الخميس 17 كانون الثاني 2019 12:03 م

ماذا بعد إدمان الأجهزة؟


حينما نتحدث عن الإدمان فنحن نتحدث عن عائلة صامتة، عن تعدد المهام في وقت واحد، عن تركيز ضئيل، عن قلة صبر، عن استغراق في حياة الآخرين، وغياب عن الذات الشخصية تلك التي تتكون في نفس وروح وجسد.

لقد آن الأوان لتفعيل الإرادة نحو التحرر من سطوة الأجهزة، والعيش ببساطة أكثر، قريبا من الحياة الحقيقية، قريبا من أبنائنا، بعيدا عن الفضاءات الافتراضية، تلك التي سلبت حديثا ماتعا طويلا، وأسرة مجتمعة متحدثة وسعيدة.

وأمام هذا التوجه الإدماني نحو الإنترنت، لن نستطيع أن ننفك عن الإنترنت تماما، وإنما هي موازنة وإدارة. يقول د.عبدالكريم بكار إن تجاهل سطوة الإنترنت في تغيير الثقافات شيء غير واقعي وغير مفيد، وأضيف أن اختيارنا المدروس بين الغث والسمين لا شك سيغدو مفيدا وبناء.

إن النظر لحياتنا وفق منظور الخلافة على هذه الأرض، ومسؤوليتنا تجاه الوقت، والولد، والمال، كل هذه الأمانات ستكفل لنا إرادة قوية - بإذن الله - لمجابهة موجة الإدمان، ووضع الأطر التي تنظم تعاملاتنا مع الأجهزة أيا كان نوعها، إضافة إلى التخطيط لكيفية شغل أوقات فراغ اليد والعقل بما يثمر ويبني، إذ إن عدم القيام بمهمة التخطيط تلك كفيل بإرجاع الحال على ما هو عليه، لاسيما وقت انتظارنا في الأماكن العامة، ووقت الازدحام المروري وتعطل السير على سبيل المثال.

وفي نهاية المقال لكم الاختيار، فما نراه ملحا هاما لا غنى عنه يجعلنا ضعافا عبدة له، في حين أن شعور الإدارة والسيطرة يبقينا أقوياء أعزة، وعلينا أن نفكر مليا نحو أي قرار سنتجه.

بقلم : شيخة الجيران

 

المصدر :وكالات