السبت 26 كانون الثاني 2019 15:22 م |
هروب إلى الأمام خوفاً من الآتي.. هل يعود لبنان ساحة اشتباك إقليمية؟ |
* كلير شكر
تتعاطى القوى اللبنانية على اختلاف توجّهاتِها، مع أحداث المنطقة، في وصفِها مفصليّة، ستعبُر بالإقليم من ضفّة إلى أخرى، لكنّها قد تحتاج إلى أشهر لتتبلور في شكل نهائي وتلبس صيغتها الأخيرة. وفي الإنتظار، يُفتَرَض أن تكون المرحلة الإنتقالية عابقةً بالتطورات الدراماتيكية التي قد تطيح بموازين فرضتها الأحداث منذ قيام ما سُمّي "الربيع العربي"، وها هي اليوم تستعدّ لتقلبَ المَشاهدَ رأساً على عقب، تكريساً للتحوّلات المرتقبة. بهذا المعنى، هناك مَن يخشى من سقوط مظلّة "الحياد" عن "رأس" الساحة اللبنانية، على رغم تورّط "حزب الله" في الحرب السورية، لكنّ نيران المنطقة بقيت بعيدة نسبياً من الحدود اللبنانية. فيما يُخشى اليوم ذوبان هذه الحدود، في مشهد يشبه المشهد الذي شهده اللبنانيون عشيّة صوغ "اتفاق الطائف" الذي نقل لبنان من جمهوريته الأولى إلى الثانية. التحدّي الأبرز هو احتمالُ عودة لبنان ساحة اشتباك إقليمية في سياق النزاع القائم خلف الحدود بين القوى الإقليمية، وتحديداً الولايات المتحدة وإيران، في ضوء الكلام العالي النبرة الذي حمله مساعدُ وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت، والذي حاول "تحريض" حلفائه على الانضمام إلى قافلة التصعيد في وجه "محوَر الشرّ"، وتحديداً "فرعه" اللبناني "حزب الله". كثيرون قرأوا في تحذيرات هيل، دعوةً مفتوحة للقوى الحليفة لبلاده إلى حجب ستار تحييد لبنان، للقفز إلى حلبة المواجهة المباشرة. الأهمُ هنا، هو ارتفاعُ منسوب الخشية من أن لا تُعفي تطوراتُ المنطقة الانقلابية، الساحة اللبنانية من شظاياها، خصوصاً أنّ هذه الحمم قد تحمل طابعاً سياسياً واقتصادياً، وربما أمنياً. ولهذا لا يتردّد أحدُ اللصيقين بملف التأليف من القول صراحة، إنّ "طبخة البحص" التي يترقب اللبنانيون تعدادَ مقاديرها عبر المنابر وشاشات التلفزيون، ليست إلّا تجلّياً لحالة الهروب إلى الأمام التي تمارسها القوى السياسية، خوفاً من الآتي. المصدر :الجمهورية |