الأحد 25 أيار 2014 18:44 م |
إلاعلامي هيثم زعيتر في حفل توقيع كتابه "زلزال الموساد": لإصدار قانون عفو عن ملفات المتهمين في المخيمات |
* جنوبيات تحول حفل توقيع كتاب الإعلامي هيثم سليم زعيتر "زلزال الموساد"... "العملاء في قبضة العدالة"، الذي احتضنته بلدية صيدا، إلى مناسبة أكدت على عمق العلاقات اللبنانية – الفلسطينية، وأهمية مواجهة العدو الإسرائيلي وعملائه بشتى الوسائل.
كما طرحت جملة من النقاط التي تساهم بتحصين الأمن والاستقرار في منطقة صيدا والمخيمات وانعكاس ذلك الساحة اللبنانية.
الحفل الذي أقيم لمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد الأخوين محمود ونضال المجذوب، تخلله تكريم النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج، واتسم بالحضور المميز والحاشد، تقدمه: ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" المهندس بسام كجك، رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية النائب الدكتور ميشال موسى، ممثل النائب بهية الحريري منسق عام "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود، ممثل النائب علي عسيران عزيز عسيران، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، حشد من ممثلي الوزراء والنواب السابقين والقادة الأمنيين والعسكريين ونقيب المحامين ورجال دين، وفاعليات رسمية ورؤساء دوائر ومصالح ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير ورؤساء مجالس إدارية وجمعيات وهيئات اقتصادية ونقابية واجتماعية وإعلامية ونسائية، فضلاً عن ممثلين عن الأحزاب والقوى اللبنانية والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية وأسر الشهداء، وفي مقدمهم أسرة الشهيدين محمود ونضال المجذوب والشهيد أبو حسن سلامة.
السعودي
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، رحب عريف الاحتفال عضو المجلس البلدي لمدينة صيدا ومدير مدارس الإيمان كامل كزبر بالحضور، تم ثحدث رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي فقال: إن الولاء، التضحية والحب للوطن، مفاهيم ليست حكراً على بلد دون آخر. فكل البلدان تفترض ولاء مواطنيها لها، ليس من باب الواجب القانوني، بل من باب المشاعر الإنسانية السامية التي تربط كل واحد منا بالمكان الذي ينتمي إليه. لذا، فإن الوطنية هي لغة عالمية، لا تختلف قيد أنملة مهما اختلفت اللغات والأعراق والأجناس. لكن كما أن المواطنية واحدة حول العالم، كذلك هي العمالة.
وأضاف: لعلنا جميعاً نستغرب كلما سمعنا باكتشاف شبكة للتجسس هنا أو هناك، وهذا لأن الفطرة السليمة التي نتمتع بها وتربينا عليها، تجعلنا نرفض كل شكل من أشكال خيانة الوطن، مهما صغر أو كبر. لكن العمالة للأسف أصبحت في هذه الأيام لها مراتب، يتدرج فيها العميل بحسب الخدمات التي يقدمها للعدو.
وتابع: في كتاب "زلزال الموساد" للأستاذ هيثم زعيتر الذي نحتفل بتوقيعه، تيقنت من مقولة شهيرة، وهي أن العميل لا دين له. ولا أعني بالدين هنا المعتقد، بل أعني المبدأ الذي قد يتمتع به أي إنسان منا بانتمائه، ويكون أول ما يخسره على درب العمالة. لقد جمع لنا الأستاذ هيثم زعيتر في كتابه تاريخ مجموعة من العملاء، باعوا مدنهم التي قاومت العدو، وعائلاتهم التي قدمت شهداء، ومعتقداتهم التي تُحرم عليهم الخيانة، ومؤسساتهم العسكرية وغير العسكرية التي تشكل عامود الأساس في هذا الوطن، من أجل حفنة من الأموال تفنى بسرعة، ولو أراد العميل أن يسترجع كرامته لا تنفعه أموال الكون.
وقال: "زلزال الموساد"... "العملاء في قبضة العدالة"، كتاب يوثق لنا عقلية العملاء، والأهم من هذا كله عقلية العدو الإسرائيلي، الذي هو في حرب دائمة معنا في الليل والنهار. لكن ما لا يعلمه العدو أو ما لم يفهمه، هو أن لدينا أيضاً في لبنان، عين ساهرة على الأمن وعلى الحدود، وأقلام مقاومة كقلم الأخ هيثم زعيتر، ونفوس أبية لشعب يرفض كل أشكال الهوان، وفوق كل ذلك، يقيننا بأننا دائماً في عين الله.
وختم السعودي: "ليس غريباً على إبن صيدا هيثم زعيتر أن يكون ريادياً في مقاومة الاحتلال والعمالة بقلمه، ولأن صيدا كانت في طليعة العمل المقاومة، فليس من مكان أفضل لتوقيع كتاب "زلزال الموساد" من "عاصمة الجنوب" المقاوم، وليس من زمان أفضل من عيد المقاومة والتحرير... باسمي وباسم بلدية صيدا، أرحب بكم جميعاً في مدينتكم.
الرفاعي
* وتحدث ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان الحاج أبو عماد الرفاعي باسم الحركة وآل الشهيدين المجذوب فقال: كما في حياته، كذلك في مماته.. شكّل الشهيد القائد محمود المجذوب "أبو حمزة" إحدى المنارات المضيئة التي تجمع الشعبين الفلسطيني واللبناني تجاه قبلة جهادهم الأولى، والوحيدة، فلسطين. وإننا إذ نلتقي اليوم لإحياء ذكرى استشهاده، فإن في ذلك تأكيداً على أن النهج الذي استشهد لأجله القائد أبو حمزة، وأخيه نضال، لا يزال حياً نابضاً فينا، وفي ذلك تأكيد على انتصار نهج الشهادة على الهمجية والعدوان، وأن الشهادة هي إحياء للأمة وثوابتها.
وأضاف: في الذكرى الثامنة لاغتيال الأخوين المجاهدين محمود ونضال، لا يمكن إلا أن نتوقف عند محطات منيرة من سيرة حياتهما، وهما أولاً وأخيراً ينتميان الى مدينة صيدا، التي تصدّت للعدوان الصهيوني وقارعته، ورفضت الاستسلام والذل والخضوع للاحتلال، حتى استحقت، بجدارة، أن تكون بوابة المقاومة وقلعتها الحصينة. المقاومة التي استطاعت بصمودها وإرادتها أن تفرض على العدو الصهيوني خروجاً مذلاً، نحيي ذكراه المجيدة هذه الأيام. والأخوان مجذوب هما ابنا إحدى العائلات اللبنانية الصيداوية العريقة، تربيا في أكنافها على العزة والرجولة، وأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم، بل لكل العرب والمسلمين، لا يجوز بيعها، ولا تركها، ولا التنازل عن حبة تراب من أرضها، ولا المساومة عليها، ... نشأ الشهيدان على قيم الإسلام العظيم، وحب الوطن والجهاد، وأن العدو الصهيوني هو العدو الوحيد لأمتنا، وأنه العدو الذي لا تجوز مهادنته، ولا موادعته. تشرب الشهيدان هذه القيم العظيمة، من أبوين عظيمين أرسيا فيهما معاني العزة والكرامة.
وتابع: ولما كان العدو يعلم الدور الجهادي الذي يلعبه الشهيد أبو حمزة، فقد استهدفه بأكثر من محاولة اغتيال، الى أن قضى الله أمراً كان مفعولاً، فاستشهد في المحاولة الأخيرة، مع أخيه ورفيق دربه الشهيد نضال، الذي لم يقل عنه إيماناً وجهاداً.
وقال: وفي هذه المناسبة، فإننا نتوجه بالشكر الجزيل الى الجهد الكبير الذي بذله الأستاذ هيثم زعيتر، على توثيقه الهام، الذي يسجل بدقة وأمانة تفاصيل عملية الاغتيال الآثمة، وخلفياتها، والدور الذي لعبه الشهيد القائد في مواجهة العدو الصهيوني، ويسلط الأضواء على محاكمة العملاء، ومخططات العدو، ويبيّن كيف أن التحقيقات كشفت استخدام العدو لأكثر من خمس شبكات، عملت بتنسيق مباشر منه، لتنفيذ عملية الاغتيال.. وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على الدور المحوري الذي كان يؤديه الشهيد، تقرباً الى الله تعالى.
وأضاف: إننا نؤكد على حاجة مجتمعنا ومكتبتنا العربية الى هذه النوعية من الأبحاث والكتابات العلمية، التي تكشف جانباً نادراً ما يُلتفت إليه في الصراع مع العدو الصهيوني، وهو الدور الخطير الذي يقوم به العملاء في تخريب المجتمعات، وتقديم خدمات خطيرة للعدو. والكتاب، الذي نشهد حفل توقيعه اليوم، يسجل سابقة هامة لا بدّ من الإشارة إليها والإشادة بها، وهي أنه يبرز تطور عالم العملاء والجاسوسية، بحيث لم يعد دور العميل مرتبطاً بالإعداد لعملية اغتيال أو تنفيذها، ولا بجمع المعلومات وحدها، بل بات يستهدف إثارة النعرات والخلافات داخل المجتمع، من أجل جرّه الى التقاتل والتناحر.. وهذا يحمّلنا مسؤولية عظيمة في التنبه واليقظة، لأن كثيراً من الخلافات التي تغرق فيها مجتمعاتنا اليوم، قد نكتشف غداً أنها كانت من تدبير العدو، انجر وراءها كثيرون، وغرقوا في فتنها، لكن بعد فوات الأوان.
وتابع: في هذا المقام، فإننا نؤكد على ضرورة تنفيذ حكم الإعدام بالعملاء الذين ثبت تورطهم بالعمالة للعدو الصهيوني، ولا سيما العملاء الذين أصدر القضاء العسكري اللبناني حكمه بإعدامهم في قضية اغتيال الأخوين الشهيدين. وبهذه المناسبة، فإننا نتوجه بتحية تقدير للقضاء والقوى الأمنية اللبنانية، ولا سيما للقضاة والضباط والأفراد الذين وقفوا سدّاً منيعاً في وجه محاولات العدو اختراق المجتمع اللبناني، ومارسوا مقاومة حقيقية، وأخذوا على عاتقهم حماية المقاومة، بل والمجتمع بأسره، من العمالة والعملاء، لأنالعميل لا دين له، ولا وطن له، ولا جنسية له، ولا طائفة له.. فهو قد تخلى طواعية عن دينه ووطنه وجنسيته وطائفته، وارتضى أن يكون في صف العدو.. لذلك، فإن جرم العمالة لا يمحوه عفو، ولا استئناف، ولا تخفيف حكم، ولا وساطة، ولا كرسي اعتراف، ولا لقاء شيخ أو مفتٍ أو راهب.. فالعمالة داء لا دواء له إلا الاستئصال.
وأضاف: إن الوفاء لنهج الشهداء هو بمواصلة السير على الدرب الذين قدموا أرواحهم ودماءهم زكية لأجله. وإن النهج الذي استشهد لأجله الأخوين الشهيدين هو نهج جمع كلمة الأمة وقوتها ومقاومتها نحو عدو واحد، هو العدو الصهيوني، ونحو هدف واحد، هو تحرير المسجد الأقصى المبارك. وكم نحن بحاجة اليوم الى تأكيد التمسك بهذا النهج، ولا سيما في مواجهة الفتن وإثارة النعرات والخلافات والعصبيات.
وتابع: لم يكن الشهيد أبو حمزة يرى في لبنانيته إلا دافعاً له لتبني فلسطين وقضيتها، والانتصار لشعبها. وقضية فلسطين ليست مسألة تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية أمة، ماضيها واحد، ومستقبلها واحد، وعدوّها واحد. وأن تكون فلسطينياً يعني أن تحافظ على أمن لبنان وأمن كل الدول والشعوب العربية والإسلامية. وأن تكون عربياً ومسلماً يعني أن قضية فلسطين هي قضيتك الأولى والمركزية. وكل محاولة للفصل بين شعوبنا، أو الى إضفاء نزعة ضيقة على قضايا أمتنا، مصيرها الفشل، لأننا معاً، شئنا أم أبينا.
وقال: من هنا، فإننا ندعو الى ضرورة تعزيز أواصر العلاقة التي تجمع بين المخيمات والجوار، لأن أمن لبنان من أمن المخيمات، ولأنه لا أمن للمخيمات دون أمن لبنان. ولذلك، فإننا ندعو الجميع الى توفير كافة الظروف الملائمة من أجل إنجاح المبادرة الفلسطينية، لأن في نجاحها مصلحة فلسطينية – لبنانية مشتركة. وإنجاحها ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، ولا اللبنانيين وحدهم، بل هي مسؤوليتنا جميعاً. فإن أخطر ما يخطط للمخيمات هو محاولات الإيقاع بينها وبين محيطها، ولا سيما زجها في صراع مع جمهور المقاومة، بهدف تدمير المخيمات من جهة، وتشويه صورة المقاومة، من جهة ثانية. وفي ذلك، فإن الخاسر الوحيد هو شعبنا اللبناني والفلسطيني، وخدمة مجانية للعدو الصهيوني.
وتابع: إننا حين نتحدث عن تعزيز العلاقات بين المخيمات وجوارها، وبين الشعبين الفلسطيني واللبناني، فإننا لا نقصد بذلك الأمن وحده، بل يمتد ليشمل دعم الحقوق الإنسانية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان، الذي يحيي هذه الأيام الذكرى السادسة والستين لنكبته وإخراجه من أرضه، دون تمكينه من حق عودته، ودون أن يجد من يدعم مطلبه في التوجه نحو أرضه، التي يراها أمام عينيه، صبح مساء، وهو على استعداد في كل حين للاستشهاد على مشارفها، على نحو ما فعل ستة من خيرة شبابنا قبل ثلاثة أعوام.
وختم الرفاعي: نبارك للأستاذ هيثم زعيتر كتابه الجديد،.. كما نبارك لسعادة القاضي سميح الحاج هذا التكريم الذي يستحقه عن جدارة، ونشكر للأستاذ محمد السعودي استضافته الكريمة، ونبارك لوالدة الشهيدين وأسرتيهما استشهادهما المبارك ونجدد العهد لكم جميعاً على الوفاء على درب الشهادة والشهداء والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
زعيتر
* ثم تحدث مؤلف الكتاب الإعلامي هيثم زعيتر فشكر الحاضرين ومن يمثلون على مشاركتهم في هذا الحفل.
وقال: إننا نلتقي هنا في مدينة صيدا، عشية ذكرى التحرير، لأن بداية التحرير انطلقت من صيدا بعد اندحار العدو الصهيوني في شباط 1985... ونلتقي في ذكرى استشهاد الأخوين محمود ونضال المجذوب، وهو ما يجب أن يكون ليس في الذكرى السنوية فقط، بل في كل حين، حتى لا يدخل إلى مخيلة البعض أن "حزب العمالة" أصبح أقوى من دماء الشهداء، وهو ما نخشى منه بأن يتحول هذا الحزب لمن عبروا طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وجنسياتهم الحزب الأكبر، خاصة إذا كان البعض من هؤلاء يستفيد من وساطات، ممن يريد تحقيق مكاسب في انتخابات نيابية، فيخرجهم من السجن، وفي مواكب - وللأسف رسمية - بينما هناك العديد من الموقوفين لم تبث قضاياهم بعد.
وأضاف: هم "حزب العملاء"، الذين اختاره العدو، ولم نقصد الإساءة إلى أسر مناضلة قدمت قوافل الشهداء، بل حددنا في الكتاب الاسم الأول للعميل، لأنه عند الولادة يطلق الأبوين الاسم على المولود ويكتسب الجنسية بالتوارث، كما الطائفة أو المنطقة ولكن هو الذي يختار مسيرته، ولهذا ذكرنا الاسم الأول للعميل وليس عائلته.
وتابع: إننا نلتقي هنا في ذكرى استشهاد الأخوين محمود ونضال، لنؤكد أن هذه الدماء الزكية، هي لمناضلين أرضعتهما والدتهما حب فلسطين، لأن فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم، بل للبنانيين والمناضلين الشرفاء وكل من يريد أن يكون حراً مناضلاً، وفي هذه القاعة (بلدية صيدا) ومنذ اللحظة الأولى لاستشهادهما قالت الوالدة: "لا تفتشوا كثيراً، العدو الإسرائيلي هو من اغتال ولديّ". وبعد أيام أوقف محمود رافع وفر آخرون، وتوالى انهيار الشبكات، وتمكنا إحصاء أسماء 8 عملاء شاركوا في هذه الجريمة، ومنهم أحد الضباط الإسرائيليين الذي حضر إلى صيدا قبل أن يتم اجلاؤه بالبحر.
وقال: إن كتاب "زلزال الموساد"، هو توثيق لانهيار شبكات التجسس الإسرائيلية، وأشكر كثيراً سيادة قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، الذي خصني بأن وضع أول مقدمة لكتاب، وبالمناسبة فإن أول شبكات توقيف العملاء كانت بعد تسلمه قيادة الجيش بأسابيع (أب 2008) مع العميلين علي ويوسف الجراح في البقاع.
وأضاف: ونحن في صيدا "عاصمة الشتات الفلسطيني"، التي تحتضن القضية الفلسطينية، كما حارة صيدا وباقي البلدات، فإننا أحوج ما نكون إلى الوحدة التي بدأت ثمارها تتجلى في المصالحة الفلسطينية، بعدما تأخرت كثيراً، ولكن ايجابيات المصالحة، لا بد أن تكون لها انعكاسات سلبية لدى العدو الصهيوني، وبالتالي إذا كان من الصعب تنفيذ مُخططاته في غزة والضفة، فإن ساحة المخيمات والتواجد الفلسطيني في لبنان، واللحمة اللبنانية – الفلسطينية، هي التي ستكون مُستهدفة بالدرجة الأولى.
وتابع: إذا كنا قد حررنا الأرض بفضل المقاومة، فنحن الآن أحوج ما نكون إليه تحرير من نوع آخر، تحرير للعقول المُفخخة التي تبث الفتن فينا، التي يستفيد منها العدو الصهيوني، سواء عبر شبكات العملاء أو الإرهاب أو الآفات الاجتماعية، خاصة أن العدو رفع شعار "أوجد عدواً داخل العدو لتحقيق المبتغى حتى لا يوجه إليه الاتهام".
وقال: نأمل من الأجهزة الأمنية اللبنانية أن لا يتم الأخذ ببعض التقارير من مخبرين ضعفاء النفوس، وبالتالي تتحول إلى ملفات قضائية يصعب حلها، ونعاني منها كثيراً، خاصة أن الفلسطيني أثبت أنه لا يوجد له مشروع أمني ولا سياسي ولا عسكري على الساحة اللبنانية، ولن يسمح لمن تدغدغ مخيلته القيام بذلك لا لبنانياً ولا فلسطينياً. وقد بات ملحاً بأن يكون هناك قانون عفو عن من تكدست الملفات بحقهم، ليس لشيء إلا نتيجة بعض التقارير من ضعفاء النفوس، وبالتالي ارتفعت أعداد المطلوبين، وهنا في مدينة صيدا، كان لهم دوراً كبيراً في وأد الفتنة وفي أحلك الظروف وأصعبها.
وتابع: وإذا تناست الحكومة خلال بحثها عن الكلمات المتقاطعة للبيان الوزاري ادراج الحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين، فإننا ونحن على أبواب دورة تشريعية، وفي حضرة ممثل رئيس مجلس النواب، ورئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية، ندعو مجلس النواب إلى إقرار الحقوق المدنية للفلسطينيين، لأنه ليس حق التملك هو الذي يؤدي إلى التوطين، بل ما تسعى إليه بعض السفارات، حيث بتنا نسمع كلاماً جديداً في المخيمات، عبر مطالبات البعض بالهجرة، ليس لشيء إلا لأن هناك من يُخطط إلى الهجرة والتوطين، علماً أن طموح الفلسطيني، هو الهجرة الوحيدة، وأن تكون إلى فلسطين تحقيقاً للعودة.
وأضاف: يجب استكمال ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية التي كان فيها دوراً كبيراً وهاماً للواء عباس إبراهيم، وحتى قبل توليه مهام مدير عام الأمن العام.
وقال: لماذا تكريم الأخوين المجذوب، لأنهما قدما الكثير. ولماذا في بلدية صيدا، لأن صيدا هي التي احتضنت القضية الفلسطينية وفي حضرة رئيس البلدية المهند محمد السعودي، نؤكد الشراكة اللبنانية – الفلسطينية.
ولماذا تكريم الرئيس سميح الحاج، لأنه ناضل من أجل فلسطين قبل ولادتي والتحق في صفوف الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، ودافع عن المظلومين كمحام وقاضٍ وعن القضية الفلسطينية.
وأيضاً الرئيس سميح الحاج، هو أول من سلمني قراراً ظنياً في ملف العملاء، يوم كان يتولى مهام قاضي التحقيق العسكري في بيروت، وكان ذلك للعميل علي منتش. بل أكثر من ذلك هو الأخ والصديق والوالد الذي نحتاج إليه، ونقدم إليه هدية رمزية ترمز إلى كتابي "زلزال الموساد"، ولكن ما تحتويه هو أغلى بكثير، تحتوي تراباً من المسجد الأقصى، عشية ذكرى الإسراء والمعراج للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أحضرناه من داخل المسجد، مع تراب من كنيسة المهد، الشاهدة على الولادة السيد المسيح (ع)، والتي يتوق الحجاج المسيحيون إلى زيارتها، مع زيت من زيتون فلسطين، لنقول له أنك ابن فلسطين، لأن فلسطين لم تعد جنسيةً، بل أضحت لكل فلسطيني ولبناني وعربي ومسلم ومسيحي وحر يناضل من أجلها.
وكذلك التحية إلى الأخ والصديق سعادة الرئيس الأستاذ رهيف رمضان، الذي أنصف الفلسطينيين، وليس قضية براءة اللواء سلطان أبو العينيين من ملف تمت "فبركته" له بالإعدام، إلا شاهد على ذلك.
وختم زعيتر: نأمل من المجلس النيابي الإسراع في إقرار الحقوق للفلسطينيين، ومن القضاء طي صفحة الملفات التي كثيرٌ منها ناتج عن بلاغات واهية وإطلاق نار.
وكذلك هدية تذكارية إلى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، الذي قبَل تراب غزة عندما زارها، هي درع قبة الصخرة، على أمل أن يزورها بعد التحرير.
القاضي سميح الحاج يتسلم درعاً من الإعلامي هيثم زعيتر، المهندس محمد السعودي، أبو عماد الرفاعي وكامل كزبر
المهندس محمد السعودي يتسلم درعاً من الإعلامي هيثم زعيتر وأبو عماد الرفاعي
مؤلف الكتاب الإعلامي هيثم زعيتر متوسطاً المهندس محمد السعودي وأبو عماد الرفاعي
مقدمة الحضور الحاشد في حفل توقيع كتاب الإعلامي هيثم زعيتر "زلزال الموساد" في بلدية صيدا
مقدمة الحضور الحاشد في حفل توقيع كتاب الإعلامي هيثم زعيتر "زلزال الموساد" في بلدية صيدا
الإعلامي هيثم زعيتر وعقيلته الزميلة ثريا حسن يتوسطان عائلة الشهيدين محمود ونضال المجذوب
فاطمة نضال المجذوب تقرأ تفاصيل اغتيال والدها نضال في كتاب "زلزال الموساد" المصدر : جنوبيات |