟ الساعات المقبلة مفصلية، ولعل اجتماع مجلس القضاء الأعلى الذي يعقد غدا برئاسة القاضي جان فهد يوضح ولو جزءا مما حصل، لا سيما بعد إعلان وزير العدل ان تقييما قانونيا دقيقا للاجراءات المتخذة كافة سيحصل، والمساءلة القانونية والقضائية لن تستثني أحدا في دولة القانون. كل ذلك يحصل والحقيقة تقول ان السياسة تدخلت مجددا في القضاء، عبر أكثر من طرف، والحق يقول ان لا قيام لدولة قضاؤها غير مفصول عن سياسييها، كائنا من كانوا.
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" قبل أن تشيع ضحيتها، وارت الجاهلية الفتنة في الثرى، وتعالت على جرحها فودعت محمد بو دياب من دون رصاص، وبمراسم ارتقت إلى مستوى احترام الحزن والرحيل ووداع الأحبة. ارتفعت الجاهلية فوق سطح أرضها الغاضبة، واختارت السير على وقع جنائزي، ففوضت وئامها الموقف، الذي بدوره فوض أمره ل"حزب الله". يوم الجبل، وإن جاء هادئ التشييع، غير انه ليس على ذاك الهدوء في السياسة والخلفيات التي كادت ان تضرم النار في وطن على فوهة فتنة. فقد حملت مواقف التشييع اتهامات بلغت حد النية الجرمية بقتل وئام وهاب واستهدافه شخصيا، على ما روت زوجته ل"الجديد". أما المستهدف فعين خصومه وتوعدهم، من الحريري إلى عثمان فحمود. فيما علمت "الجديد" ان "حزب الله" يواصل مساعي الحل البارد، عبر تأمين مخرج يجنب وهاب المثول بالقوة أمام القضاء ولا يحرج القضاء في الوقت نفسه. لكن النائب محمد رعد انتقد القوة المؤللة تحت حجة التبليغ، وقال إن هذا أمر فيه تجاوز للقانون وكان يخفي نية اعتقال وإذلال وتكسير رأس وسوق الشخص المطلوب خلال أيام العطل ليبقى محتجزا حتى يبيت ليوم الإثنين والثلثاء. وعدا للأيام، فإن اليوم التالي لغزوة الجاهلية، لم يظهر مواقف "التيار الوطني"، أو يبين خيطه الأزرق من الأصفر، وآثر الوزير جبران باسيل ان يسرح في البراري على درب المسيلحة وبين الطواحين، في سياحة بيئة رياضية عدها بالكيلومترات على ال"تويتر". لكن العدل كان جاهزا، وأعلن الوزير سليم جريصاتي ان تحقيقا كاملا سيجري لأحداث الشوف، وصولا إلى ما جرى في الجاهلية وسقوط المرحوم محمد بو دياب، وان المساءلة القانونية لن تستثني أحدا في دولة القانون مهما علا شأنه. وتقديما للمساهمة العينية في التحقيق، كشف وزير الداخلية نهاد المشنوق، استنادا إلى تقرير قوى الأمن، أن إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين في الجاهلية، هو الذي أدى إلى إصابة أبو دياب في خاصرته، ومن ثم وفاته في المستشفى، وهو الأمر الذي نفاه وهاب مؤكدا ان الضحية قضى برصاص الدولة أي بالسلاح الأميري. وبسلاح أميري سياسي أطلق "المير" طلال ارسلان سهامه على المختارة، مؤيدا الجاهلية ومؤنبا فرع المعلومات مباركا له هذه العراضة المعيبة، منتقدا الأمر الهميوني والمسرحية المقرفة. وقال: إذا كان وليد جنبلاط هو حامي الجبل فعلى أمن الجبل السلام. هذه المواقف لا تحجب واقعا بات يرسم التساؤل عن الجهة التي وضعت لبنان عند خطوط محظورة، فبعضلات أمنية وبقرار سياسي أخرق كاد البلد ان يشتعل، وان تتسلل إليه العصبيات والفتن ومواجهة الاهلين بأمنهم الوطني. وفي هذا المسلك الخطر أبعد من أياد محلية تدير اللعبة، فهنا لسنا سوى أدوات تنفيذية لمشروع أكبر من البلد، يراد منه ضرب لبنان ببعضه وبنازحيه وأخذهم رهينة اللعب بالنار، وإلا كيف نفسر التزامن بين الوضع الدولي المربك، سقوط استانة، مساعي ترامب وصهره جاريد كوشنير ونتنياهو مع شبكة عربية لزعزعة استقرار لبنان من بوابات "حزب الله"، ثم كلام وزير خارجية الفاتيكان ورسالته المقلقة عن النازحين وأوامر بقائهم أميركيا وأوروبيا. ما يرسم لهذا الوطن لن يرده إلى عصر الجاهلية فحسب، بل كاد أن يرميه في الزمن الحجري. والأزمة هنا لم تعد في التأليف ومستتبعاته، بل في غيبوبة الوعي السياسي والتصرف بعقلية الجاهلين عما يجري. المصدر :وكالات |