بدعوة من الرئيس فؤاد السنيورة عقد لقاء حواري لسفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري مع رؤساء وممثلي جمعيات وهيئات أهلية وشبابية في مدينة صيدا، حيث أطلق السفير بخاري على هذا اللقاء عنوان " جسور 3" ووضعه في سياق المبادرات التي أطلقتها السفارة السعودية تحت العنوان نفسه في أكثر من منطقة لبنانية.
وحضر اللقاء الذي اقيم في مكتب الرئيس السنيورة في الهلالية (صيدا)، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود وعدد من اعضاء المنسقية وعدد من رؤساء المؤسسات التعليمية والاجتماعية والإنمائية وأيضاً من رجال الفكر والرأي في المدينة.
الرئيس السنيورة
الرئيس السنيورة استهل اللقاء بكلمة ترحيب بالسفير بخاري والحضور وقال: سعادة السفير بدأ هو بمبادرة من ضمن جهوده للتواصل مع شتى مدن لبنان ومناطقه والانفتاح على مختلف المكونات اللبنانية وبالتالي فقد فتح مجالاً رحباً لأن تكون هناك لقاءات سواء عبر" فنجان قهوة" او عبر "جسور ". المقصود منها الانفتاح على الشعب اللبناني وهذا شيء نقدره لسعادة السفير. واليوم احببنا ان تكون هذه الجلسة وأن تتسم بكثير من الانفتاح والبحبوحة في الكلام الهادف دون رسميات او قفازات. طبعاً هناك عدد من رؤساء وممثلي عدد من الجمعيات العريقة في المدينة غالبيتها تعود الى 130 و140 سنة مثل المقاصد وبعضها يعود الى 60 او 70 سنة. وهو امر مهم ان يستمع سعادته الى من يحدثه عن اجواء المدينة وما لديها من مشكلات. وقد شرحت له كم تحملت المدينة خصوصا في ظل الأجواء الحافلة بالمشكلات الاقتصادية الناتجة عن المتغيرات في المنطقة والظروف الناتجة عن تراجع النمو الاقتصادي في المنطقة ولبنان والتي كان لصيدا القسم الكبير من نتائجها السلبية وبالتالي إلى تحملها قدراً كبيراً من المعاناة الاقتصادية بهذا الشأن. واود مرة ثانية باسمكم أن أرحب بسعادة السفير واتمنى ان تكون هذه الزيارة وهي المرة الأولى التي يجتمع مع هذا العدد من الناس من رجال الفكر والمعرفة في المدينة ويحكي معهم بهذا القدر من الصراحة والود وان شاء الله تكون فاتحة خير لمزيد من اللقاءات المجدية في المستقبل.
السفير بخاري
ثم تحدث السفير بخاري شاكرا الرئيس السنيورة على مبادرته بالدعوة الى هذا اللقاء وقال: ان الدبلوماسية السعودية بدأت تشهد تغيراً بالتوجه أكثر نحو الإنسان، بمعنى اخر بعد ان اجرينا تقييما لمستوى العلاقات الثنائية خلال العام الماضي خرجنا باستراتيجية مصغرة، وهي الدبلوماسية السعودية المستدامة في لبنان والتي ترتكز على الانسان اللبناني بغض النظر عن انتماءاته وعن طائفته او مكان تواجده. تهتم المملكة كثيرا، ورسالتها في لبنان منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله وحتى هذه اللحظة بكل اعتزاز وافتخار، كانت ولا تزال شديدة الحرص على امن وسيادة واستقرار وازدهار لبنان وهذا دأبها لم تتغير، وهذا مصدر فخر واعتزاز لمستوى هذه العلاقة المتميزة التي تربطنا بلبنان روابط اخوية وانساب وصهر وتواصل.
واضاف: لقد دشنت السفارة السعودية في لبنان مبادرة بعنوان "جسور" تعنى بالتواصل بكل مناطق لبنان وبكل المراكز والدراسات الاستراتيجية والجمعيات الأهلية الموجودة داخل لبنان واضيف اليها محور جديد واللبنانيين في دول المهجر، من خلال سفاراتنا ومن خلال ايضا السفارات اللبنانية، لنرى كيف يمكن ان نتواصل أكثر. ونحن نعتبر ان الانسان اللبناني قد اثبت جدارته عبر كل هذه العقود التي مرت وهو يمتلك خبرات كبيرة ومدربة وعلى كفاءة عالية واينما وجد اللبناني وجدت الفرص للإبداع والاستثمار والاقتصاد فهنيئا لكم.
وقال: واليوم دولة الرئيس مشكورا اتاح لي الفرصة لأن تكون مبادرة "جسور3" في صيدا، بعدما بدأنا في طرابلس وايضا قمنا بجسور مع العشائر العربية. واليوم نحن في صيدا لنسمع ونرى كيف يمكن ان نتعاون أكثر، خاصة ان المملكة الآن اتجهت نحو الرؤية 2030، هذه الرؤية فيها الكثير من الفرص الاستثمارية المتاحة بين البلدين، بشكل مؤسسي، وبشكل يمكننا من ان ندرس اوجه الفرص الموجودة من خلال المشاريع وحزم المشاريع التي تضمنتها الرؤية في العديد من المجالات ومنها صناعة السياحة والترفيه في العالم العربي والتي تعتبر الكفاءات اللبنانية في هذا المجال من أفضل الكفاءات المدربة في العالم العربي، وبالتالي كيف يمكن ان نستفيد مثلاً من هذه الأوجه. وهذا محور للنقاش، واعتقد ان دولة الرئيس كان حريصاً على ان نجلس معا ونضيء على النقاط التي يمكن ان نستفيد منها ولنخرج بخارطة طريق لنرى معا الزوايا التي لا نراها من جهتنا واشكركم على استجابتكم وحضوركم.
بعد ذلك جرى حوار ونقاش وعصف ذهني بين السفير بخاري والحضور وبمشاركة الرئيس السنيورة تناول العديد من القضايا والمواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية.