السبت 26 كانون الثاني 2019 10:03 ص |
إنجاز أمني.. هكذا وقع عميلان للموساد بقبضة الجيش |
* الديار - محمود الزيات
انجاز أمني هام، يُضيفه الجيش اللبناني الى سجله، في كشف شبكات التجسس الامنية التي تديرها اجهزة الاستخبارات التابعة للعدو الاسرائيلي داخل لبنان، والتي نفذت على امتداد السنوات الماضية، لائحة طويلة من الاغتيالات استهدفت قياديين في حزب الله يتولون مراكز قيادية في المقاومة الاسلامية، وكوادر فلسطينية كان آخرها عملية تفجير عبوة في صيدا في 14 كانون الثاني من العام الماضي، وُضِعَت في سيارة القيادي في حركة "حماس" محمد عمر حمدان الذي نجا باعجوبة. مطلع الاسبوع، اعلن الجيش اللبناني عن توقيف المدعو حسين أحمد بتو في منطقة شرحبيل بمدينة صيدا، والذي قام بعمليات الاستطلاع والرصد قبل تنفيذ عملية التفجير، وجاء في المعلومات الاولية ان الموقوف اعترف بارتباطه بجهاز "الموساد" الاسرائيلي منذ العام 2014، وكان التقى مشغليه خارج لبنان، وتسلم أعتدة وأجهزة إلكترونية خاصة بالرصد والتواصل، وانه كُلِّف مهمة رصد القيادي في "حماس" محمد حمدان اعتبارا من صيف 2017، وأنه قام بتحديد مكان إقامته ورصد جميع تحركاته ونقل المعلومات إلى مشغليه، ليصار إلى تنفيذ عملية التفجير من قبل مجموعة أخرى تم تحديدها بعد عملية التفجير المذكورة.
"جمع شمل" جاسوسين من افراد الشبكة ووفق معطيات تحدثت عنها التحقيقات الاولية التي جرت في حينه، فان افراد الشبكة الاسرائيلية التي نفذت العملية، "انتشرت" داخل لبنان وخارجه، لكن التحقيقات والمتابعات استمرت وبوتيرة عالية، بالرغم مما اعترف به المتورط الموقوف، من انه، وبعد تنفيذ عملية التفجير بتسعة ايام، تلقى امرا من "الموساد" بمغادرة لبنان، فنفذ الامر ومكث في الخارج مدة ثلاثة اشهر، ليعود الى لبنان بناء لطلب "الموساد" الذي زوده بمعدات واجهزة الكترونية مخصصة للمراسلة معه، وقد ضبطها الجيش اللبناني خلال مداهمة منزله، وكان لبنان قد تسلم من السلطات التركية شخصا اكدت التحقيقات الرسمية التي اجرتها الاجهزة الامنية اللبنانية، تورطه في عملية التفجير لاغتيال حمدان، وهو ادلى باعترافات تثبت انه مكلف من قبل استخبارات العدو. وكانت التقارير الاولية التي تناولت الانفجار تحدثت، وبالاستناد الى معطيات امنية توفرت لدى بعض الاجهزة الامنية اللبنانية، عن ان ضابطين اسرائيليَين شاركا في تنفيذ عملية التفجير، بالاستناد الى تقديرات عن ان الاسرائيليين لا يكتفون في مثل هذا النوع من العمليات بعملاء محليين، وربطت اوساط امنية بين عملية التفجير وحركة سفر لمشتبه فيهم غادروا لبنان، اثر العملية، بجوازات سفر جورجية (سيدة)، وسويدية وعراقية.
"السيدة الجورجية"... عاينت السيارة ووضعت العبوة الناسفة ورجحت اوساط ان رواية الجار وتواجده في لحظة وجود (م) والسيدة التي ترافقه، قد تكون سبب تأجيل عملية التفجير الى ليل السبت ـ الاحد 13/14 كانون الثاني 2018، حيث كان (م) و«مرافقته» الى المكان نفسه، وقامت السيدة بوضع العبوة الناسفة وتغادر مع (م) الى بيروت ومن ثم الى الخارج عبر مطار بيروت الى قطر ثم الى وجهة غير محددة، وبعد مراقبة دقيقة للسيارة المتوقفة في المرآب، والتي وضعت في اسفلها العبوة الناسفة، حضر «الهدف» وتوجه نحو سيارته، وبحسب تقديرات امنية، فان نجاة المستهدف من الانفجار، تعود الى انه ادار محرك السيارة من النافذة ومن دون الدخول اليها، فيما فجر الجاسوسان العبوة، ظنا منهما ان حمدان اصبح داخل السيارة. محاولة اغتيال القيادي في حركة حماس محمد حمدان، قبل عام، شكلت واحدة من ابرز العمليات الفاشلة التي تخطط لتنفيذها استخبارات العدو، فيما اضاف الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية انجازا امنيا هاما، وعلامة مضيئة في مسيرة ملاحقة وكشف شبكات التجسس الاسرائيلية التي تعمل داخل لبنان، وكانت صيدا ساحة بارزة من ساحات الاستهداف الامني الاسرائيلي، ومن ضمن بنك اهداف "الموساد"... لاغتيال قياديي المقاومة. المصدر : جنوبيات |