الاثنين 4 شباط 2019 13:15 م |
النائب الموسوي من البابلية: مرتاحون لتحقيق ما كنا نطالب به في الحكومة والتحديات كبيرة امامها أولها الاقتصاد |
* جنوبيات أعلن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، في كلمة القاها خلال رعايته حفل توقيع كتاب للدكتور حسام مطر بعنوان "ما بعد القتال، حرب القوة الناعمة بين أميركا وحزب الله" في قاعة مجمع أهل البيت في بلدة البابلية الجنوبية، "اننا مرتاحون أنه في النهاية تحقق ما كنا نطالب به، ألا وهو تمثيل شريحة من المواطنين السنة في الحكومة الذين اختاروا أن يكون لهم نواب خارج تيار "المستقبل"، وهذا أمر بمعزل عن الطريقة التي تم بها، إلا أنه بمجرد أن يمثل الذين اقترعوا لغير تيار "المستقبل"، هو أمر مهم ويؤسس عليه للمستقبل، وهذا ما كنا ندعو إليه دائما". وقال الموسوي: "أمام الحكومة الجديدة تحديات كبرى، نحن اليوم في وضع اقتصادي سيء، وواحدة من أولى مهمات الحكومة الأساسية، هي كيفية الخروج من الحلقة الجهنمية للاقتصاد اللبناني التي اسمها عجز موازنة واستدانة، وهذه يجب كسرها، وبالتالي يجب أن لا يقبل أحد ان يبقى القطاع المصرفي الذي راكم أرباحا منذ بداية التسعينيات إلى الآن بمعزل عن تحمل مسؤولياته الوطنية بمواجهة العجز الذي نحن عليه، ففي مؤتمر "سيدر" هناك من أعطانا قروضا منخفضة الفوائد وطويلة الأمد، وأما المصارف اللبنانية، فأقل واجب أن تعطي قروضا منخفضة الفوائد إن لم يكن أكثر من ذلك، وهذا موضوع أساسي، فلا نذهب إلى كتلة الانفاق الجاري لناحية سلسلة الرتب والرواتب، لأن هذا حق مكتسب ولا يحق لأحد أن يمد يده عليه، ولذلك نحن ننصح بعض الوزراء أن لا يتسرعوا ويطلقوا وعودا لقاعدتهم الشعبية، لا سيما وأنه لا يوجد في الدولة اللبنانية أموالا".
وتابع: "هناك تحديات أخرى في طليعتها الكهرباء والنفايات، ونحن نخجل من الحال التي نحن عليها في مسألة التعاطي مع النفايات، والتي لا يبررها شيء، علما أننا نتعاطى معها منذ أكثر من عشر سنوات بأفشل طريق لمعالجتها، ودائما هناك مجموعة من المستنفرين للبيئة ومعهم حق إذا كان هذا الأمر يساعد البيئة، بأنه لا يوجد هناك طريقة سوى الفرز والتسبيخ، ولكن أين هو الفرز والتسبيخ. إن أسوأ ما نواجهه في قضاء صور هو موضوع النفايات، ومعمل عين بعال لا يعمل بالطاقة التي يمكن أن تجعله يستوعب نفايات القضاء، وبلدية صور ترمي النفايات في باطن أرض خراج العباسية وطيردبا، والمياه الجوفية تلوثت وغير قابلة للاستخدام البشري ولا الحيواني، فإلى متى ننتظر، ومن الذي يجب أن يتحرك في هذا المجال, لقد بح صوتنا كنواب سعيا وراء هذا الأمر، فقالوا لا يوجد غطاء تشريعي لأشكال جديدة لمعالجة النفايات، فقدنا عملية إقرار قانون جديد من الألف إلى الياء، ولكن حتى الآن لم يتقدم، وهذا أمر مخجل، ولا يجوز للحكومة القادمة أن تستمر فيه. وقال: "ينعقد جمعنا الآن ونحن في أجواء الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران، وبالتالي فإن بقاء الثورة الإسلامية أربعين عاما، هو بحد ذاته دروس عميقة في كيفية مواجهة الحروب بشتى أنواعها، وفي طليعتها الحرب الناعمة التي شنت منذ بدايات الثورة، وما زالت تشن حتى الآن". اضاف: "بوسعنا أن نستعرض على مدى الأربعين عاما أشكالا مختلفة من الحروب، بدأت منذ اللحظة الأولى للانتصار، من اغتيال قادة الثورة، ولنتذكر هنا أن من بدأ بالإرهاب ووضع العبوات والتفجير بالأبرياء، واستخدم هذه الأساليب واعتمدها في عصر الثورة الإسلامية في إيران، هو الإدارة الأميركية والمخابرات الأميركية، التي سعت إلى قتل جميع قادة الثورة تقريبا ولم ينج منهم إلا القليل، فالاغتيالات كانت أحيانا فردية، وجماعية في أحيان أخرى، ونتذكر جميعا تفجير مقر حزب الجمهورية الإسلامية الذي ذهب من جرائه حوالي 93 شهيدا من قادة الحزب". وأشار الى ان الإمام الخامنئي نجا من عملية اغتيال"، وقال: "اليوم اذا أردنا أن نحسب من الذي نجا من عمليات الاغتيال والتفجيرات وما إلى ذلك، يتبين أن قلة هم الذين نجوا، ولذلك يجب أن نقارن الآن أن أول من شهر واستخدم سلاح الإرهاب والاغتيالات المستهدفة والتفجيرات الشاملة، هو الإدارة الأميركية عبر استخباراتها ومجموعاتها الناشطة في إيران، ويمكن البعض بحاجة إلى التذكر، أن إيران في عصر الشاه، كانت مستعمرة أميركية، ونحن نتحدث عن 60 ألف خبير أميركي كانوا موجودين في كل إدارات الدولة، وبطيبعة الحال نتحدث عن شبكة استخبارات متينة وقوية وفاعلة، وعليه كان يحتاج أمن الثورة إلى وقت طويل حتى يستطيع مواجهة هذه العملية". وتابع: "لو فتحنا أرشيف الإدارة الأميركية في تعاملها في العالم، لا سيما في أميركا الجنوبية والقارة الأفريقية وحتى في جنوب شرق آسيا، لوجدنا أن أول من شرع استخدام عمليات الاغتيال والتفجيرات، هو الإدارة الأميركية، وما زالت هذه الإدارة إلى الآن وما توقفت يوما عن العمل من أجل إسقاط الثورة الإسلامية في إيران، وهي لن تتوقف". وقال: "لو أردنا أن نحذف توصيف الحرب الناعمة، لوجدنا أنها حرب قذرة في حال أردنا أن نتحدث أخلاقيا، لأنها تستخدم كل شيء، ونحن مشمولون بهذه الحرب القذرة، فبالأمس حضر إلى لبنان مساعد وزير الدولة الأميركية لشؤون الخزانة، وعليه، فمن أتانا وفرض نفسه على لبنان ليلتقي بمسؤوليه، هو ليس دبلوماسيا ولم يكن دبلوماسيا، بل هو شخصية قذرة إن شئنا أن نتخيل طبيعتها، ما علينا إلا أن نتخيل بعض شخصيات البشعة القبيحة في أفلام الغرب الأميركي، علما ان اللغة التي استخدمها مع بعض من التقاه، هي أقل من لغة شارعية، تحتوي على السباب والشتائم، وجهت إلى جميع اللبنانيين بلا تمييز، ثم اتهم أشخاصا لبنانيين بعينهم باتهامات باطلة وكال إليهم الشتائم، وكل ذلك على المسمع، وبالتالي ما كان يجب أن يستقبل هذا المجرم الأميركي. هذه السياسة ليست حربا ناعمة بل هي حرب قذرة، وإذا كان هناك من يفكر في مكان ما أنه قادر على هزيمتنا من خلال الحصار والعقوبات فهو واهم". وتابع: "اننا قدمنا الدماء لمقاتلة التكفيريين...ونحن قادرون على الصبر والتضحية، وقد مررنا في مراحل أسوأ من المراحل التي يهدد بها المسؤولون الأميركيون على غير صعيد، ولذلك نتوجه بالطلب إلى المسؤولين الرسميين في لبنان، بأن لا يتعاطوا من موقع الخائف مع التهديدات الأميركية، لأن خوفكم لن يزيد الإدارة الأميركية إلا استكبارا، وبالتالي يجب أن تواجه الإدارة الأميركية بكلام واضح وصريح يحمل روح التحدي، لأن هذا الشعب الذي لم تستطع الإدارة الأميركية هزيمته في مطلع الثمانينيات في أكثر من 120 ألف جندي اجتاحوا، وبأكثر من 40 الف جندي من قوات متعددة الجنسيات، 20 ألف منهم في البحر و20 ألف في البر، لن يستطيع لا الإدارة الأميركية ولا غيرها في هذا الزمان الذي هو زمان مضي أربعين عاما على الانتصار في إيران، أن تهزمنا ونحن في نهاية العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين". ورأى "ان ثمة من يعتبر أن أوامر أميركية أطلقت ويجب أن يتعاطى معها، إما من موقع التنفيذ أو من موقع الاستسلام، بينما في الحقيقة يجب أن لا يتعاطى مع هذا الأمر بهذه الطريقة، لأننا لسنا ضعفاء. فهذ غزة المحاصرة منذ أكثر من عشر سنوات قد نصرها الله تعالى، وفك الكرب عنها، لأنها صبرت وقاومت وصمدت وقدمت الشهداء ولم تستلم. وعليه، فإذا كان هناك من يعتقد أننا يمكن أن نستسلم أمام العقوبات التي تفرض من جهة أو التهديد الإسرائيلي من جهة أخرى، أو أن بإمكانه أن يحصل منا ما لم يحصل عليه من خلال سبع سنوات من القتال في سوريا بجميع أشكال القتال، فهو واهم، لا سيما وأن المقاومة في غزة حين أدركت أنها تؤخذ إلى الموت بالحصار ببطء، أخذت قرارا جريئا بأن تذهب إلى الحرب بشجاعة، ولذلك تراجع الإسرائيلي واضطر "أفيغادور ليبرمان" أن يستقيل، لأنه ما كان هناك أي أحد في إسرائيل لديه القدرة على اتخاذ قرار الحرب على غزة". واكد "ان ما تملكه المقاومة من إرادة قتال وقدرات قتالية، يجعل القرار الإسرائيلي بالحرب على لبنان قرارا صعبا، وإذا التقى في العام 2006 شخصا بلا خبرة سياسية ألا وهو إيهود أولمرت الذي كان رئيسا لبلدية القدس، مع احترامي لجميع رؤساء البلديات، ووزير دفاع كان نقابيا ليس لديه تجربة سياسية ولا تجربة حرب ولا اتخاذ القرار، مع احترامنا لجميع النقابيين، فالآن هناك سياسي محنك، وقضيته هي تهويد فلسطين بشكل كامل وإنشاء دولة يهودية، وهذا البرنامج ينضوي تحت جناح أمر عمليات أميركي يوجه إليه بالمباشر في حال كان هناك من أحد في الإدارة الأميركية لديه قرار أن يذهب إلى الحرب العسكرية، ولكن التهديدات والحرب الأميركية على إيران هي تهديدات جوفاء، ولا يصدقها إلا بضعة أغبياء يتساقطون وراء بعضهم البعض". وقال: "يجب أن نكون على استعداد في المرحلة المقبلة لأن نواجهها بجميع أشكالها، فهناك حصار وضغوط، ولبنان بكلمة هو تحت الحصار الأميركي، وهذا ما يجب أن يفهمه اللبنانيون، أن لبنان تحت الحصار الأميركي، ومن الخطأ أن يقول أحد إن الإدارة الأميركية صديقة للبنان، فما تفعله الإدارة الأميركية هو ضد لبنان ومصالح اللبنانيين". اضاف: "ونحن نخاطب بعض الزملاء في مجلس النواب الذي وقفوا في مرة من المرات وقالوا إنهم لا يقبلون أن يقال عن الولايات المتحدة الأميركية أنها غاشمة إرهابية منحازة للعدو الصهيوني ومعادية للمصالح اللبنانية، فنحن نفهم أن لديها مشكلة معنا نحن كـ"حزب الله"، والتي هم فرضوها علينا ونحن قبلناها، ولكن هل يمكن لأحد أن يشرح لنا لماذا كانت السفارة الأميركية في لبنان بجميع أركانها تتصل بكل مسؤول ومعني في لبنان بالتفاوض مع الشركة الروسية لإحباط الاتفاق معها، علما أن هذه كانت اتفاقية وبعون الله ستكون فرصة لإعادة تشغيل خط أنابيب تابلاين والخط الذي يصل إلى مرفأ طرابلس، حيث أن الأول مخصص للنفط السعودي والثاني مخصص للنفط العراقي، وعند تشغيل هذين الخطين، يصبح لبنان مصرفا سهلا للنفط العراقي، وستكون لنا عائدات مجدية تحل لنا جزءا من مشكلتنا الاقتصادية، فلماذا كانت السفارة الأميركية بكل أركانها تعمل على إحباط هذا الاتفاق وصولا إلى سؤالها حول أحقية وزير الطاقة بمرحلة تصريف الأعمال أن يفاوض ويتفق، وعليه، يجب أن نتعاطى مع الولايات المتحدة بإدارتها المجرمة والقذرة بمسؤولية وشجاعة وحكمة وثبات، وليس من موقع الاستلام والخوف، فنحن قادرون على هزيمتها، ولن نسمح للأميركيين أن ينتصروا في لبنان، وسنهزمهم كما هزمناهم في سوريا".
مطر
المصدر : جنوبيات |